ترجمات عبرية

ينيف كوفوفيتش / في جهاز الامن لم يعودوا يرون لعباس عنوان

هآرتس– بقلم  ينيف كوفوفيتش – 20/7/2018

مبادرة السلام الامريكية التي خطط الرئيس ترامب لعرضها في الأشهر القريبة القادمة ما زالت يلفها الغموض. صحيح أنه سربت مبادئيها وما هي طموحات الرئيس (صفقة بالطبع) – لكن ماذا سيحدث عندما سيتم عرضها وكيف سيستقبلها الطرفين، ما زال امر غير معروف، على الأقل ظاهريا. رؤية جهاز الامن الإسرائيلي هي أن رد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتركز في مسألة واحدة أساسية: ماذا سيكسب شخصيا من ذلك.

ولهذا السؤال يوجد أيضا جواب واضح، يعتقدون في إسرائيل. اليوم وهو إبن 83 سنة والمشاكل الصحية التي يعاني منها اجبرته على الاستشفاء عدة مرات في السنوات الأخيرة، فان ما يوجه قراراته هو التهديد الذي سيأتي بعده. ماذا سيكون ارثه والاهم ماذا سيكون مصير أبناء عائلته في اليوم الذي سيجلس فيه في المقاطعة خليفته.

لهذا فان الاحتمال بأن يأخذ عباس قرارات مصيرية في الفترة القريبة القادمة يبدو ضعيف. في جهاز الامن يقدرون أن رده على ترامب سيكون “اما كل شيء أو لا شيء” – العودة، حدود 1967، والقدس أو أن عليه أن يرجع الى تحضير دروسه في موضوع تاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. هو لا يخدع نفسه، بالعكس، لقد ادرك انه في أيامه لن تكون دولة فلسطينية، لكن قبل لحظة من مغادرته لمنصبه “من المهم بالنسبة له أن لا يكون اسمه مرتبط بالتاريخ الفلسطيني كمن تنازل عن التراث وقدم التنازلات بشأن حق العودة”، شرح مصدر امني، “ان التركيز على ارثه ليس بالضرورة بسبب رؤيته السياسية. أبو مازن يعتقد أن الطريقة التي سيغادر بها ستؤثر أيضا على امن أبناء عائلته وشخصيات كبيرة في الحركة في اليوم الذي سيلي حكمه. هذا نوع من بوليصة التأمين لاستمرار تواصل الحكم والحفاظ على مقربيه”.

لهذا، عندما يفحصون في جهاز الامن استراتيجية عباس الحالية فانهم يحصلون على إجابة مركبة، مثلا في مسألة العلاقات مع إسرائيل. من جهة، في اعقاب نقل السفارة الامريكية شدد مواقفه واطلق عدة تصريحات نارية. من جهة أخرى ما زال يعتبر هنا (وفي دول أخرى أيضا) زعيم يعارض العنف، يحارب الإرهاب ويقوم بالتنسيق الأمني مع إسرائيل. “أبو مازن يحتاج الى التنسيق الأمني قبل كل شيء من اجل الفلسطينيين” قال ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، “لا شك أن التنسيق مهم أيضا بالنسبة لإسرائيل، لكن السلطة الفلسطينية التي تريد استمرار وجودها تحتاجه ليس اقل منا”.

ولكن قبل السلطة الفلسطينية ومستقبلها، هكذا يبدو، يقف القلق على مستقبل عائلته. وبالاساس مستقبل نجليه: ياسر (56 سنة) وطارق الأصغر منه بست سنوات. الاثنان اغتنيا في السنوات الأخيرة ويوجد لهما مكانة واسعة في عالم الاعمال – سواء في السلطة الفلسطينية أو في دول الخليج، يبدو أن أيديهم موجودة في كل شيء، من الشركات العقارية والاعلام ومرورا بالدعاية والنشر وانتهاء باستيراد السجائر. ثراءهم لا يجد تعبيره فقط في حساباتهم البنكية. في السنوات الأخيرة وصل مستوى حياتهم اكثر من مرة الى عناوين الصحف، في الأساس بمساعدة معارضي عباس. من هنا، كانت الطريق قصيرة للنقاشات في الشبكات الاجتماعية والانتقاد العام في المجتمع الفلسطيني.

في هذا الوضع فان عباس يخاف اكثر من أنه اذا حدث له مكروه فان ابناءه الذين سيشخصون كعلامة للنظام السابق من الفساد، سيدفعون الثمن. لذلك هو يعمل لترسيخ مكانتهم داخل حركة فتح (حتى وان كان لهما لا يوجد أي اهتمام بمناصب سياسية، وبالتأكيد ليس لوراثة والدهما).

ولكن لا يكفي بمكانة في الحركة، عباس يحتاج أيضا الى دعم كل الجمهور الفلسطيني، لهذا يشرح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، فان احد المواضيع التي يحتاجها عباس اليوم هو تعزيز حكم السلطة في المناطق الإشكالية نسبيا في الضفة الغربية مثل الخليل ونابلس. “قادة كبار في أجهزة الامن ينقلون اليوم الى أماكن يشعرون ان فيها مشكلة امنية من اجل تهدئة الأمور والسيطرة عليها”. يفصل. “الأجهزة التي توجد اليوم في السلطة الفلسطينية تخضع لسلطة أبو مازن ولكن هذا يمكنه أيضا ان يتغير في لحظة واحدة. كلهم يعرفون ذلك”.

مصادر في رام الله قالت للصحيفة إنهم الان لا يشعرون بتغييرات كثيرة في الوظائف الرئيسية في الأجهزة، لكن التفكير باليوم الذي يلي، والحاجة للحفاظ على قوة المؤسسات القائمة – من اجل منع التفكك وصراعات القوة، يشغلهم أيضا.

في جهاز الامن لا يتفاجأون من ذلك. ترسيخ النظام والسيطرة، يعتقدون، يصل أيضا الى مجالات مختلفة، وتتخذ أيضا وسائل لا تتضمن استخدام القوة الجسدية. هكذا مثلا، يشخصون في إسرائيل أن فتح بتعليمات من كبار رجال الحركة، وضعت لنفسها هدف في مجال الاكاديميا: إعادة السيطرة على اتحادات الطلاب في الجامعات في الضفة الغربية. مؤخرا سجلوا نجاحات عندما فازت فتح في انتخابات مجلس الطلاب في جامعة خضوري في طولكرم. كذلك في جامعة بير زيت التي تعتبر ليبرالية كانوا راضين من تعزيز قوتهم في الانتخابات الأخيرة، وان كانت فتح ما زالت في مركز الأقلية في هذه الجامعة التي تعتبر رمز فلسطيني وكذلك أيضا في جامعة النجاح في نابلس.

توسيع مجالات السيطرة لا يقف في الجامعات، هكذا يعتقدون في جهاز الامن. أبحاث أجريت مؤخرا كشفت انه بدأت هناك تغييرات هامة في الادب والسينما الفلسطينية. أيضا في الماضي انشغلوا بالاحتلال والنضال ضده، اليوم زاد الاهتمام بالهوية والمجتمع. أيضا هذا كما يبدو موجه من اعلى.

ولكن فوق كل هذه البرامج تحلق غيمة – الجهات التي لا يستطيع عباس السيطرة عليها تماما مثل العلاقات مع إسرائيل. التقدير هو انه يعرف ان كل عملية سياسية يقوم بها ستؤثر بصورة ملموسة على هوية خليفته واستمرار سلطة فتح. لهذا فان تنازلات فلسطينية بعيدة المدة يمكنها المس ليس فقط بارثه وصورة عائلته، بل حتى يمكن أن تؤدي الى انقلاب. لذلك تعتقد الجهات الأمنية في إسرائيل انه في الفترة القريبة القادمة يتوقع أن يتشدد في مواقفه.

لهذا الاعتقاد يوجد شركاء أيضا في رام الله. “لقد ادرك انه طالما نتنياهو وحكومة المستوطنين في الحكم فلن يكون هناك أي تقدم” قال للصحيفة مصدر مقرب من عباس. “في إسرائيل وفي الولايات المتحدةيعتقدون انهم يستطيعون ان يقرروا للفلسطينيين وقائع ويبحثون عن زعيم يوافق على املاءاتهم. أبو مازن كان سهلا وتعاون، لكن في مرحلة معينة ادرك ان هذا لن يؤدي الى شيء”.

والى هذا يضيف أيضا مصدر كبير في فتح غير المحسوب على مؤيدي عباس، ويقول ان “الرئيس الذي حتى عدة سنوات تعهد بالاستقلال لابناء شعبه وحظي بدعم من عشرات الدول في الأمم المتحدة اصبح يفكر اذا كان حل الدولتين ما زال قائما”.

ولكن جهات امنية في إسرائيل تعتقد انه حتى اليوم لن يتخلى عباس تماما عن اجراء المحادثات مع إسرائيل اذا ظهر هناك احتمال. وذلك لسببين أساسيين. الأول، حتى لا يعتبر انه يقف عائق امام الاتفاق. الثاني والمكمل، من اجل تعزيز مكانته تجاه زعماء أوروبيين. “الافتراض الأساسي لجهاز الامن هو  انه اذا تم التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين فانه سيصمد طالما ان نظام أبو مازن ورجاله مضمون”، قال ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي مطلع على ما يجري في المناطق. “صحيح حتى اليوم ان أجهزة الامن للسلطة الفلسطينية تستطيع الحفاظ على استمرار الحكم حيث يوجد لهم القدرة والقوة لذلك”.

التعبير الأساسي هو صحيح حتى اليوم، عندما لا يكون ضمان بخصوص هوية الشخص القادم والذي سيجلس في المقاطعة، والاحتمالات تتراوح بين رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني الحالي ورئيس جهاز الامن الوقائي السابق جبريل الرجوب؛ نائب عباس محمود العالول؛ مروان البرغوثي (في حال اجراء انتخابات حقيقية في الحركة)؛ أو مرشح مفاجيء آخر – في جهاز الامن هناك أيضا قدر لا بأس به من القلق. “نحن لا نستطيع معرفة من سيصعد”، قال ضابط رفيع في الجيش، “هل ستحاول حماس ان تأخذ بالقوة القيادة في الضفة، مثلما فعلت في غزة”.

هذا الضابط أشار الى أن احد أسباب الهدوء اليوم هو حقيقة أن “عشرات الآلاف يذهبون كل يوم للعمل في إسرائيل، وآلاف السيارات من إسرائيل تدخل الى داخل حدود السلطة، بالأساس عرب إسرائيليين، وهذا يحرك الاقتصاد ويقوي أبو مازن والقيادة الفلسطينية. أيضا لدينا يوجد ادراك بأن الامن الاقتصادي يقلص بصورة كبيرة الإرهاب ونحن نعمل بهذا الاتجاه. ولكن لا يمكن أن نقرر الآن ماذا سيكون في اليوم سيلي أبو مازن”.

بسبب الريح

في اثناء ولاية احدى الحكومات التي تولى فيها ايهود باراك منصب وزير الدفاع سألته ماذا كان سيحصل لو أن الجيش الاسرائيلي احتل قطاع غزة وسلمه للسلطة الفلسطينية. مثلما يعرف كل طرف في  غلاف غزة، فان الاحتلال هو القسم السهل؛ فاليوم التالي يخيف الجميع. على اي حال، فلنترك ابو مازن يتصدى لليوم التالي.

اما باراك فقد رد علي بجواب احجية: “هذا لا يعمل على هذا النحو”، قال ولم يضيف شيئا. بعد وقت ما علمت أنه عرض السؤال نفسه، الى هذا الحد او ذاك، على ابو مازن في لقاء اجراه معه في الاردن. فرفض ابو مازن الفكرة رفضا باتا. “نحن لن نعود الى قطاع غزة على حراب اسرائيل”، أجاب. باراك وزملاؤه، رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع، عادوا واقترحوا على المصريين ان يأخذوا غزة اليهم، ناشدوا مبارك، ناشدوا عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية. وكان الجواب لا، انسوا هذا. في الضفة تدور رحى حرب على كل قطعة عقار. في غزة العقار يعرض بالمجان، واحد لا يريد أن يأخذه.

الخلل التاريخي وقع في 1978، في كامب ديفيد. مناحيم بيغن تفاوض على اعادة المناطق التي احتلت من المصريين في حرب الايام الستة. اعاد كل شيء، باستثناء مقطع شاطيء في طابا، اعيد لاحقا، وباستثناء القطاع. والاراء منقسمة حتى اليوم لماذا استبعدت غزة – هل لان السادات كان أبعد نظرا من بيغن أم ان بيغن لم يرغب في أن يدخل التاريخ، وفي خطابات معارضيه كمن تخلى عن شبر واحد من اراضي بلاد اسرائيل  الانتدابية. مهما يكن من أمر، فقد علقنا.

الان، تعود اسرائيل وترنو بعينيها لمصر. رغم العداء الاساس بين حكومة السيسي وحماس، مصر هي العنوان. الموقع، الموقع، الموقع، يقول احد المشتركين  في العملية في الجانب الاسرائيلي. قطر بعيدة – المصريون قريبون. تجري الاتصالات ضمن آخرين من خلال رئيس المخابرات نداف اغريمن الذي يتحدث مع المخابرات المصرية، التي تتحدث مع حماس وهكذا دواليك. مساء السبت، بعد يوم من المناوشات المتبادلة، دخل المصريون الى العمل. معبر رفح اغلق، كوسيلة ضغط اضافية، بعد أن اغلقت اسرائيل معبر كرم سالم. لم يتحقق اتفاق، ولكن اعطي وعد غامض للتخفيف التدريجي من اطلاق البالونات الحارقة. في الجيش الاسرائيلي يفترضون انه ستكون بضع جولات اخرى من الصواريخ وقذائف الهاون – واحدة او اثنتين على الاقل – الى أن تتحقق تسوية.

لقد كان التصعيد في نهاية الاسبوع مخططا. في الجيش الاسرائيلي اعد بنك اهداف للقصف، على أمل ان يرتكب الغزيون الخطأ المطلوب. نحن ولا مرة نبدأ: هذا معروف. وكانت الفرضية أن تطلق منظمة عاقة صاروخا. هذا لم يحصل، ولكن ضابطا في الجيش الاسرائيلي اصيب بشظية قنبلة يدوية بجراح لم تكن خطيرة، فأقلعت الطائرات. قصفت اهداف من الجنوب الى الشمال – في رفح، في نصيرات، تل الهوى وبيت لاهيا. قصفت استحكامات، مخازن ومكاتب. في الجيش الاسرائيلي يدعون بان ضرب الممتلكات أليم لحماس اكثر من اصابة الناس، ولكن اصابة الناس تستوجب الرد باطلاق الصواريخ، اما الاضرار بالممتلكات فلا. هذه قواعد اللعب.

وبالتالي، يبذل الجيش الاسرائيلي جهدا جديا للامتناع عن الاصابة بالارواح. قبل كل هجوم، يطلق تحذير للسكان، على طريقة “انقر السطح”. في سلاح الجو وفي قيادة المنطقة الجنوبية يتأكدون من ان الاهداف خالية من الناس. اذا كانت هناك علائم على حركة في المكان، يتأجل الهجوم. فتيان اثنان قتلا في قصف في السبت: كان هذا خطأ.

ان الحساسية تجاه الخسائر في الطرف الاخر تنبع من اعتبارات عملية. لندع جانبا الخطابات العليلة على الجيش الاسرائيلي، الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. فلا توجد مباريات مونديال للاخلاق. واحتلال ابن 51 سنة ليس اكاديمية لتأهيل لاعبين متميزين في هذا المجال. حتى يوم امس قتل في المواجهات 152 غزيا.  

مستوى التهديدات، مثلما تعرفه قيادة الجيش الاسرائيلي، لم يتغير. التهديد الاخطر هو تسلل مخربين مسلحين من غزة عبر نفق، عبر ثغرة في الجدار، من خلال حوامة او طائرة شراعية، والهجوم على بلدة في الغلاف. اما التهديد الثاني فهو اصابة صاروخ لمدنيين، في داخل بلدة. والتهديد الثالث هو الحرائق. منذ بداية المواجهة احاول ان ادخل الى التوازن الضرر الذي تلحقه الطائرات الورقية والبالونات. عبثا: فامام الصور الملونة بالاحمر والاسود، امام جملة العناوين الرئيس عن “ارهاب الطائرات الورقية”، امامالخطابات الحماسية للسياسيين، لا توجد ذرة احتمال لفحص واعد للمشكلة. 25 الف دونم احترق حتى أول امس في غلاف غزة. ثلث ا لمنطقة المحروقة، زراعية. بعد انتهاء الحصاد، تقلص الضرر للمزارعين كثيرا. ضباط الاطفاء في الميدان يدعون بانه لو لم يكن الحديث يدور عن هستيريا وطنية لتركوا قسما من الحرائق وحرصوا فلقط على الا تنتشر: فثمن المياه، كما يقولون، اعلى من ثمن القش الذي احترق.

ليس  الضرر الحقيقي هو الذي يجعل الطائرات الورقية تهديدا استراتيجيا، بل الاساءة للعزة. فنحن نرفض التسليم بحقيقة ان في الجولة الحالية في غزة هم الذين يلعبون دور داوود، ونحن في دور جوليات. يجننا انعدام الوسيلة لدينا امام فتيان يطيرون الورق في وجه الريح.

كما هو متوقع، فان الضجيج في اسرائيل حول اضرار الطائرات الورقية يعتبر في غزة انتصارا في المعركة واخرج الى الميدان المزيد فالمزيد من مطلقي الطائرات الورقية. في قيادة الجيش الاسرائيلي ردوا بغضب. فقد اثارت غضبهم على نحو خاص مساهمة صوت الجيش الاذاعة العسكرية، في اشعال إوار الخطاب الجماهيري. وبرأيهم فان صوت الجيش يساعد حماس.

الحقيقة هي أن معظم الطائرات الورقية تعترض باطلاق النار وباستخدام الحوامات. المشكلة هي الكمية. معظم الحرائق تسببها البالونات. ومنظومات الاخطار التي تم تطويرها تتيح اطفاء سريعا. ليس جيدا ان يسقط بالون حارق قرب روضة اطفال في بلدات الغلاف، ولكن عند هبوطه كان خرقة  ممزقة تطلق دخانا – وليس بالضبط عبوة ناسفة.

ان الخطوات التي اتخذت لردع مطلقي البالونات أجبرتهم على التراجه الى الوراء. وهم يطلقونها من نوافذ المنازل. ومن يريد ان يطلق النار على مطلقيها، سيتعين عليه أن يقنصهم في داخل نوافذ المنازل. والقتلى سيجلبون الصوايخ؛ حماس ستتوصل الى الاستنتاج بان لا مفر امامها غير اخذ المزيد من المخاطبر، توسيع مدى الصواريخ؛ وستكون اصابات في الطرف الاسرائيلي، وبينيت سيطلب عملية ونتنياهو سيتراجع فيدخل غزة. بعد 50 يوما، 100 مقاتل ومدني قتيل في طرفنا و1.000 قتيل في طرفهم واضاعة المليارات، سنعود الى النقطة ذاتها، بما في ذلك البالونات.

مسيرة السخافة، اسمت هذا بربارة توخمن.

البشرى الطيبة هي ان شعبا كاملا تجند لحل المشكلة: هذا هو الجانب الاخر، الايجابي، للانجراف في مسألة الحرائق. كل مطور مع تطبيقه. كل تكنولوجي اعلى مع حلمه في البيع الى الخارج. في غضون اسابيع أو اشهر لا بد سيتم تطوير تكنولوجيا مناسبة. وهذه ستتصدى ليس فقطللطائرات الورقية والبالونات بل لتهديد اكثر جدية بكثير – دخول الحوامات الى الساحة. ليس فقط من غزة، بل ومن لبنان وسوريا. ليس فقط حماس بل ايران وحزب الله اضا. التهديد بات هنا.

في 28 آب تبدأ السنة الدراسية في قطاع غزة. مشكوك أن تبدأ: وكالة الغوث، جهاز التعليم المركزي في القطاع، يهدد بالانهيار. دونالد ترامب صديقنا أوقف المساعدة. ابو مازن صديقنا اضاف من جانبه: كل سنة كانت السلطة تحول الى القطاع نحو 1.4 مليار دولار. هذه السنة قطعت المبلغ الى النصف. ماذا سيفعل الاطفال الذين لن يذهبوا الى المدرسة؟ سيطلقون البالونات.

التقدير في اسرائيل هو أن اليوم أو غدا سينفد غاز الطبيخ في غزة. طالما كانت المعابر لاسرائيل ولمصر مغلقة، فلا سبيل لاستئناف التوريد. الانفاق لمصر هي الاخرى مغلقة: معظمها اغلقتها حماس. بضاعة لا تدخل – بضاعة لا تخرج. دور الخياطة في غزة تنتج ملابس لشركة الموضة “زارا”. الملابس عالقة.

يمكن للعالم أن ينسى غزة؛ وحتى ابو مازن يمكنه. اما نحن فلا: هذا ترف لا يمكننا أن نسمح به لانفسنا. اذا كان لديكم شك، فأسالوا سكان الغلاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى