يرون لندن – كلمة مقدم البرنامج بحلول نهايته

يديعوت – مقال افتتاحي – 18/12/2018
بقلم: يرون لندن
بعد بضعة ايام سيلغى برنامج “لندن وكرشنباوم”، البرنامج الحواري اليومي الذي يبث في القناة 10. لن أؤبنه. سأكتفي بملاحظة عن وجه مميز له ألا وهو الاخلاص في التمثيل المناسب للنساء وللعرب. درور زيراتسكي، المحرر، وأنا قضينا على نفسينا أن نلتزم بان تكون نسبة المشاركين العرب في برنامجنا تقترب من نسبة المواطنين العرب الراشدين بين السكان وأن تقترب نسبة النساء من النصف.
يخيل لي أن لا حاجة لان أشرح لماذا يكون التمثيل العادل في وسائل الاعلام يساهم في تمكين الضعفاء والمتعرضين للتمييز، ولكن هناك من يشككون بالتمييز ضد الاقوياء، ذاك التمييز الذي يكمن في الاهتمام بتمثيل الضعفاء. اما الموقف الذي اتخذناه فهو انه بين مليون ونصف مواطن عربي في الدولة ثمة ما يكفي من المحاورين المناسبين لطبيعة برنامجنا. فقد أنتج الوسط العربي طبقة واسعة من المثقفين ولم نكن نحتاج الى مناورات التفضيل التعديلي كي نستضيفهم. فهم لم يؤدوا دور العربي التمثيلي بل ما هو أنفسهم على نحو منفصل عن هويتهم الوطنية. هكذا تصرفنا ايضا تجاه النساء.
لقد نبع قرارنا من موقف اخلاقي وكان يتناقض واعتبارات المنفعة، التي في عالم التلفزيون التجاري تقاس بتعابير اقتصادية. اوضح بان مهامة التمثيل المناسب ليست سهلة، وسأعدد بعض من المصاعب: نساء وعرب نادرون نسبيا في اوساط اصحاب القرارات السياسية الحاسمة، المواضيع التي يعنى بها البرنامج الحواري اليومي. هكذا ايضا في الاقتصاد وكذا في الاكاديميا، والتي هي مورد هام للمشاركين في برنامج يحاول رفع الرأس. في احيان كثيرة لا تستوي تشكيلة المواضيع التي في الاخبار مع معدل التمثيل القطاعي – النوع الاجتماعي الذي نتطلع اليه، وفي مثل هذه الحالات كان علينا ان نقرر اذا كنا سنبدل موضوعا ساخنا بموضوع فاتر.
تبين لنا ان النساء، اكثر من الرجال، تملن للاستجابة الى دعواتنا فقط عندما تكن واثقات تماما في قدراتهن على “توفير البضاعة”، وفياحيان كثيرة ترفضن وتوجهننا لرجل خبرته اقل عن خبراتهن. اما العرب، اكثر من اليهود، فيخشون من الاعراب عن رأي من شأنه ان يورطهم في نزاعاتهم في محيطهم الاجتماعي. مفهوم أن برنامجا تلفزيونيا قليل الامكانيات لا يمكنه أن يغير هذا الواقع، وعلينا ان نواسي انفسنا في أننا فعلنا ما يمليه عليه ضميرنا.
عن الالحاح في تغيير قيم المجتمع الاسرائيلي أشار استطلاع بادرنا اليه وعرضناه قبل بضعة ايام: الاستطلاع الذي كشف مدى العنصرية في أوساط اليهود الاسرائيليين، أجري ردا على استطلاع اجرته قناة السي.ان.ان وفحص فيه انتشار اللاسامية في اوروبا. الاسباب والملابسات مختلفة، ولكن النتيجة غير قابلة للانكار: اليهود في اسرائيل عنصريون علىى الاقل مثلما هم الاوروبيون لاساميون. اما تحليل النتائج حسب القطاعات الاجتماعية فيفيد بان انتشار وحدة العنصرية يرتبطان ارتباطا وثيقا بمدى التمسك بالدين وفقا للتعريف الذي يمنحه الناس لانفسهم. والمعنى هو انه كلما كان الانسان اكثر تدينا، هكذا تزداد الاحتمالات في ان يكون عنصريا. اما الفوارق الاحصائية بين مستويات التمسك الديني الاربعة (العلمانيين، التقليديين، المتدينين، الاصوليين) فهي هائلة.
ما هو السبب الذي يجعل سلم العنصرية يرتبط بسلم الدينية؟ فهل ارتفاع معدل المتدينين في المجتمع اليهودي ينبىء بالتفاقم التدريجي للعنصرية. اقدر بان الجواب يكمن في أن نمط الحياة الاصولي – الحريدي مجتمعي وانغلاقي. فالمحاصرون يخافون من العالم الخارجي ويطورون كراهية واحتقارا تجاه الاخر النمطي. اما المشكلة فهي ان اسرائيل كلها قلعة، وحتى اليهود المسيطرون فيها يتمترسون في قلاعهم في مواجهة العرب المحتكين به. انظروا حالة العفولة. برنامجنا المتواضع كافح هذا الميل، وخشيتي أن شطبه لا يحسن لمستقبل المجتمع الاسرائيلي.