ترجمات عبرية

يوسي ملمان / احبولة اعلامية بدلا من تقرير مسؤول

معاريف – بقلم  يوسي ملمان  – 16/8/2018

يحاول الكابينت السياسي الامني ان يتخذ شكلا خفيا يرى ولا يرى. فهو يدير مداولات سرية عن اتفاق مع حماس، ولكنه يحاول اخفاءها عن الجمهور. وأمس ايضا كان بحث كهذا، هو الرابع في عدده في الاسابيع الاخيرة، ولكن الجمهور لم يبلغ حتى ولا بكلمة واحدة عن ذلك. وبدلا من ذلك فضل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يحرص على ان تصل الى وسائل الاعلام معلومات اخرى، تقول انه عرض على الكابينت مفهوم الامن الاسرائيلي للعام 2030.

مفهوم أنه من الاهمية بمكان أن يسمع الوزراء تقديرات ومعطيات وسيناريوهات عما هو مرتقب بعد أكثر من عقد. ولكن في هذه الاثناء، فان المشكلة الملحة هي غزة، ورئيس الوزراء يحاول التملص من معالجتها. وأمس ايضا لم يجر بحث ولم يعقد تصويت.

لعل هذا هو السبب في أن وزير التعليم نفتالي بينيت لم يصل الى بحث أمس وفضل المشاركة في اجتماعات مدراء المدارس قبيل السنة الدراسية الجديدة. وقبل مساء من ذلك اعتقد بينيت بان الكابينت سيبحث في تسوية مع حماس ونشر بيانا جاء فيه انه هو وزميلته في حزب البيت اليهودي وزيرة العدل آييلت شكيد لن يصوتا الى جانبها.

في الايام الاربعة الاخيرة ساد هدوء مطلق على الحدود، وذلك كنتيجة لمساعي الوساطة من رئيس المخابرات المصرية الجنرال كامل عباس ومبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ملدنوف.

ومقابل التهدئة – الايام الاكثر هدوء التي مرت دون أي احداث منذ 30 اذار، لا بالونات حارقة ولا مظاهرات على الجدار – فتحت اسرائيل معبر الحدود في كرم سالم لتوريد البضائع بلا قيود. 800 شاحنة ادخلت لمليونين من سكان القطاع الوقود، الغاز، السولار، الاسمنت، مواد البناء، الغذاء للحيوانات، النسيج بل وتم توسيع مساحة الصيد الى 17 كيلو متر.

دون أن تعترف الحكومة بذلك، فان هذه هي المرحلة الاولى في صيغة التسوية التي بلورها عباس وملدنوف في محادثاتهما مع وفد كبير من حماس يتواجد في القاهرة. وهكذا عمليا يكون الطرفان قد عادا الى الوضع الذي كان سائدا منذ الجرف الصامد قبل اربع سنوات. والمعنى هو أنه، رغم تصريحات وزير الدفاع افيغدور ليبرمان امس، فان اسرائيل تجري مفاوضات، غير مباشرة، مع حماس.

ولكن الطرفين اضاعا ايضا الهدوء الذي ساد في اثناء كل السنوات الاربعة التي مرت منذئذ ولم يستخدماه لتسوية بعيدة المدى.

والان يحاولان عمل ذلك، ولكن الاحتمالات غير كبيرة. فقد بقيت الفجوات واسعة مثلما كانت منذئذ. وقال مصدر سياسي كبير امس انه دون صفقة تبادل للاسرى لن يكون تقدم نحو تسوية.

حماس تطالب كشرط مسبق تحرير 40 في رفاقها، محرري صفقة شاليط، ممن اعتقلوا قبل تلك الحرب إثر قتل التلاميذ الثلاثة في غوش عصيون. واتخذت اسرائيل قرارا استراتيجيا بانه مقابل جثامين الجنود ستعيد جثامين مخربين ومقابل المدنيين الاثنين المحتجزين لدى حماس ستحرر عددا صغيرا من المخربين ممن ليس لهم، حسب التعريف الاسرائيلي، “دم على الايدي”.

باختصار، نحن نوجد الان في لحظة اللابدء لمواصلة المسيرة. الا اذا تراجعت اسرائيل، بخلاف موقفها الرسمي، ووافقت على الا تكون صفقة تبادل الجثامين والاسرى شرطا مسبقا لمواصلة اعمار القطاع. وادعى موظف كبير امس بان موقف اسرائيل في هذا الشأن لم يتغير. طوبى للمؤمنين.

هكذا بحيث أنه في السطر الاخير تتعلق اسرائيل مرة اخرى برحمة حماس. اذا ارادت، وبالتأكيد حين تفهم بان اعمار القطاع عالق مرة اخرى، فانها ستستأنف هجماتها من خلال اطلاق البالونات الحارقة والطائرات الورقية، المظاهرات على الجدار وربما ايضا نار الصواريخ. المشكلة هذه المرة هي أن هذا يمكن أن يحصل بعد بضعة اشهر، حين تكون اسرائيل قبيل انتخابات جديدة. فاستئناف العنف عشية الانتخابات سيمس بلا شك بنتنياهو.

فهل سبق أن قلنا ان ليس لاسرائيل أي استراتيجية تجاه القطاع، بل فقط تكتيك يستهدف كسب الوقت؟ حسنا، هذا ايضا شيء ما، ولا سيما رغبة نتنياهو وليبرمان في الامتناع  عن حرب زائدة مع كل اضرارها ومصابيها.

والى ذلك، يحاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع العمل على خطوة غايتها زيادة ميزانية الدفاع، وذلك بخلاف الاتفاقات بين الوزير السابق موشيه يعلون، رئيس الاركان آيزنكوت ووزير المالية موشيه كحلون.

من الصعب التصديق بان كحلون سيوافق على هذا المطلب، ولا سيما حين نبشر بان اسعار الشقق ترتفع مرة اخرى. هكذا بحيث أنه مشكوك جدا أن يكون تقدم ويمكن أن نشم رائحة الانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى