ترجمات عبرية

يوسي بيلين / إذن كولمبيا اعترفت بالدولة الفلسطينية

إسرائيل اليوم – بقلم  يوسي بيلين  – 14/8/2018

اعتراف كولمبيا بالدولة الفلسطينية هو مثال واضح على حرب لا داع لها تخوضها حكومة اسرائيل منذ اعترف بفلسطين في الجمعية العمومية للامم المتحدة في 2012 كدولة مراقب، ليست عضوا في المنظمة.

فمن جهة تدعي حكومة نتنياهو بان كل الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني شطب عن جدول الاعمال العالمي، على خلفية الصراع ضد داعش، الوضع في سوريا، الصراع السني ضد ايران والحرب في اليمن. ومن جهة اخرى، فانها تنقض، بجهد دون كيشوتي، على كل دولة تنضم الى اعتراف بالدولة الفلسطينية الافتراضية (الوهمية).

برأيي، كان يمكن لاسرائيل ان تكون الاولى في العالم التي تعترف بالدول الفلسطينية، مضيفة اننا ليس لنا مشكلة مع تعريفكم كدولة؛ ما يهمنا هو ان نجري معكم مفاوضات على المواضيع الجوهرية. انتم تعرفون انه لا توجد حتى الان دولة فلسطينية وكذا العالم ايضا – ولكن اذا كنتم تصرون على ذلك، فلا اعتراض  عندنا لمنحكم الاعتراف.

على حد نهج حكومة نتنياهو، ليس هناك شيء أسهل على العالم المتهكم، الذي يسعى الى اثبات تضامنه مع الفلسطينيين من الاعتراف بدولة ليست موجودة. هناك من يفعل هذا انطلاقا من عطف حقيقي؛ ولكن معظمهم يفعلون هذا كي يصالحوا اصواتا في داخل بلدانهم، تدعو الى العمل من اجل الفلسطينيين، او من أجل السير على الخط مع سياسة بلدان مجاورة. في جنوب امريكا مثلا، اعترفت كل الدول (باستثناء المكسيك وبنما) بالدولة الفلسطينية، وهي لا تفعل هذا انطلاقا من كراهية نكراء لاسرائيل.

من المهم لكولمبيا أن تسير على الخط مع دول اخرى في القارة، وهذا احد المواضيع التي يسهل عليها عمل ذلك من خلاله. فلندعها وشأنها.

يحتمل أنه في بداية الطريق، كانوا في ديوان رئيس الوزراء وفي وزارة الخارجية يعتقدون بان خطوة دبلوماسية عنيفة يمكنها أن تمنع اعتراف العديد من الدول. بعد ست سنوات، حان الوقت للاعتراف بأمرين: الاول – الاعتراف لم يغير شيئا، لا من ناحية الفلسطينيين ولا من ناحية اسرائيل. والثاني – حتى الدول القريبة من اسرائيل قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولم تقتنع بالامتناع عن ذلك. وبدلا من جعل كل اعتراف كهذا اهانة كبرى، يمكن الاكتفاء في أن تسجل اسرائيل امامها القرار وتشرح بان دولة فلسطينية حقيقية لن تقوم الا كنتيجة لاتفاق بين اسرائيل وم.ت.ف .

القصة الدراماتيكية التي تقول ان نتنياهو أوشك على السفر الى احتفال اليمين القانونية للرئيس الكولمبي الجديد ايفان دوكا، ولكنه الغى مشاركته في اللحظة الاخيرة – أغلب الظن لان الحاصل على جائزة نوبل للسلام، صديقنا، الرئيس المنصرف كلدرون أعلن عن قرار الاعتراف في 3 آب، ونسق ذلك مع الرئيس الجديد، ومع وزير الخارجية كارلوس هولمس – لا تغير جوهريا في الامر من شيء.

لا يوجد اي سبب يدعونا الى تخريب العلاقات مع كولمبيا ومع معظم دول العالم، فقط لانها اعترفت بالدولة الفلسطينية. وبدلا من تبذير زائد للطاقة، يجدر بنا أن نوجهها نحو محاولة جدية لايجاد حل حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى