ترجمات عبرية

يوسي أحيمئير يكتب – لا توجد صيغة سحرية

معاريفمقال – 24/12/2018

بقلم: يوسي أحيمئير

فاجأنا الرئيس غير المتوقع للولايات المتحدة الاسبوع الماضي ببيان غير متوقع عن نيته ان يخرج فيغضون شهر القوات الامريكية من سوريا. كل تعليل لهذه الخطوة المفاجئة ليس فيه ما يهديء لا من روع الاكراد ولامن روع اسرائيل، التي تبقت عمليا وحدها أمام اعدائها في سوريا وفي لبنان. في كل ما يتعلق بجبهة الشمال،سيكون على اصحاب القرار عندنا من الان فصاعدا أن يوثقوا اكثر فأكثر  العلاقة والتنسيق مع الحليف الحقيقيفي منطقتنا، ألا وهو بوتين.

السؤال هو اذا كانت صديقتنا الكبرىستعوضنافي  اعقاب خروجها من سوريا. يمكن للولايات المتحدة أن تفعلهذا في شكلين: الاول الاعتراف بسيادة اسرائيل في هضبة الجولان. الثاني، دفع المفاوضات السلمية بيننا وبين الفلسطينيين الى الامام.

لقد وضع اقتراح للاعتراف بسيادتنا في الجولان على طاولة مجلس الشيوخ منذ الان. اما الطريق الى سنه فطويلة،واحتمالات اجازته طفيفة، ولكن بالتأكيد لا ينبغي الاستخفاف في هذه المبادرة، التي تطرح لاول مرة منذ حرب الايام الستة ومنذ احلال القانون والقضاء الاسرائيلي على هذه المنطقة الحيوية.

لا تقل اهمية عن ذلكصفقة القرنالتي يعدها البيت الابيض. المرة تلو الاخرى يتحدثون عنها، يرفعون مستوىالتوقعات، ولكنهم لا يحررون في هذه الاثناء حتى ولا تفصيل واحد مما تضمنته حتى الان. فالسفيرة المنصرفة فيالامم المتحدة نيكي هيلي قالت في مجلس الامن ان ادارة ترامب تعد لاسرائيل وللسلطة خطةتختلف جدا عن كلالمحاولات السابقة لخلق سلام بين الطرفين“. فالخطة، على حد قولها،تعترف بان الواقع على الارض في الشرقالاوسط تغير بطرق شديدة القوة وهامة” – وقد كان لنا عندنا من فسر ذلك باعتراف بالاستيطان الاسرائيلي فيمناطق يهودا والسامرة.

مع كل الاحترام لترامب ولهيلي، والتقدير لمساعيهما للسلام، مهما كانت حديثة واصلية، يوجد مبدأ واحد فقط ذواحتمال لان يؤدي الى اتفاق سلامالمفاوضات المباشرة. لا توجد امكانية لفرض حل من الخارج، لاطلاق بالون ايخطة في فضاء الشرق الاوسط والتوقع من الاطراف بان تقبلها. لا توجد صيغة سحرية كهذه.

ترامب مشبوه مسبقا من قبل الفلسطينيين بالعطف الزائد لاسرائيل. ولهذا فهو سيبذل جهدا لان يظهر بان ليس فيخطتهتحيز في صالح حليفته في الشرق الاوسط. يحتمل أن يتوقع الرئيسالذي برأيه لم يعد يريد أن يكونالشرطي الاقليمي” – ان تقبل اسرائيل خطته حرفيا، لانها من مصنع القوة العظمى الاكثر ودا لها.

ولكن قواعد اللعب في الشرق الاوسط تختلف جوهريا. فكلما كانت الخطة منمتوازنة، صفقة لا بديل لها، بتقديرطابخيها في قدر واشنطن، يبدو ان الفلسطينيين سيرفضون هذه المرة ايضا الطبخة الساخنة التي ستقدم لهمولنا، في النصف الاول من العام 2019 على ما يبدو.

في اقوال هيلي وردت جملة هامة: “القرارات النهائية لا يمكن ان يتخذها الا الاسرائيليون والفلسطينيون“. بمعنىأن الولايات المتحدة نفسها فهمت بانه مع كل الاحترام والتقدير، فان الكلمة الاخيرةسواء تم التوقيع على اتفاقسلام أم لاهي لطرفي النزاع، والانجاز الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة ان تتوقعه، هو جرهما الى طاولةالمفاوضات. لا يمكن لهذا ان يتحقق الا اذا سحب الطرف العربي الفلسطيني كل شروطه المسبقة لفتح مفاوضاتالسلام وكف بشكل مطلق عن دعايته التحريضية وعن الارهاب الاجرامي.

اذا حصل هذا، فسيكون ممكنا البدء في حوار مباشر، مجرد وجوده يدل على استعداد الطرفين لحلول وسطمتبادلة وتنازلات عن كامل المطالب من اجل الوصول الى صفقة. يمكن للولايات المتحدة ان تساعد من خلفالكواليس، ولكن السماح للمفاوضات المباشرة ان تتم على نحو متواصل، فيما يضع كل طرف على الطاولة مطالبهوتطلعاته، مهما كانت بعيدة المدى. وهذه ستكون نقطة بداية لمداولات ممزقة للاعصاب، سيكون فيها صعوداتوهبوطات، ولكنها ستكون دافعة للسلام الى الامام.

الافكار الامريكية هي الاخرى ستوضع على الطاولة، ولكن في هذا الحوار المباشر سيسيطر المبدأ الذي بموجبه لايوجد فرض للافكار من الخارج، لا توجد ضغوط ولا توجد محفزات. في الوضع العاصف في منطقتنا، فيالتهديدات المتعاظمة وحين تفاجيء الولايات المتحدة في بيانها بانها تتنكر لسبب ما لوظيفتها في سوريا، فانمساهمتها للسلام المنشود يمكنها ان تكون بالاساس في اجلاس مندوبي الاطراف للنزاع الاسرائيليالفلسطيني الى طاولة المفاوضات المباشرة. الطاولة يمكن أن تكون في واشنطن، ولكن من الافضل ان تكون علىالتوالي في القدس وفي رام الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى