ترجمات عبرية

يديعوت: وقف النار: الساعة تُتكتك

يديعوت 2023-11-09، بقلم: ناحوم برنياع: وقف النار: الساعة تُتكتك

عاموس هوكشتاين هو دبلوماسي أميركي. ولد في إسرائيل، خدم في الجيش الإسرائيلي ويتكلم العبرية. قدرته كوسيط ثبتت في حياكة اتفاق الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، مهمة تكاد تكون متعذرة. المفاوضات مع اللبنانيين استوجبت بالطبع اتصالات غير مباشرة أو مباشرة مع “حزب الله”. العلاقات التي خطها في لبنان جعلته شريكاً حيوياً للاتصالات في الجبهتين، الجبهة الشمالية، مع “حزب الله”، والجبهة الجنوبية، مع “حماس”. المصلحة الأميركية: قطر هي الأداة، إدارة بايدن هي المفعل، المسبب. هوكشتاين مقبول أيضاً من الأشخاص المشاركين في الاتصالات من الجانب العربي، ومن حكومة إسرائيل أيضاً. منذ الأسبوع الأول للحرب حاول الأميركيون أن يدفعوا قدماً، بوساطة القطريين، صفقة جزئية، تتضمن تحرير أطفال ونساء، وربما أيضاً رجال تتجاوز أعمارهم سن التجنيد. الجهد لم ينجح، لكن الميل بقي كما كان. في الأيام الأخيرة يبدون تفاؤلاً أكثر قليلاً، ربما بفضل الضغط العسكري الذي تتعرض له “حماس” بسبب التوغل البري، وربما بسبب اللين في مواقف “الكابينيت” في إسرائيل.

إن عودة بعض المخطوفين، وليس عودة المخطوفين برزت في النبأ، كما قال، أول من أمس، رئيس الوزراء.

بالتوازي يتقدم الجيش الإسرائيلي في الميدان إلى أحياء هي جزء من المجال المديني لغزة (حي الشاطئ، مثلاً، ضمه حكم الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة في 1972. رشاد الشوا، رئيس البلدية الأسطوري، عارض: فقد خشي أن يتهموه بتقرب زائد من إسرائيل. بعد ذلك تراجع. أما اليوم فالشاطئ جزء من غزة).

يتيح التقدم معالجة مكثفة أكثر للأنفاق ولـ”مخربي حماس” الذين يشغلونها، لكنه ينطوي أيضاً على معارك ضارية معهم. لقد استعدت “حماس” لهذه المعركة. هي تفقد الكثير من مقاتليها وقادتها، لكنها تواصل القتال. الصف القيادي الأعلى، وعلى رأسه السنوار، لا يزال يؤدي مهامه. كان بوسع الزعماء أن يهربوا جنوباً وأن يواصلوا من هناك. أغلب الظن أن أحداً منهم لم يفعل هذا.

الأيام القادمة كفيلة بأن تكون المرحلة الأخيرة الحاسمة، في الجهدين، في المعركة ضد “حماس” وفي المحاولة الأميركية – القطرية للوصول إلى صفقة مخطوفين. فضلاً عن هذه الفترة مشكوك أن تتمكن إسرائيل من أن تصمد أمام الضغط الأميركي لوقف النار، لا سيما إذا كانت على الطاولة صفقة مخطوفين.. الساعة تتكتك.

هل يمكن لإسرائيل أن تستأنف المناورة البرية بعد أن تتوقف النار؟ تجربة الماضي، في غزة أيضاً، في لبنان أيضاً، لا تعطي لهذا فرصة عالية. بعد يوم على الاتفاق على وقف النار يعود الأولاد إلى المدارس، يعود السكان إلى العمل، تبدأ إعادة بناء البلدات، العالم يتوقع جدول أعمال آخر ويسعى جنود الاحتياط إلى العودة إلى بيوتهم، إلى عائلاتهم، إلى عملهم. سيبقى الجيش الإسرائيلي في غزة وسيواصل العمل فيها، لكن ليس بحجوم القوة الحالية.

من المهم الإبقاء على توقعات واقعية: ليس مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يصل إلى السنوار وزملائه في الجولة الحالية. حتى لو صفوا، “حماس” لن تختفي، من المهم أن نتذكر أننا لسنا وحدنا في هذه الدراما، نحن بحاجة إلى الإدارة الأميركية وملزمون بأن ننصت لها. الأصوات التي يفقدها بايدن في أميركا تشدد على حاجته لوقف نار قريب في غزة، مهم أن نفهم أنّ غزة هي فقط مقطع واحد في الخراب الذي لحق بإسرائيل في “7 أكتوبر”. تتطلع الحكومة الآن لأن ترتب بطريقة دبلوماسية إبعاد “قوة الرضوان” عن الحدود في الشمال. نصر الله لم يصبح حبيب صهيون. والثمن الذي سيطلبه سيكون باهظاً. من دون إبعاد “قوة الرضوان” مشكوك أن يعود السكان إلى بلداتهم في الشمال.

ولم نصل بعد إلى السؤال: ما الذي ستطلبه “حماس” مقابل إعادة قسم من المخطوفين. عندما يتحدث نتنياهو وآخرون عن حرب طويلة فإنهم يقصدون، أغلب الظن، ليس حرباً كما تصممت في الشهر الأول، بل حرباً من نوع آخر – إحباطات مركزة، اجتياحات محلية، أمن جار. طالما يتحدثون عن استمرار الحرب، لا يمكن لنتنياهو أن يصد الضغط لأخذ المسؤولية، مسؤوليته ومسؤولية الحكومة. في ختام الشهر الأول للحرب لا يمكن لأحد في إسرائيل أن يحتفل بالنصر. أحياناً يكون النصر هو الفهم أنه لا يوجد نصر.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى