ترجمات عبرية

يوآف ليمور: يوم النكسة: اختبار لحماس والتهدئة الظاهرية

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – 4/6/2018

اسرائيل تعلن حقا أنه ليس لها مصلحة في المواجهة في غزة. ولكن الواقع من شأنه أن يجرها الى هناك، وربما حتى في الايام القريبة. التراكم المتزايد لاحداث اطلاق النار واحراق الاراضي الزراعية سوية مع الحدثين العنيفين المتوقعين هذا الاسبوع على الجدار، سيضعان للاختبار التهدئة الشكلية التي تسود على حدود القطاع.

الحدث الاول سيكون غدا، يوم النكسة، الذي فيه تريد حماس احضار عشرات آلاف المواطنين الى الجدار في محاولة لاقتحامه والدخول الى الاراضي الاسرائيلية. المنسوب الذي وضعه رجال حماس هو الذي حدد في يوم نقل السفارة الامريكية الى القدس في الشهر الماضي، المتمثل بمواجهات عنيفة ترجع المسألة الفلسطينية الى العناوين حتى بثمن قتلى كثيرين.

خوفا من ان لا ينجحوا في تجنيد عدد كبير من المواطنين، وضعت حماس لنفسها تاريخ آخر – يوم الجمعة القادم، وهو الجمعة الاخيرة في شهر رمضان، وكذلك يوم القدس الايراني. من يريد سيرى في ذلك دلائل على العلاقة العميقة بين حماس وطهران وتأثير ايران المتزايد على ما يجري في القطاع؛ على الاقل يوجد هنا دليل على الجهد الذي تبذله حماس لايجاد ذرائع لمواصلة النشاطات المناوئة لاسرائيل على الجدار.

من المشكوك فيه اذا كانت حماس نفسها تدرك الامكانية الهشة للسياسة التي تقودها، ليس فقط بالمظاهرات التي من شأنها أن تخرج عن السيطرة وأن تكلف عدد كبير من المصابين. وليس فقط بالمصادقة الصامتة التي تعطيها للمنظمات الاخرى في القطاع من اجل اطلاق الصواريخ في الليل على اسرائيل، بل ايضا في ارهاب الطائرات الورقية المتزايد، التي تفعل فعلها مؤخرا في حقول النقب الغربي.

هذا وضع لا يمكن لاسرائيل التسليم به لفترة طويلة. صحيح أن الحديث لا يدور عن التعرض لحياة الناس، لكن الضرر الذي اصاب بالممتلكات (الحالي والمستقبلي والارتفاع المتوقع لاسعار المنتوجات نتيجة الاضرار بالمحاصيل) وبالاساس الردع، وكذلك من خلال استخدام وسائل بدائية ساذجة ظاهريا الذي تحول الى سلاح خطير – تقتضي الرد وإلا فان حماس ستفهم أن اسرائيل تتعايش مع وضع تحرق فيه حقولها وتمتنع عن الرد خوفا من أن تنجر الى حرب.

اقوال بهذه الروح قيلت أمس في تقدير الوضع الذي جرى في جهاز الامن وفي المستوى السياسي. صحيح أن اسرائيل ما زالت تفضل الامتناع عن الانزلاق الى مواجهة في غزة حتى في ظل غياب هدف محدد لانتهائها وبالاساس لأنها تريد مواصلة التركيز على الساحة الشمالية، لكن عليها التوضيح لحماس بأنها وصلت الى نهاية حدود اللعب: أن مواصلة احراق الحقول اضافة الى انذارات ليلية وصدامات عنيفة على الجدار سرعان ما ستؤدي الى جولة قتال عنيفة اخرى.

رسائل كهذه لم ترسل في هذه الاثناء. وهذا يعني أنه ايضا في الايام القريبة القادمة سنرى المزيد من هذا الامر، حيث يكون لكل حدث تكتيكي كهذا امكانية متزايدة للانزلاق وأن يؤدي الى فقدان السيطرة، والتي منها تكون الطريق الى مواجهة شاملة قصيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى