يديعوت 1/11/2012 يوم جمعة في “يديعوت احرونوت”، ناحوم ليف: “أنا أطلقت النار على أبو جهاد”../
من رونين بيرغمان
اسرائيل هي التي قتلت في تونس في 1988 رقم 2 في م.ت.ف، أبو جهاد (خليل الوزير). هكذا سُمح أمس بالنشر لأول مرة. القسم الاستخباري في الاغتيال، والذي اتخذ الاسم السري “عرض غاية”، أداره “قيسارية”، قسم العمليات الخاصة في الموساد – أما القسم التنفيذي فقامت به وحدة سييرت متكال التابعة لهيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي.
قائد قوات وحدة سييرت في تونس، كان ناحوم ليف – أحد المقاتلين الشجعان، الاصيلين وموضع الخلاف في تاريخ الوحدة. في مقابلة أجريت مع قبل موته في حادث دراجة نارية على طريق العربا في آب 2000، سألت ليف هل كانت له ترددات قبل أن يضغط على الزناد ويقتل أبو جهاد. “قرأت كل صفحة في ملف المعلومات عنه”، أجابني ليف. “ابو جهاد كان مرتبطا باعمال فظيعة ضد مدنيين. كان ابن موت. أطلقت عليه النار بلا تردد”.
نشر المقابلة مع ليف وتفاصيل جديدة عن العملية يتاح بعد نصف سنة من المداولات التي أدارتها “يديعوت احرونوت” مع الرقابة في نهايتها ازيل التعتيم عن العملية وعن دور ليف.
ليف، ابن البروفيسور زئيف ليف، أحد الفيزيائيين المعروفين في الدولة ومؤسسة معهد ليف للتكنولوجيا العليا كان الضابط المتدين الاول في وحدة سييرت متكال. ومنذ بداية طريقه في الوحدة ظهر كجندي ممتاز، أصيل، “محب للمغامرة مع قدرة توجيه نادرة وأهلية جسدية عليا”، على حد قول أحد رفاقه. “عندما عاد من دورة الضباط تلقى ليف قيادة فريق واعتبر قائدا صلبا ومتطلبا. وعين نائبا لموشيه بوغي يعلون في قيادة وحدة سييرت وقائد عملية الاغتيال لابو جهاد. في 15 نيسان 1987، عندما وصلوا الى شواطيء تونس، قاد رجال الوحدة البحرية المقاتلين حتى الشاطيء، حيث التقوا برجال “قيساريا” من الموساد ممن وصلوا قبل يومين من ذلك.
26 من رجال السييرت وزعوا. وكان ليف على رأس مجموعة من ثمانية، كان يفترض بها أن تكون أول من يقتحم. وتوقفت السيارات على مسافة نصف كيلو متر من البيت ونزل المقاتلون منها. ليف ومقاتل يتخفى في زي امرأة سارا على رأس القوة، كزوجين في نزهة ليلية. وكان ليف يمسك في يده سلة حلويات كبيرة، ويده الاخرى كانت مدسوسة في العلبة. لم يكن هناك شوكلاته، بل مسدس مع كاتم صوت. واقترب ليف من الحارس الرئيس، الذي كان يغفو في سيارة، أطلق النار على رأسه فقتله. وقد استعاد اللحظة فقال: “شعرت أني مرتبط بالمهمة. لم أخف، فقط أردت لكل شيء أن ينجح”.
عندما تلقى باقي المقاتلين الاشارة بان الحارس الخارجي شلت فعاليته، تقدم رجال المجموعة الثانية وامتشقوا العتاد الخاص لتحطي باب الفيلا. واقتحم المقاتلون الى الداخل، ووجوههم مغطاة بالاقنعة. واحدة من الخلايا توجهت نحو القبو، حيث بالضبط استيقظ الحارس الثاني. ولم يتمكن من سحب سلاحه فقتل. العامل الذي كان يعنى بالبستان وقرر النوم في القبو في تلك الليلة، اصيب هو أيضا بالنار. “أسفت على عامل البستان”، روى ليف. “ولكن في مثل هذه العملية يجب التأكد من تعطيل كل مقاومة محتملة”.
واحد من المقاتلين، اختاره ليف، اندفع أولا على الدرج وكان ليف وراءه فورا. “اطلق هو النار (أولا) على أبو جهاد”، تذكر ليف. “كان يخيل لي أنه (ابو جهاد) كان يمسك مسدسا في يده. بعد ذلك أطلقت أنا النار عليه، صلية طويلة، متخذا جانب الحذر كي لا أصيب زوجته التي وصلت الى المكان. فمات. مقاتلون آخرون نفذوا فيه تأكيد قتل”.