ترجمات عبرية

يوسي كلاين / أي نوع من الصهاينة أنت؟

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين  – 24/5/2018

انظروا بأي سرعة يحدث ذلك. انظروا الى أين يؤدي كل ذلك. قبل 36 سنة تظاهر الآلاف في ميدان رابين احتجاجا على قتل عرب على أيدي عرب في لبنان. قبل اسبوعين احتفل الآلاف في الميدان ولم يكن يهمهم أن هذه المرة اليهود هم الذين قاموا بذلك.

ماذا يعلمنا هذا؟ هذا يعلمنا بأننا مجتمع عنصري وعنيف. هل جميعنا هكذا؟ لا، لكن شكل المجتمع يتحدد حسب سلوك الاغلبية. الاغلبية همجية وعنيفة، الاقلية غير مؤهلة لتغيير ذلك، وهكذا تتحول “هم” الى “نحن”. ونحن، يؤسفني قول ذلك، عنصريون وعنيفون.

في غزة أخذ العنف صفة رسمية. مفهوم “امر غير قانوني بصورة واضحة” شطب من قانون الاخلاق للجيش الاكثر اخلاقية في العالم. الآن مسموح اطلاق النار على الجميع وفي كل مكان، على المتظاهرين وعلى الجرحى وعلى الاطفال. الآلاف لم يتظاهروا احتجاجا على هذا القتل، أي قناص لم يرفض الامر، لم يكسر أي جندي الصمت، لم يقم أي قائد ويرفض المس بالمدنيين مثل العقيد ايلي غيفع في لبنان.

بالعكس، فورا هب من يدعون الورع. طالبوا أن نفهم الروح الحساسة للأزعر. طالبوا أن نتماهى مع مخاوفه (“سيحتلون مستوطناتنا ويغتصبون بناتنا”). وأن نفهم كم هو صعب على الجنود مطاردة متظاهرين غير مسلحين في الوقت الذي يكونون فيه محمولين على هذا العدد الكبير من الدبابات والطائرات المتقدمة والغواصات الزائدة.

نحن نجني اليوم ثمار تعليم القومية والانعزالية والعنصرية. سبعين سنة من هذا التعليم نضج في غزة، ليس فقط وزارة التعليم مذنبة، بل ايضا المدرسة. المعلم مذنب وليس فقط الوزير. المعلم ليس مجرد ناقلة تنقل الطالب من البيت الى الجيش، يوجد له مهمة، توجد له مسؤولية، هو الذي يجب أن يحول الولد الى رجل، يفهم بنفسه على من مسموح اطلاق النار وعلى من ممنوع.

نتائج التعليم شاهدناها في غزة. المعلم أعد الطفل للبلوغ، وليس لمواجهة اوامر غير قانونية. ومع هذا الاعداد فقد علمه التسليم بالحديث المزدوج للساسة. لقد علموه أنه يمكن الحديث بهذا الشكل والعمل بصورة مختلفة، وأنه من المسموح التفاخر بالديمقراطية لكن التصرف بديكتاتورية، الحديث عن السلام والرغبة في الحرب، معارضة التسلح النووي ولكن انكار أن لدينا شيء كهذا.

حتى عن الصهيونية، البقرة المقدسة للوطنيين العلمانيين، يحظر الحديث في الصف. لأن الصهيونية هي سياسة، ووزارة التعليم لا تسمح بادخال السياسة الى الصفوف. ما الذي يعرفه الاطفال عن الصهيونية اليوم؟ ماذا نعرف نحن عنها؟ من هو الصهيوني؟ الذي يقوم باقتلاع الاشجار في المناطق؟ الذي  يقوم بطرد اللاجئين؟ اسألوا طالب في الثانوية ماذا تعني ديمقراطية، وسيقول لك إن هذا شيء ما مرتبط باليونان القديمة. اضغط عليه وسيقول لك إن الديمقراطية هي “سلطة الاغلبية”. اسألوه اذا كانت علاقة بين الصهيونية والديمقراطية وهو لن يفهم ماذا تريدون منه.

ليس فقط هو، ايضا المعلمون لن يفهموا ولا الوالدين ولا الطلاب الذين بعد قليل سيكونون هم أنفسهم معلمون. فقط بينيت يعرف. هو يعرف صهيونيته. هو يعرف كم هي عنيفة وعنصرية. هو يفضل الحديث عن الديمقراطية وليس عن صهيونيته. هو لا يريد أن يتم اعتقاله عند نزوله من الطائرة في لندن.

مع تعليم كهذا يمكننا أن نفهم لماذا لا يتظاهر الشباب تأييدا للديمقراطية، ولماذا يصمت الطلاب. هم لا يتظاهرون لأنك لا تستطيع التظاهر تأييدا لشيء ما لا تعرفه.

هذه هي الديمقراطية في نظره، وعنها لم يسمع من معلميه، بل من وزير التعليم. ولم يسمع عنها في الصف لأنه اليوم محظور على المعلم التحدث عن الديمقراطية. محظور عليه لأن هذه “سياسة”، والسياسة لا تدخل الى الصف. ويحظر على التلاميذ الذين بعد قليل سيقومون بالقنص في غزة، معرفة ما هو نوع السياسة التي ارسلتهم الى هناك.

أي معلم لم يقدم استقالته احتجاجا على هذا الحظر. ولم يسأل أي مربي كيف يمكن التعليم عن فصل السلطات عندما يسيطر السياسيون على المحكمة. لا يوجد أي معلم سأل كيف يعلمون ما هي الحدود السياسية في دولة ليس لها حدود.

ما يزرعونه في المدرسة ينبت في الجيش. يدخلون الى ذهنه أن الطريق الاكثر صهيونية والاكثر ديمقراطية لمنع المظاهرات هي قتل المتظاهرين. هذا سهل وسريع، لا أحد يحتج، لم يصب أي جندي. جميل. اذا سار هذا الامر بصورة جيدة كهذه في المظاهرات في غزة، فليس هناك سبب لئلا يتم ذلك في المظاهرات في ساحة “هبيمه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى