ترجمات عبرية

يديعوت –  يتدحرجون من جولة الى جولة

يديعوت– بقلم  غيورا آيلند- 26/4/2021

” منذ 2006  تفضل الحكومات مواصلة الوضع القائم مع غزة. هذه السياسة  غير معلنة بالطبع إذ انه لا يمكن لاي جهة سياسية ان تشرحها للامهات القلقات في غلاف غزة “.

       ان احداث الايام الاخيرة في القدس وفي غزة تستوجب نظرة لا تبدأ بما يحصل “هنا والان”. يمكن التركيز على تحليل دوافع الطرف الخصم، ولكن الطريق الاهم هو في الفحص النقدي الذي يقارن بين المصالح الاسرائيلية الحقيقية وبين افعالنا العملية. كلما كانت الفجوة بين هذين الامرين اكبر يكون الخطأ في جانبنا أكثر.

       نبدأ بالقدس. كانت لاسرائيل مصلحة واضحة لبناء احياء يهودية خلف الخط الاخضر في القدس. احياء مثل راموت، جفعات زئيف،  بسغات زيف، غيلو وغيرها تعبر عن حاجة بلدية ووطنية. وبالمقابل لا توجد اي مصلحة وطنية لتشجيع اسكان لليهود في  قلب احياء عربية مكتظة. عندما يصر عشرات اليهود القومجيين على السكن في قلب سلوان، الحي الذي يعيش فيه عشرات الاف الفلسطينيين، والذي يقع على مسافة مئات الامتار من الحرم، فاننا نخلق احتكاكا زائدا من العدم. لا يدور الحديث عن حدث وحيد، بل عن نشاط اسرائيلي مبادر اليه يحصل تقريبا في كل حي عربي في شرقي القدس، نشاط يعد في نظر الفلسطينيين وعن حق كاصبع في العين.

       عندما تسمح الشرطة لمنظمة عنصرية مثل لاهفا، باشعال شرارة في منطقة باب العامود في شهر رمضان فلا غرو ان يؤدي الامر الى اضطرارات عنف. ان موقف حكومة اسرائيل في السنوات الاخيرة يعتقد، وبقدر كبير من المنطق بانه في هذه المرحلة من الصواب ادارة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وعدم محاولة حله. والمصلحة المباشرة النابعة من هذا النهج هي منع احتكاكات زائدة. اما عمليا فنحن نشجع بالفعل وبالقصور احتكاكات زائدة، بدء باعمال “تدفيع الثمن”، التي لا يتم القضاء عليها وحتى خلق توترات في القدس.  لقد ضمت اسرائيل القدس الشرقية الواسعة في 1967 ولكنها لا تعطي السكان الفلسطينيين المواطنة بل الاقامة فقط. يثور السؤال، الى اي برلمان يسمح لهم بالتصويت؟ اسرائيل تقول لا ولا –لن تصوتوا لكنيستنا، ولكن ايضا لن تصوتوا للسلطة الفلسطينية. هذا ايضا هو مصدر زائد للتوتر، وليس فقط مع الفلسطينيين بل وايضا مع جهات دولية.

       من هنا الى غزة. أولا وقبل كل شيء، من المهم أن نفهم بان غزة اصبحت بحكم الامر الواقع منذ  2006 دولة، وكل دولة تحركها اولا وقبل كل شيء المصالح. وبالفعل، لاسرائيل توجد مصلحتان بالنسبة لغزة. الاولى أمنية والثانية بيئية (في الا تضخ مجاري غزة الى البحر المشترك). المصلحة العليا لحكومة غزة هي اقتصادية، إذ انه بدون تحسين وضع البنى التحتية والتشغيل هناك، من شأن حماس ان تفقد الحكم. في هذا الوضع يوجد لقاء مصالح لدولة اسرائيل وغزة يقوم على اساس الهدوء الطويل من جهة، وبناء بنى تحتية، وعلى رأسها ميناء من جهة اخرى. كلما بنيت بنى تحتية اكثر سيكون لدولة غزة ما تخسره اذا ما بادرت الى مواجهة عسكرية، الضبط مثلما يكون هذا الاعتبار هو الامر الاساس الذي يوجه خطى حزب الله في الحفاظ على الهدوء منذ 15 سنة. حماس، مثل حزب الله، ليست  فقط منظمة ارهابية بل واولا وقبل كل شيء كيان سياسي يعمل بحذر وبحكمة.

       الاستنتاج بسيط، اسرائيل يمكنها أن تتوصل الى اتفاق بحكم الامر الواقع مع دولة غزة ولكنها لا تفعل هذا ليس لان يتعارض ومصلحة اسرائيلية وطنية، بل لاسباب ارى غير مبررة. اكثر من ذلك، فان التفضيل الذي تبديه حكومات اسرائيل منذ  2006 هو لمواصلة الوضع القائم الذي معناه هو النار المتقطعة كل بضعة اسابيع، نار صاروخية كل بضعة اشهر، ومواجهة عسكرية واسعة كل بضع سنين. هذه السياسة غير معلنة بالطبع إذ لا يمكن لاي جهة سياسية ان تشرح للامهات القلقات في غلاف غزة بان هذا هو الطريق الذي تم اختياره، ولهذا فاننا نتدحرج من جولة الى جولة. الاسباب الملموسة تتغير ولكن الصورة الكبرى تبقى ثابتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى