ترجمات عبرية

يوسي احيمئير يكتب – تلميح فريدمان

معاريف – بقلم  يوسي احيمئير  – 3/12/2018

عندما يقال عن دونالد ترامب انه الرئيس الاكثر ودا لاسرائيل، يمكن في نفس الوقت أن يقال ان ديفيد فريدمان هو السفير  الاكثر عطفا من بين السفراء الامريكيين الذين تولوا منصابهم في اسرائيل.  

“اسرائيل هي سبب وجيه لبقائنا في الشرق الاوسط” – هذا هو آخر تصريحات ترامب التي تفيد بموقفه الخاص تجاه اسرائيل. كالمعتاد عندنا، فان هذا التصريح هناك من يفسره بشكل سلبي، وكأنه غير مرغوب فيه او لا داعي له. عندنا ليس الجميع يحبون ويعجبون بان هناك من يحبنا ويؤيدنا. واذا كان الرئيس وديا جدا – فما بالك السفير.

ديفيد فريدمان ليس سفيرا عاديا. ليس فقط بسبب يهوديته او علاقته الخاصة باسرائيل؛ فهو أيضا أحد الاشخاص في الادارة الاكثر قربا من الرئيس. فهو ليس مجرد سفير بل هو قبل كل شيء مستشار مقرب من الرئيس في كل ما يتعلق باسرائيل، بالشرق الاوسط وبالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. مواقفه واراؤه معروفة جدا. كأحد الاشخاص القلائل الذين تنصت اذن الرئيس لسماع رأيهم ومشورتهم، والنتيجة واضحة لعين الجميع، في ظل استياء كارهينا.

وعليه، فان سفير الولايات المتحدة في اسرائيل يقضي ايضا جزءا هاما من وقته في واشنطن. فليس دوما ستجدون فريدمان في السفارة الامريكية في القدس أو في فرعها في تل أبيب. لن تلتقوا به كثيرا في مناسبات بارزة. وبسبب تأثيره على الرئيس، على خطواته وعلى تفكيره، وهو تأثير عظيم جدا، فيجب علينا أن ننصت جيدا لفريدمان حين يخرج بتصريح ما، وهذا ليس امرا كثير الحدوث بالطبع.

لمجرد تعيين فريدمان سفيرا في اسرائيل – وبالطبع ليس السفير اليهودي الاول – يكون الرئيس  ترامب قد المح بموقفه من اسرائيل ولم يخيب الآمال: فسواء من حيث موقف واشنطن في الامم المتحدة في احباط القرارات المناهضة لاسرائيل، ام في نقل السفارة الى القدس أم في منظومة العلاقات الوثيقة مع رئيس الوزراء نتنياهو. فاحتجاجات العرب – الفلسطينيين لا تحرك في الرئيس ساكنا. موقفه من النزاع واضح وثابت. موقفه من حماس وباقي منظمات الارهاب الاسلامية سلبي بشكل لا لبس فيه.

هل فريدمان “مذنب”؟ بقدر كبير الجواب ايجابي. ففريدمان يتخذ صورة السفير اليهودي الاكثر اسرائيلية الذي  تولى المنصب هنا. وبالتالي ينبغي الانصات جيدا لكل ما يقوله سفير “ما”.

تستعد الساحة السياسية هذه الايام لما يسميه فريدمان نفسه “صفقة القرن” اي الخطة التي تعد للسلام في الشرق الاوسط. أحد لا يزال لا يعرف اي شيء عن مضمونها، جوهرها وتفاصيلها، وحتى واشنطن على ما يبدو لم تنهي وضعها. هنا وهناك يلمح بانه ستكون مطلوبة تنازلات من الطرفين، ولكن ليس اكثر من ذلك.

فريدمان يدعو الخطة “رؤيا” كي يلمح بان الحديث يدور عن خطوة قد لا يكون لها سابقة، ستكون اكثر من اي خطة سلام في الماضي. هذه الرؤيا تعتزم الادارة نشرها، حسب فريدمان، عندما تتوصل الى الاستنتاج بان “امكانية قبولها وتنفيذها تصل الى الذروة”.

يمكن التقدير بان حل الدولتين او الدولة الواحدة – ليست هي “الرؤيا” الامريكية الحالية. فمن أجل هذا لا حاجة لابقاء الزعماء من الطرفين في حالة توتر، لا نتنياهو العاطف ولا ابو مازن المرفوض. هذه المرة ينبغي لنا أن نتوقع شيئا مختلفا، قد يكون مفاجئا.

السؤال الاساس هو الجانب الفلسطيني؛ الاحساس هو انه كفيل بان يكون متفاجئا ايجابا (او سلبا، على حد قول نهجه) وذلك لان الطرف الاسرائيلي سيكون هو الاخر مطالبا بالتنازلات. اسرائيل، تحت كل حكومة، كانت دوما مستعدة لحل وسط، سواء في المجال الاقليمي ام في المجال الوظيفي. السؤال موضع الخلاف هو حدود  تنازلاتنا. فالطرف العربي – الفلسطيني ليس مستعدا لاي  تنازل: حدود 1967، القدس مقسمة وقسمها الشرقي، عاصمة الفلسطينيين، ازالة المستوطنات، عودة اللاجئين. يمكن ان نقول بيقين ان الخطة الامريكية ستكون بعيدة عن كل هذا.

سيكون صعبا على اسرائيل ان تقول “لا” للخطة الامريكية الجديدة، أو الجدال على بنودها. ومع أنه لم تكن حاجة حتى اليوم الى هذه الـ “لا”، لان العرب  دوما رفضوا مسبقا كل عرض طرح عليهم. ولكن هذه المرة يخيل أن القصة اكثر جدية. وبالتالي استعدوا نفسيا لان تتلقوا “صفقة القرن” من الرئيس الاكثر ودا لاسرائيل، والتي على ما يبدو لن تكون لنا افضل منها – مع اننا نقول هذا دون أن نعرف تفاصيلها. كل هذا شريطة ألا يتشوش اي شيء على الطريق والا تجد اسرائيل نفسها، قبل صفقات السلام، في حملة عسكرية كبرى في غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى