ترجمات عبرية

يوسي أحيمئير / أهون الشرور

معاريف – بقلم  يوسي احيمئير  – 27/8/2018

لا أدري اذا كنا سنتمكن – بسبب سحب ووترغيت رقم 2 الاخذة بالتكثف في سماء واشنطن الخريفية من أن نرى خطة السلام الامريكية، تلك الخطة التي يتحدثون عنها من مدرسة الرئيس اكثر ودا لاسرائيل. المرحلة الاولى نفذت منذ الان كما هو معروف – نقل السفارة الامريكية الى القدس، وللدقة – الى غربي القدس. والان – مثلما قال الرئيس – دور اسرائيل لتقديم نصيبها.

فهل على الاطلاق صيغت خطة كهذه؟ المستشار جون بولتون في زيارته لاسرائيل في الاسبوع الماضي لم يكشف عنها ستار السرية، ليس علنا على الاقل. اما لعلها ليست واضحة حتى له؟ ولعلها لم تتبلور لتصبح صفقة يمكن محاولة تسويقها للطرفين؟

التخمينات عنها منقسمة عندنا، بالطبع، وفقا لمدى العطف والعداء لترامب. فاليسار المتنازل يخشى من أن تميل الخطة اكثر مما ينبغي لصالح اسرائيل. اما لدى اليمين، بالمقابل، فالفرائص ترتعد قليلا، خشية أن يكون الرئيس العاطف هذا يعد لنا بالذات مفاجأة مريرة، ولا يمكن ان يقال “لا” لرئيس عاطف كهذا.

اذا لم ينحى ترامب قريبا، ضمن امور اخرى بسبب سلوكه الفظ في موضوع النساء اللواتي استطابهن، فلعلها تعرض مثل هذه الخطة على الطرفين بعد بضعة اشهر. ولعلنا نرى اجزاء منها قبل ذلك. وعندما ستنشر، يخيل لي ان اليسار واليمين على حد سواء سيتفاجآن. من لن يتفاجأ على الاطلاق فهم العرب الفلسطينيون بالذات. سواء في غزة ام خصومهم الالذاء في رام  الله. ها هو موضوع يوحدهم مع ذلك. فهم مسبقا ضد. ترامب، بالنسبة لهم، ليس وسيطا نزيها؛ هو بالنسبة لهم حالة ضائعة. كل مظهر من السخاء كفيل بان يظهر في خطته لارضاء الطرف الفلسطيني بعد ان كان “ظلم” في موضوع السفارة في القدس، عاصمة اسرائيل، سترفضه رفضا باتا م.ت.ف وحماس. فهم سيرفضون الخطة، مثلما رفضوا كل خطة اخرى في الـمئة سنة ونيف التي انقضت، وكل خطوة سخية عرضت عليهم من جانب اسرائيل – حتى قبل بدء المفاوضات نفسها – من رؤساء الوزراء الذين سبقوا نتنياهو. أما رجل الاعمال ترامب فيبدو أنه لم يتعلم بعد الثقافة التجارية للهلال الخصيب، فيما يعتقد، وفقا لمنطقه التجاري بانه سيتعين على الفلسطينيين أن يستقبلوا بكلتي يديهم ما يعرضه عليهم في المفاوضات المستقبلية.

مطلوب مستشار خبير يوضح لترامب: انت ايضا، يا سيادة الرئيس، ستفشل اذا لم تستجب لكامل المطالب الفلسطينية – دولة فلسطينية في حدود 1967، القدس الشرقية عاصمتها، وهناك تقوم السفارة الامريكية لـ “دولة فلسطين”، دون أي مستوطنة ومع حق العودة. لا تخف: يمكن القول بيقين تام بان ترامب لن يتوجه نحو مثل هذا “الحل”.

اما عندنا، في هذه الاثناء، فيواصلون الجدال حول مسألة “الدولتين” أم “الدولة الواحدة”، جدال يجري ليس وفقا للخطوط الاساس التقليدية الحزبية. ففي خطاب بار ايلان طرح رئيس الوزراء نتنياهو اعلانا “يسرويا”، تأييد للدولتين للشعبين. وبالمقابل يتحدث كثيرون في الليكود عن دولة واحدة تكون فيها اقلية عربية واسعة. “تتشوش اعلان”، وصف هذا احد المحللين. “في مكتب رئيس الوزراء يقولون ان اصطلاح “دولة” موضع خلاف دلالي”.

أذن فقد حان الوقت لهجر هذين الخيارين معا. على اسرائيل أن تتخذ مبادرة من جانبها وان تطرح خطة واضحة، ليست أصيلة، مثل مثابة حل وسط من جانبها. صحيح ان الفكرة ليست جديدة، ولكن يتعين عليها أن ت قف خلفها بتصميم. وهذه الخطة تسمى “اوتونوميا” (حكم ذاتي) (يحق للفلسطينيين ان يسمونه “دولة”). هذه خطة تطبق عمليا على الارض، يكاد يكون في كل جانب.

لقد عرضت الاوتونوميا على ما يبدو على الرئيس ترامب في الاتصالات معه، بفضائلها ونواقصها. وينبغي التمني أن تكون الخطة المقدرة للرئيس تتطابق وهذه الفكرة، أهون الشرور، لاوتونوميا فلسطينية في حدود ضيقة، يكون الامن فيها كله في يد جيش اسرائيل. والا – اذا فاجأتنا خطته سلبا ولا تزال تخيب أمل الطرف الاخر – سيكون واضحا أكثر للرئيس المتفائل الذي يترنح كرسيه تحته: لا يوجد في المستقبل المنظور احتمال لاي حل وسط مع الفلسطينيين ولا للسلام معهم.

سيكون ايضا واضحا اكثر بان العرب الفلسطينيين يريدون دولة في حدود 1967، بدون حل وسط ولكنهم يحلمون بدولة بين النهر والبحر – فلسطين بدلا من اسرائيل. وهناك ايضا من يتسلى بفكرة ان يكون رئيس وزراء هذه الدولة. وهذا يسمونه احمد الطيبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى