يوآف ليمور / اسرائيل قريبة من تحطيم القواعد
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 9/8/2018
وقفت اسرائيل هذه الليلة، مرة اخرى، امام الحاجة الى الحسم هلتحطم القواعد امام حماس، بهدف تغيير قواعد اللعب في القطاع. فالنار الىسديروت، رغم انها لم تكن الاولى، كانت شاذة في حجمها ونتائجها. وقدبينت اساسا كم هو خطير الاستناد الى اختبار النتيجة كشرط حصريللعمل؛ في الماضي حرص الجيش الاسرائيلي على ردود فعل طفيفة إذ لمتقع اصابات، وكي لا يحطم القواعد. وقد سمح هذا لحماس أن تفهم بان كلشيء على ما يرام. وانه يمكن تخفيض الرأس لبضع لحظات وبعدها مواصلةالامر كالمعتاد. اما احداث أمس فقد انتهت بمعجزة. الحظ وحده فصل بينالاصابة والموت. والطريق اللازم للتعاطي مع هذا الحدث هو طريق “كاديصاب“، أي كحدث كان يفترض أن ينتهي بشر أكبر. من هنا ينبغي النظرفي الرد الاسرائيلي، مع العلم ان في المرة التالية من شأن هذا ان ينتهيبشكل مختلف.
مشكوك أن تكون حماس تريد حربا. فهي مع الظهر الى الحائط، ولا تنجحفي تحقيق خطة التهدئة. والمسؤول الاساس عن الفشل هو أبو مازن، الذي لايريد أن يرى اعادة تأهيل للقطاع طالما هو ليس مسؤولا عنه ولا يحكمه. ولابد أن حماس لن تسمح لهذا أن يحصل، مما يترك الاطراف في نقطةالمنطلق: غزة محاصرة، فقيرة وعصبية، ومخرج لا يبدو في الافق. اسرائيلهي الاخرى تجد صعوبة في ان تقرر ما الذي تريده. وزراء الكابينت الذيناجتمعوا هذا الاسبوع يميلون في معظمهم في صالح التهدئة، رغم انالسبيل اليها طويل وملتو، وبالاساس لا يعد بشيء غير الهدوء. والسؤال كانكيف ومتى الوصول الى هناك – قبل القتال، وبهدف منعه، أم بعده. لقد كانالميل الاسرائيلي حتى الان هو رؤية القتال كمخرج أخير. عمل كل شيء كيلا نصل اليه، بما في ذلك “الاحتواء” – تلك الكلمة المغسولة – لاشهر طويلةمن ارهاب البالونات والطائرات الورقية والاحداث على الجدار. وبالاجمالنجح هذا حتى الان، وفي كل مرة خرجت فيها حماس عن الاخط تلقتضربة، وركضت لتطلب وقف النار. اما الان فعلى اسرائيل ان تسأل نفسهااذا كانت ستواصل هذا الخط، الذي على ما يبدو استنفد نفسه وليس فقطلان المرة التالية من شأنها أن تكون أكثر فتكا بكثير. يخيل أن حماس تؤمنحقا بان اسرائيل تخشى القتال وتصدق التقرير بان القدس تفضل التجلدكي تواصل تركيز الانتباه على الساحة الشمالية.
يخيل أنه حان الوقت لايضاح غير ذلك لحماس. هذا لا يستوجب حربا، ولكنهيستوجب جاهزية حقيقية للوصول اليها. خليط من الخطوة العسكرية(الجوية) مع رسائل سياسية يجب أن يوضح لحماس بانها تجاوزت الخط،واذا لم تنسحب وتتعهد بتغيير طريقها – فانها ستؤدي بالجبهة الىالتصعيد.
امس كان يخيل ان حماس لم تفهم الرسالة، وان اسرائيل مصممة اكثر ممافي الماضي. يمكن محاكمة هذا وفقا لكمية الانذارات والتعليمات التي اعطيتللسكان، وكذا وفقا للحماسة في الطرفين. ولكن بخلاف الحالات السابقةمؤخرا – على اسرائيل ان تتأكد بانها هذه المرة توقف لعبة اليويو هذه، التيترفع وتنزل الاعصاب في الجبهة على اساس شبه يومي، وتعيد سواء العقلالى الحياة في الغلاف.