ترجمات عبرية

يوآف ليمور / فشل يستدعي استخلاص الدروس

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – 24/7/2018

من الامور الشائعة أن ليس لتحقيقات سلاح الجو مثيل. فهي معمقة، موضوعية، لا تترك حجرا على حجر. كل من يشارك فيها يفتح اخطاءه، بصراحة تامة، انطلاقا من الفهم بانه لا سبيل آخر للوصول الى التقصي التام والمطلق للحقيقة عما حدث – كي تستخلص الدروس والتحسين للمستقبل، انطلاقا من الفهم بان هناك في النهاية توجد حياة الناس.

يجدر بسلاح الجو ان يحافظ على هذه التقاليد في التحقيق الذي سيجريه حول اطلاق صاروخي اعتراض من “مقلاع داود” امس نحو صواريخ اطلقت من سوريا. والتحقيق الجذري والمعمق وحده، بمشاركة الصناعات الامنية يمكنه أن يتعرف بالضبط على الاخفاق في الحدث، وفي المرحلة المبكرة هذه واضح أن هذا اخفاق ذو مغزى يستدعي استخلاص الدروس التكنولوجية والعملياتية.

في صالح المنظومة (ومستخدميها) يقال ان التحدي الذي تلقته امس كان من اعقد التحديات في عالم الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. فصاروخ اس اس 21 (“توتشكا”) هو صاروخ متطور، صورة طيرانه تختلف عن الصواريخ الاخرى. ويحتمل أن يكون هذا هو السبب في أن الرادارات اعتقدت في البداية ان الصواريخ ستضرب اهدافا في اسرائيل، الامر الذي أدى الى التفعيل التلقائي لصافرات الانذار في الشمال.

سيفحص مبرمجو ومفعلو الرادار بالتأكيد هل كان ممكنا الوصول الى نتائج افضل في وقت اقصر في المستقبل، منعا لاطلاق عابث وتضليل مستقبلي للمنظومة، ولكن هذا هو الجزء السهل في الحدث. فالتحقيق سيعنى اساسا بالقرار القيادي لان تطلق لاول مرة صواريخ اعتراض “مقلاع داود” وحقيقة أن الاعتراض فشل. ليست المشكلة في التبذير الظهر للمقدرات – مليون دولار كلفة كل صاروخ اعتراف – بل في الاخفاق نفسه؛ لمنظومات الدفاع الفاعلة يوجد دور هام آخر لقدراتها الاعتراضية: فهي يفترض أن تردع العدو من مجرد فكرة اطلاق الصواريخ، لعلمه ان فرصها بالاصابة والحاق الضرر قليلة.

“مقلاع داود” يفترض أن يكون الرد الاساس ضد صواريخ حزب الله. الجانب الايجابي في الاخفاق امس هو أنه لم يلحق أي ضرر؛ فقد سقطت الصواريخ في الاراضي السورية، ولم يصب باذى أي هدف في اسرائيل. الجانب السلبي هو أن المنظومة، التي اعلن عنها تنفيذية في نيسان الماضي، ليست ناضجة على ما يبدو: مطلوب ان يدخل فيها تحسينات وترتيبات قبل أن تتمكن من القيام بمهامها في منطقة مفعمة بالتهديدات الباليستية التي من شأنها أن تتحقق في كل لحظة تقريبا.

في هوامش التحقيق، خير تفعل القيادة العليا اذا ما تأكدت بانه لم تكن في منظومة الدفاع الجوي حماسة زائدة لتفعيل منظومة “مقلاع داود”. فالسعي الى الاشتباك العملياتي هو ميزة مباركة، ولكنها ميزة ترافقها مخاطر. لشدة الحظ فان ثمن الاخفاق امس كان متدنيا، ولكن مشكوك ان يكون هكذا اراد مبرمجو ومفعلو المنظومة ان يحيوا التدشين الناري التنفيذي الاول لهم.

ان الانشغال في اخفاق “مقلاع داود” صرف الانتباه بشكل طبيعي عما يجري في سوريا. ومع ذلك، فالجيش السوري أطلق الصوايخ كجزء من استكمال سيطرته على هضبة الجولان. ولا تتقى له الان غير منطقة مثلث الحدود الذي تسيطر عليه منظمة متفرعة عن داعش، والتي سيسطر عليها بالتأكيد في غضون وقت قصير.

من ناحية اسرائيل، ثمة في هذا فضائل ونواقص. في الجانب الايجابي سيكون عنوان واحد في الطرف السوري – الحكم في دمشق. في الجانب السلبي، من شأن الايرانيين أن يرافقوا السوريين. هذه المسألة كانت أمس في بؤرة اللقاءات التي عقدها قادة المنظومة السياسية – الامنية مع وزير الدفاع ورئيس الاركان الروسي، اللذين وصلا الى البلاد بالتوازي مع هجوم هام آخر نسب لسلاح الجو – هذه المرة ايضا ضد مساعي تثبيت التواجد العسكري الايراني في سوريا.

واعرب الضيوف الروس عن احتجاجهم على المساعدة التي منحتها اسرائيل لانقاذ رجال “الخوذات البيضاء”، خصوم الرئيس الاسد. في اسرائيل سمعوا، وانتقلوا الى الامام. لي هذا هو ما سيثقل على العلاقات مع موسكو، وبالتأكيد عندما تكون على الطاولة تحديات اكثر تعقيدا بكثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى