يوسي كلاين يكتب / هذا هو اسلوب الحكومة : خوّف واحكم
هآرتس – بقلم يوسي كلاين – 13/12/2018
هكذا يتم التخويف: يكتشفون انفاق في اراضينا. كل الاحترام، هذا جميل حقا. نبأ مهم، اكتشفنا واغلقنا. جميل، أنا لا استخف بكشف الانفاق، بالعكس. الجيش قام بما يجب أن يقوم به الجيش. نبأ مناسب للصفحة الاولى في الصحيفة، اسفل النبأ، قرب النبأ عن افلاس التأمين الوطني.
ولكن ليس هكذا يتم التخويف. التخويف يحتل العناوين الرئيسية، التخويف يستغل نشرات الاخبار، رئيس الحكومة يجند جميع صلاحياته ومؤهلاته. التصميم والبطولة تطير مثل فراشات الربيع. المراسلون يسافرون الى هناك، روني دانييل يقوم بعقد الحاجبين، وجميعهم لا يوافقون على العلاقة بين طول الانفاق وعمق التحقيقات.
من الجيد أن العملية تمر بنجاح. نجاح؟ يقولون لي أنت تثير الضحك. هذه معجزة عيد الانوار. الاقلية أمام الاكثرية، وانتصار الروح على المادة. اجل، هكذا عندما يريدون اخفاء حقيقة أن جيش النصف مليون يحارب جيش العشرين ألفا، لكن هذا ما هو موجود. ومنه يجب استخراج الحد الاعلى. هذا جيد، لقد قمنا باسئصال الطائرات الورقية والبالونات المخيفة، والآن نحن في الطريق للانتصار على الانفاق المخيفة. وحتى لا تعتقدوا أنكم في تل ابيب متحررين من التخويف، وأن لا تعتقدوا أنه يمكنكم شرب القهوة الخاصة بكم بهدوء في “شنكين” أو في أي مكان تشربون فيه القهوة، الانفاق في الطريق اليكم. كل شيء مفتوح. في احدى الامسيات في منتصف وجبة السبت يمكن أن يصعد اليكم من الاسفل احد رجال حزب الله الملتح. لا تكونوا متهورين، افحصوا كل مساء قبل النوم، ضعوا آذانكم على البلاط واستمعوا للطقطقة من الطابق الاسفل. فهذا سيساعدكم. على الاقل سيساعد مثل الغرفة الآمنة في حرب الخليج.
ولكن لا تقلقوا، لن تبقوا يوم واحد مع الخوف لوحدكم، التخويف لا يأتي وحيدا، هو يأتي بأزواج، دائما يقترن مع الانقاذ، تخويف وانقاذ. عرضين بتذكرة واحدة. انقاذ وتخويف هما مفتاح السيطرة، من يشعل النار ويركض لاطفائها، يرسلون خلية الى غزة وينقذونا من حماس، يسقطون طائرة روسية ويسارعون الى تعزيز العلاقات مع بوتين.
المشكلات تبدأ عندما يكون هناك تخويف ولا يوجد انقاذ. 40 في المئة من سكان الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة يخافون من الاطباء العرب. 43 في المئة من سكان الفيلا في الغابة يخافون سماع اللغة العربية في الاماكن العامة (استطلاع القناة 10). 30 في المئة من سكان دولة الهايتيك العظمى يطالبون بالفصل بين الوالدات اليهوديات والعربيات في المستشفيات (استطلاع البروفيسورة ياعيل كيشر ودكتورة اريئيلا جفعون). ما هذا، خوف؟ كراهية؟ هما معا. الكراهية والخوف يغذي الواحد الآخر، مستوى منخفض من الثقافة يتناسب مع ارتفاع في تأييد التخويف، كتبتا مجريتا الاستطلاع.
في العفولة يخافون من العرب وفي حيفا لا. سكان العفولة ضعفاء، وسكان حيفا لا، حيفا ازدهرت والعفولة اهملت. العفولة توجد في المرتبة الـ 127 في المقياس الاجتماعي – الاقتصادي لمكتب الاحصاء المركزي. هناك يخافون من اصحاب البقالات ومن المعلمين ومن العمال العرب. يخافون حتى قبل أن ينتقلوا للسكن هناك. الضعفاء يخافون ممن هم اضعف منهم. هذا هو الخوف من نهوض الضحية، الخوف من أن تفعل بنا ما فعلناه بها.
الحكومة تزيد الخوف وتشجع الكراهية. وهما كان يمكن أن يوجها ضدها. لقد قامت بالقمع، لقد نسيت وحملت العفولة مهاجرين لا يوجد مصدر رزق لهم وعرب لا سكن لهم. ولكن الآن هي توصي على من يجب صب الغضب: على حزب الله وعلى العرب في اسرائيل. إنها هي التي حولت العفولة من عاصمة الغور الى عاصمة المفرقعات.
الخوف يجمع والكراهية توحد، الويل لمن لا يكره ولا يخاف. الخوف يأكل ايضا الجيدين. من بين الـ 50 ألف من سكان العفولة، لم يكن هناك خيّر واحد قال إن الامر ليس كذلك وأنه لا يخاف. هذا ليس لأننا نبحث عن شخص خيّر في سدوم، كتب دورون رزنبلوم، بل هذا لأننا لا نجد هناك شخص عقلاني في البلدة.
ايضا في المانيا اسكت الخوف الناس في البلدة. آلاف الرحلات التعليمية الى بولندا وملايين ايام الكارثة الاحتفالية في البلاد، لا تقنع سكان العفولة بأنهم يسيرون في طرق سار فيها الالمان، لا أحد يعترف هناك بأن الكراهية مصدرها الخوف. لا يعنيهم أنهم يتحدثون عن العرب مثلما تحدث الالمان عن اليهود. وحتى اذا اقتنعوا بأن هناك وجه شبه فانهم سيقولون: ماذا في ذلك؟.