ترجمات عبرية

يوسي ملمان / لا استراتيجية ولا رؤيا

معاريف – بقلم  يوسي ملمان – 18/7/2018

ينبغي الامل في أن يكون لجنود فرقة 162 (الفرقة المناورة) الوقت ايضا لان يتدربوا ويناوروا على المهام التي طرحت عليهم. فقد كانت المناورة لاستعراض العلاقات العامة، لفرصة الصورة للسياسيين الذين سارعوا الى نشر الصور والبلاغات الى الصحافة. فالثلاثي غير المقدس للجيش، السياسة والاعلام اصبح شيئا ما بين الاستعراض ومسرح العبث.

لقد قضى وزير الدفاع افيغدور ليبرمان أمس نحو ساعتين في مشاهدة المناورة وفي الاحاديث مع قادتها وجنودها. ورافقه كما هو دارج رئيس الاركان غادي آيزنكوت، قائد قيادة المنطقة الجنوبية حديث العهد، اللواء هيرتسي هليفي وقائد الفرقة العميد عوديد بسيوك. بعد ذلك توجهت الحاشية المعززة لرئيس المخابرات نداف ارغمن الى قيادة فرقة غزة (143، والتي اسمها الرسمي هو “فرقة ثعالبة النار”)، حيث انتظرها قائد الفرقة، العميد يهودا فوكس. فالصورة في صحبة لابسي البزات (وكبديل مع اطفال الروضة) هي الاحداث التي تطيب للسياسيين. فمثل هذه الزيارات تسرق زمن رئيس الاركان، الذي هو ملزم بان يرافق الوزراء المسؤولين عنه واطلاعهم.

اما اليوم فسيمتثل رئيس الاركان مرة اخرى في الجنوب، ولكن هذه المرة من أجل “الامر الحقيقي”: ان يشاهد المناورة ويتابع اداءها. في المناورة، التي ستنتهي غدا، تشارك الوية المشاة من الناحل وجفعاتي، لواء المدرعات 401 ولواء المدرعات في الاحتياط 179. وقد بدأت الاسبوع الماضي بتدريب القيادات، وهذا الاسبوع تواصل كمناورة كاملة. صحيح أنها كانت مخططة منذ اشهر عديدة، كجزء من خطة التدريبات متعددة السنين للجيش الاسرائيلي، الا ان توقيتها يخدم القيادة السياسية والعسكرية. فالمسار والسياق التي تجري عليه المناورة هو احتلال غزة.

في وحدات الحرب النفسية لشعبة الاستخبارات “امان”، وفي وعي شعبة العمليات يستغلون التوقيت، الى جانب خطوات اخرى مثل نشر القبة الحديدية في غوش دان، كي ينقلوا رسالة بان اسرائيل جاهزة ومستعدة لحرب تتضمن ايضا اجتياح بري لغزة. والسؤال هو هل استوعبت هذه الرسالة في الطرف الاخر.

في زيارة نتنياهو الى فرقة غزة قال: “امس زرت سديروت ورأيت الحائط الفولاذي للتصميم المدني واليوم أزور هنا الجيش الاسرائيلي… رأيت الحائط الفولاذي العسكري عندنا”. السؤال هو اذا كانت كثيرة هذه الزيارات القصيرة، المداولات، تقويمات الوضع، الصور والبلاغات، تحقق العكس وتعمل كالسهم المرتد: فاذا كانت تبث ضعف اسرائيل بدلا من أن تبث قوتها، وكان رئيس الوزراء، وزير الدفاع وفي واقع الامر قيادة الجيش الاسرائيلي ايضا يبثون رسالة “امسكوني” اكثر مما يبثون رسالة التصميم.

منذ بدأت حرب الاستنزاف في 30 اذار – بداية في “مسيرات العودة”والمظاهرات، واستمرارا لمحاولات المس بالجدار والان اطلاق الطائرات الورقية، البالونات والواقيات حاملات النار – تدير حماس معركة ذكية تقوم على اساس تقديرها بان اسرائيل لا تريد حربا بل وتخاف منها. حماس هي الاخرى لا تريد مواجهة عسكرية ولكنها تفهم بانها وقعت في يديها فرصة ذهبية لاستغلال التصعيد كي تصل الى انجازات سياسية – اقتصادية: ان ترفع الاغلاق وان تضخ المليارات الى غزة، التي ستسهل من ضائقة السكان وتسمح لها برفع مستوى قدراتها العسكرية. وحيال استراتيجية “السير على الحافة” لحماس ومساعيها الناجحة للمبادرة الى خطوات وتحديد قوانين لعب جديدة، ليس للقيادة السياسية رؤيا أو استراتيجية خاصة بها، بل فقط تكتيك دفاعي لاعادة الهدوء وحفظ الوضع الراهن الذي كان قبل ثلاثة اشهر ونصف.

الوضع متفجر وسائل لدرجة أنه مشكوك ان يكون هناك احد ما في الاستخبارات الاسرائيلية، في القيادة السياسية أو في اوساط الخبراء، يمكنه أن يقدر اذا كانت وجهة الطرفين للهدوء أو للحرب. الجواب على ذلك يمكن ان يقدم في يوم الجمعة القريب القادم، اذا ما اخذ اطلاق البالونات الحارقة في الانخفاض في نهاية الاسبوع، إذ يمكن ان يعاد الهدوء الى بلدات النقب الغربي. ولكن اذا واصلت الحقول الاحتراق، فستضطر القيادة السياسية، التي بدأت تفقد رباطة جأشها، الى أن تأمر قيادة الجيش الاسرائيلي بالخروج الى حملة اخرى، الى حرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى