يوآف ليمور يكتب – حزب الله يتراجع أولا
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 2/12/2018
أنتجت الساحة الشمالية في نهاية الاسبوع الكثير من الجلبة على اللاشيء؛ فبينما صخبت وسائل الاعلام حول سلسلة من الاعمال والمنشورات، على الارض لم يتغير أي شيء جوهري.
تعود بداية الفوضى الى يوم الجمعة، مع نشر هبوط طائرة ايرانية في بيروت. في الماضي شكلت غير قليل من هذه الرحلات الجوية وسيلة لنقل وسائل قتالية الى حزب الله، ومن غير المستبعد أنهم في التنظيم كانوا على قناعة بان هذه المرة ايضا كان الحديث يدور عن نشر اسرائيل مبادر اليه. ففي اعقاب هذا التقرير شرح حزب الله في حملة على الشبكة تحت عنوان “احموا سماءنا” – دعوا فيها الحكومة اللبنانية الى العمل ضد طلعات سلاح الجو في سماء لبنان، والتي تخرق قرار 1701 للامم المتحدة. فردت اسرائيل في حملة خاصة بها على الشبكة، وبعد وقت قصير من ذلك علم عن هجمة سلاح الجو في سوريا. ومع أنه كان يبدو ان الهجوم، اذا كان وقع حقا، كان طفيفا نسبيا، فان الاصداء التي اثارها كانت هائلة. ليس فقط لانه علم بها في الزمن الحقيقي – لاول مرة منذ اسقاط الطائرة الروسية في 17 ايلول – بل بسبب الرد الهستيري لمنظومة الدفاع الجوي السورية، التي اطلقت اكثر من 20 صاروخ ارض جو، بينها واحد وقعت بقاياه في البلاد. بل ونشر السوريون تقريرا كاذبا عن انهم اسقطوا طائرة لسلاح الجو – ولكن الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي نفى ذلك رسميا.
في ليل السبت، اطلق حزب الله فيلما قصيرا للتخويف وفيه صور قمر صناعي وعلامات تؤشر الى قاعدة الكريا في تل أبيب وبضع قواعد لسلاح الجو. الرسالة واضحة: نحن نتابعكم ويمكننا أن نضرب بدقة في كل نقطة في اسرائيل. نشر الناطق العسكري الاسرائيلي رد فعل ساخر حذر فيه المنظمة من أن “من يسكن في بيت من الزجاج، لا يرشق الحجارة”. يفيد هذا السلوك بضغط شديد في الجانب الشمالي من الحدود – في سوريا ولا سيما في لبنان. فحزب الله منشغل في ربط النقاط، بدء من امتناع اسرائيل عن معركة في غزة على خلفية التلميحات التي نثرها رئيس الوزراء نتنياهو بان شيئا كبيرا يوجد على جدول الاعمال في الشمال، عبر تمديد ولاية رئيس الاركان لاسبوعين والغاء زيارته الى المانيا، عبر التصريحات الكثيرة في مسالة المصانع لدقة الصواريخ وانتهاء بكشف “اسرائيل اليوم” للبنية التحتية التي تسعى المنظمة الى اقامتها في الجولان السوري. من ناحية حزب الله، كل هذه النقاط ترتبط في خط واحد، في طرفه هجوم اسرائيلي محتمل – يسعى لان يمنعه من خلال هذه الحملات. في هذا الجانب، كان حزب الله هو الذي تراجع اولا، ولكن يجب أن نقول باستقامة: اسرائيل هي الاخرى مردوعة، وغير معنية بالمعركة. النشاطات التي اتخذت تستهدف تأجيل الحرب. وعليه، فان التقدير هو ان الهدوء المتوتر سيبقى في الفترة القريبة القادمة ايضا.