ترجمات عبرية

يوسي احيمئير يكتب – يا لها من عائلة !

بقلم: يوسي احيمئير، معاريف23/7/2018

في عائلتي الصغيرة، يوجد كل شيء: أم عزباء لابنة، أم فخورة لابنة، حاخامة اصلاحية، يمين ويسار، مدينيون وكيبوتسيون، وحتى غير يهودي واحد. ومع كل هذه التناقضات، في داخل هذا الفسيفساء المتنوع يسود تسامح وحب بين كل عناصرها، من كبيره حتى صغيره.

نجتمع في تشكيلة كاملة في مناسبات احتفاليه، مثل ايام الميلاد، وفي اللقاءات على انواعها نمتنع عن الحديث في السياسة. فلماذا نسمح للخلافات بان ترفع أسوار العداء في داخلنا؟ في عائلتي اليمين في الاقلية. اما الرمز اليميني. في عائلتي يوجد اجماع واحد، واضح، وهذا هو ايمان بعدالة طريق وبطهارة روح ابي العائلة.

وهناك شيء آخر تتميز به هذه العائلة المتنوعة: لا تسود فيها العقائد الجامدة والافكار المتكلسة. اليميني في عائلتنا يمكنه ان ينتقد اجراءات الحكومة اليمينية التي انتخبها، واليساري يمكنه ان يبرر هذه الخطوة أو تلك للحكم. شيء واحد يتبلور مع ذلك في الايام الاخيرة: انتقاد متعاظم على الخطوات الاخيرة التي تمت في الكنيست وفي الحكومة.

لليميني ايضا توجد شكوك حول مبررات قانون القومية، او بالنسبة للتمييز الذي في قانون الرحم المستأجر أو على اعتقال الحاخام المحافظ قبل الفجر وغيرها من الامور. وبالمقابل، اليساري يمسك على الفور بهذه الاجراءات وامثالها كي يشدد انتقاده للحكم، ويقول ان “الفاشية تتحكم”، وليفكر بان “الدولة ضاعت”، وانه “قريبا سيرسل الناس الى منشأة حولوت”. اما اليميني فسيحاول الشرح حتى وان لم يكن يمكنه أن يتماثل بقلب سليم مع كل خطوة. النقد نعم، المظاهرات لماذا لا، محاولة التأثير على الرأي العام بشكل ديمقراطي بالتأكيد، ولكن رجاء لا تشهروا بالدولة على الملأ؛ ولا سيما حين تتطرف.

اسرائيل ليست الشيطان الذي يحاول الناطقون بلسان اليسار رسمه. اسرائيل ليست سوداء مثلما يلونونها في اليسار. اسرائيل كانت ولا تزال ديمقراطية صرفة، فيها حكومة شرعية انتخبت في انتخابات حرة، في قليل من الدول فقط توجد مثلها. هناك سلوك فاشل في عدة مجالات، هناك انجازات غير مسبوقة في مجالات عديدة اخرى.

يجد بالناقدين من بيننا ان يقارنوا الوضع في اسرائيل مع دول ديمقراطية اخرى. انظروا كيف يعيش حكامها، أي طيبات متاع تمنح لهم. انظروا الى الموجة القومية المتطرفة التي تعلو فيها. انظروا الى اللاسامية المتصاعدة في غرب اوروبا، في حزب العمال البريطاني. وحتى حزب العمل عندنا فهم بان لا مفر من قطاع العلاقة مع الاشتراكية الدولية.

عندنا قلقون من رئيس الوزراء الهنغاري الذي أبدى ودا شديدا في اثناء زيارته الى اسرائيل وتفهما للحاجة الى مكافحة اللاسامية، وينتقدون دول وسط اوروبا الصديقة لاسرائيل. ليس فرنسا او بريطانيا، السويد أو ايرلندا “المتنورة”.

ان التطرف المزعوم الذي ثار صوت الصرخة عليه هو تطرف وهي. فقانون القومية يحدد اسرائيل كدولة الشعب اليهودي. الاقليات تعيش وستواصل العيش مع كامل الحقوق والامتيازات، التي ما كانت لتتمتع بها لو كانت تعيش في الدول المجاورة.

اللغة العربية؟ أنا ادعو من هنا الى توسيع تعليمها في كل المدارس. هذا حيوي لفهم جيراننا، لمزيد من التقرب معهم. قانون الرحم المستأجر؟ يجب تعديله فورا. انا أنتظر رئيس الوزراء ان يلتزم في هذا الموضوع بكلمته. اعتقال الحاخام المحافظ؟ مقلق. ومع ذلك، يجدر بان نتذكر باسف، في اوساط رفاقه الاصلاحيين المحافظين في الولايات المتحدة، يوجد تضامن متعاظم مع حركة المقاطعة ضد اسرائيل.

توجد لنا مشاكل جسيمة أكثر من تلك التي تضخم بشكل مبالغ فيه في وسائلنا الاعلامية، وهي التي يجب أن تملأ جدول اعمالنا- مجرد أمننا ووجودنا، الارهاب وتهديدات الحرب. بالنسبة للمسلمين كلنا، كل اليهود، هم اعداء، “كفرة”.

عندما يقتل قناصو حماس جنديا اسرائيليا، فانهم لم ينبشوا قبل ذلك عن شخصيته، اذا كان يمينيا أم يساريا، متدينا أم علمانيا. كلنا على بؤرة الاستهداف. وبالتالي تعالوا نستوضح الخلافات في داخلنا بارتياح، في إطار القواعد الديمقراطية المنيعة، ونعطي الرأي في الامور الاساسية. الوحدة الداخلية والتسامح المتبادل هما سلاح استراتيجي لنا ليتهما يسودا في اوساطنا قدر المكان، مثلما يوجدان في عائلتي متعددة الالوان السياسية.

*    *    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى