يوآف ليمور / التقدير : حماس ستوافق على تنازلات ذات مغزى
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 31/5/2018
في اسرائيل يقدرون بان حماس ستكون مستعدة لتقديم تنازلات بعيدة الاثر مقابل اتفاق رسمي للتهدئة (هدنة) طويلة المدى. وفي الاسابيع الاخيرة تجري مصر وقطر اتصالات غير مباشرة بين اسرائيل وحماس لفحص امكانية تحقيق تهدئة.
اما خلفية الاتصالات فهي الوضع الاقتصادي الصعب في غزة، والتخوف الدولي من ازمة انسانية تؤدي الى انهيار قريب لها من ناحية البنى التحتية وأداء المهام. وفي اسرائيل وان كانت الاراء منقسمة بالنسبة لهذا التقدير الانساني، الا أنه حتى الجهات التي تعتقد بان هذه تقديرات مبالغ فيها تتفق على أن الوضع في القطاع اصعب من الاحتمال ومن شأنه ان يدفع حماس الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل كمخرج أخير من فشلها المتواصل في ادارة الحياة فيه.
والتقديرات هي أن الهدنة، اذا ما تحققت، فستكون لمدة سنة حتى خمس سنوات. وستتضمن سلسلة طويلة من مشاريع البنية التحتية التي تحسن الوضع في القطاع (ولا سيما في كل ما يتعلق بالكهرباء، الماء، المجاري، وضمنا التشغيل ايضا)، ولاحقا سيرتفع مستوى المعيشة فيه.
اما اسرائيل فستطلب في المقابل تقييد النشاط العسكري لحماس. ومن غير المتوقع للمنظمة ان تتخلى عن سيطرتها الامنية في القطاع، ولكن في اسرائيل يعتقدون بانها ستوافق على ان تفرض على نفسها قيودا في كل ما يتعلق بالتهريب والانتاج الذاتي لوسائل القتال، وكذا بالنسبة لمشروع الانفاق الهجومية لديها – رغم أن اسرائيل أوجدت لذلك جوابا بذاتها، من خلال العائق الذي يبنى الان على حدود القطاع.
مسألة اخرى من المتوقع لاسرائيل أن تدرجها في الاتصالات للهدنة هي قضية جثتي جنديي الجيش الاسرائيلي والمواطنين المحتجزين في غزة.
وكانت حماس طرحت في الماضي شارة ثمن عالية لقائهم، اما الان فهي كفيلة بان تتنازل، وان لم يكن بلا ثمن، والتقدير هو أن اسرائيل ايضا ستكون مطالبة بتحرير سجناء واعادة جثث كي تنهي المسألة.
حماس كفيلة بان تطلب في المحادثات اقامة ميناء ومطار في القطاع. اما في اسرائيل فيعارضون ذلك بشدة، ولن يوافقوا الا اذا ارتفعت المحادثات درجة – من التهدئة الى صيغة “الاعمار مقابل التجريد”، أي اعطاء امكانية للاعمار الكامل للقطاع وفتحه امام العلاقة الحرة مع العالم، مقابل النزع التام لقدراته العسكرية.
جس نبض فج
ومع أن الاتصالات لتحقيق التهدئة وصفت حتى الان بـ “جس النبض” الذي يوجد في مرحلة فجة، يعتقدون في اسرائيل بانه على خلفية احداث الايام الاخيرة سيكون ممكنا الان تسريعها، ضمن امور اخرى في ضوء الازمة المتصاعدة في غزة وفهم حماس بان البديل للتهدئة هو الحرب التي من شأنها أن تدفع فيها ثمنا باهظا.
وفي اسرائيل ايضا هناك تأييد واسع لخطوة كهذه – اذا تضمنت بالفعل تنازلات من حماس في مجال التعاظم العسكري – وعلى رأس ذلك في جهاز الامن، الذي سيتمكن من توجيه المقدرات الى الساحة الاساس، الشمالية.