ترجمات عبرية

يديعوت: “وحل غزة”: معركة عنيدة وضارية وثمنها باهظ

يديعوت 2023-12-25، بقلم: يوسي يهوشع: “وحل غزة”: معركة عنيدة وضارية وثمنها باهظ

تحول «الوحل الغزي» في نهاية الأسبوع من كليشيه متآكل إلى الواقع المعقد والصعب في قطاع غزة. حالة الطقس العاصف أضافت فقط المصاعب من سلسلة المعارك وجها لوجه، نار مضادات الدروع وإلقاء العبوات – كل مزايا قتال العصابات الذي يتصدى له الجيش حيال «حماس» في شمال القطاع وجنوبه – إلى جانب التخوف من النار الصديقة. هذا هو السيناريو الذي استعد له العدو الذي يختبئ في فوهات الخنادق، يفخخ المنازل ويطلق الصواريخ المضادة للدروع. هذه الظروف واستعدادات «حماس» التي استمرت سنوات طويلة تؤدي بنا لأن ندفع وسندفع أثمانا باهظة على مهمة احتلال الأرض وتطهيرها من الإرهاب لأجل القضاء على المنظمة الإجرامية، لأجل أن يتمكن سكان النقب الغربي من العودة إلى بيوتهم.
الحقيقة البسيطة هي أن الغارات من الجو ونار المدفعية وحدها لن تغير هذه النتيجة: فقد بنت «حماس» مدينة تحتية تفككها القوات الآن – وهذا صعب، أليم ويكلفنا أغلى ما لدينا. وعلى حد قول مصدر عسكري، تميل «حماس» أقل للوصول إلى اشتباكات أو للخروج إلى اجتياحات منظمة، وتفضل تنفيذ نار مضادة، وضع عبوات للآليات وهدم مبان على قوات الجيش الإسرائيلي. لكن رغم الثمن الباهظ، فإن يد الجيش الإسرائيلي هي العليا. لا يوجد جيش آخر يعرف كيف يعمل هكذا في منطقة مكتظة، مليئة بالسكان يختبئ العدو في داخلها، حيال قيود العالم في استخدام القوة الجوية والمس بالابرياء.
لقد كانت الحوادث القاسية في غزة في نهاية الأسبوع متناثرة في الشكل وفي الجغرافيا. ظاهريا، لا يمكن أن نشخص بينها علاقة مباشرة باستثناء أنها تروي عن طبيعة القتال: معركة عنيدة، ضارية، للتخندق في عدة جبهات. لكن هذه هي الحرب ولا مفر غير القتال فيها بكل القوة لأجل تحقيق الأهداف التي تقررت للقضاء على الذراع العسكرية لـ»حماس». أما الأحاديث عن موعد نهائي وكأن العملية ستنتهي بعد أسابيع، فقط تعطي ريح إسناد لـ»حماس» للصمود إذ إن الجيش سرعان ما سيتنازل. في قيادة الجيش يقولون، إن القتال سيستغرق زمنا طويلا وفي النهاية ستتحقق الأهداف، لكن ليس بدون ثمن باهظ.
من المهم الإشارة إلى أنه رغم التقدم، فإن المقاتلين لا يرون من فوهة السبطانة يحيى السنوار. هذا سيستغرق ثمنا آخر لكن هذا بالتأكيد هدف مركزي. في هذه الأثناء صفي مسؤول كبير آخر، مسؤول عن إنتاج الأسلحة في رفح. وحسب التقارير الفلسطينية، كانت قبل بضعة أيام محاولة لتصفية قائد لواء رفح، محمد شبانة. صحيح حتى الآن لا يوجد تأكيد رسمي على انه قتل.
زار رئيس الأركان هرتسي هليفي خان يونس، أمس، مع قائد المنطقة الجنوبية وعزز روح القوات المقاتلة. كما أن الوزير يوآف غالانت هو الآخر دخل إلى غزة وقال، إن «كل بيت تطلق منه النار وكل مكان كان فيه إرهاب يجب إسقاطه. يجب أن يدفع من يقاتل ضد دولة إسرائيل الثمن. أنا واثق أن يحيى السنوار يجلس في خندقه ويتابع التلفزيون؛ وبذلك هو يرى أيضا كيف تبدو بيت حانون والشجاعية».
الوزير غانتس هو الآخر زار غزة معه وأضاف، «هذه المعركة هي من اكثر المعارك التي شهدتها إسرائيل أهمية. فهي تخدم سكان الجنوب وتؤثر على ساحات أخرى أيضا. أنا واثق أن حسن نصر الله ينظر إلى ما يحصل هنا وهو لا يريد لهذا أن يكون عنده».
وفي هذا السياق، تواصلت النار في الشمال أيضا. الجيش الإسرائيلي يهاجم بقوة عالية نسبيا، «حزب الله» يفقد اكثر من 120 مخربا وقرابة 90 ألف مواطن لبناني تحركوا إلى الشمال وراء الليطاني. «حزب الله» من جهته، يواصل إطلاق النار نحو البلدات وهو يضرب البيوت فيها. في إحدى الهجمات على احد الاستحكامات قتل العريف عميت هود زيف ابن 19 من «روش هعاين»، مقاتل في كتيبة 71، بصاروخ اطلقه «حزب الله» نحو استحكام عسكري في منطقة شتولا. مثلما في غزة، الوحل في الشمال أيضا لا يذهب إلى أي مكان، ويتعين علينا أن نهزمه هو الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى