ترجمات عبرية

يوسي ملمان: مراوحة محبطة في المكان

معاريف – بقلم  يوسي ملمان  – 5/6/2018

ومرة اخرى نسير نحو المجهول. اليوم، الخامس من حزيران، 51 سنة على نشوب حرب الايام الستة، والتي احتل فيها الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية، هضبة الجولان وغزة – هو في نظر الفلسطينيين “النكسة”، الهزيمة. لا في الجيش ولا في المخابرات الاسرائيلية يعرفون كيف ستتطور الاحداث.

المعطيات الاساس لم تتغير. حماس والجهاد الاسلامي سيواصلان التخطيط، التنظيم والتنفيذ لنمط عمل هو بالنسبة لهم ورقة مظفرة: جلب عشرات الالاف للتنظاهر والاحتجاج امام جدار الحدود واطلاق المئات للهجوم عليه كي يمسوا به واذا كان ممكنا ايضا التسلل الى اسرائيل وذلك، بالتوازي مع اطلاق الطائرات الورقية المشتعلة التي تتكشف كالسلاح الجديد والناجع لديهم.

أفاد وزير الدفاع افيغدور ليبرمان أمس في جلسة كتلة اسرائيل بيتنا بمعطيات عن السلاح الجديد (لماذا يدلي المرة تلو الاخرى بمعطيات عسكرية وعملياتية بل ومن منصة حزبية؟). وحسب المعطيات التي عرضها، فقد اطلقت 600 طائرة ورقية اعترضت ثلثين منها حوامات تم تكييفها لقطاع الحبال. ولكن الثلث المتبقي – 200 – تسبب بضرر جسيم، حين احترقت 900 دونم.

لشدة الاسف، لا يزال ليس لدى اسرائيل رد على هذا السلاح البسيطولكن الناجع. وهكذا من المتوقع اليوم ايضا وايام الجمعة في الاسابيع القادمة ان تستمر احداث الجدار على انواعها. الفلسطينيون سيواصلون الهجوم والتخريب في الجدار واطلاق الطائرات الورقية، الجيش الاسرائيلي سيرد بالنار، في ظل الجهد للمس بمن تعتبرهم اسرائيل محرضين، نشطاء حماس ومخربين يريدون تنفيذ عمليات.

وكل هذا انطلاقا من النية لعدم الحاق اصابات اكثر مما ينبغي. في الشهرين الاخيرين قتل 120 فلسطينيا بنار الجيش الاسرائيلي، واحتوت حماس والجهاد الاسلامي هذا العدد الكثير من الضحايا. والمعنى هو ان الطرفين لا يريدان الانزلاق الى حرب شاملة.

وهكذا، بسبب الخلافات، فوارق المواقف وكذا بسبب غياب وسيط جدي له مصلحة عميقة في تحقيق تسوية – مصر بكل مشاكلها هي في اقصى الاحوال مطفيء نيران – اسرائيل وغزة ستواصلان المراوحة في المكان. كل طرف سيواصل نهجه التكتيكي، الضيق الذي تبناه، فيما أن الهدف هو الامتناع عن حرب شاملة.

الطرفان يريدان اجتياز الصيف بسلام. المشكلة هي ان هذه العملية المتمثلة بـ “المزيد من الامر ذاته” يمكن ببساطة ان يخرج عن نطاق السيطرة. وفي هذه الاثناء سيواصل سكان غلاف غزة ومليونا فلسطيني ليكونوا ضحايا تصلب قلوب قياداتهم، التي تخاف من اتخاذ قرارات شجاعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى