يديعوت – هل كان احتضان الإمارات للأسد تصفية حسابات مع إدارة بايدن؟
يديعوت ٢٢-٣-٢٠٢٢ – بقلم: سمدار بيري
في نهاية الأسبوع، فوجئ العالم بظهور علني لبشار الأسد في إمارات الخليج. ذهل لدرجة أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ألغى زيارة عاجلة كان مخططاً لها للإمارات؛ لأنه لم يطلع على الزيارة. كما سارعت واشنطن للعقد بكلمات حادة، بينما كانت تلتقط صور الرئيس السوري في أوضاع مريحة على شرفة المنزل الخاص لحاكم أبو ظبي.
من المهم الانتباه لتوقيت الزيارة المقلق: مع حلول 11 سنة على الحرب الأهلية التي اندلعت في بلدة درعا السورية على الحدود الأردنية. في حينه، ألقي بعشرات الأطفال السوريين في السجون، توفي بعضهم بتعذيب قاس، وعاد آخرون معوقين. وفي هذا التاريخ تحديداً، وليس صدفة، اختار الأسد خروجه الأول (مسموح لنا أن نقرر بأنه خروج تاريخي) إلى دولة عربية. هذه رسالة واضحة للمواطن السوري، ولرؤساء الدول العربية، وأساساً للإدارة الأمريكية: الأسد، وكذا مضيفوه في الخليج، يستخفون بالجميع.
مرت 11 سنة منذ عملت الإمارات على طرد سوريا من الجامعة العربية. والآن يعترف أولئك الزعماء أنفسهم بحقيقة أن الأسد ليس زعيماً قائماً فحسب (حتى وإن كان ذلك بفضل الروس والإيرانيين) بل إنه بات أيضاً يصفى حساباً طويلاً مع إدارة بايدن من خلال إعادة توثيق العلاقات معه. الآن يستعدون لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية. لا يمكن تجاهل استياء “الأخيار” في العالم العربي من إدارة بايدن. إذا أخذنا مثالاً السعودية التي امتنعت الإدارة عن الحوار معها، أو مصر التي يبعث إليها بايدن بعدد لا يحصى من الإشارات الحادة بسبب مشكلة حقوق الإنسان. يعد بايدن كمن يصر على تجاهل حلفائه السُنيين، في صالح مفاوضات عقيمة على الاتفاق النووي مع شيعة إيران. والآن يعلن بايدن عن فتح البوابات لإمارة قطر الإشكالية، المقربة من إيران، لحركة الإخوان المسلمين وللحكم في غزة. وعليه، فليس مفاجئاً أيضاً أن تتملص دول الخليج الآن عن قصد من طلب واشنطن زيادة كميات إنتاج النفط.
هذه معضلة معقدة جداً لإسرائيل: من جهة، الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة مهم بشكل لا مثيل له. ومن جهة أخرى، فإن الأصدقاء الثلاثة الجدد لإسرائيل في الخليج ومصر وكذا السعودية، تبتعد عن واشنطن. ولم نذكر بعد الموضوع الفلسطيني، حين ترسل الولايات المتحدة-بايدن إشارات لاذعة لحكومة بينيت. ماذا سيحصل مثلاً إذا ما نشب تصعيد مفاجئ في الساحة الفلسطينية؟ في أي طرف سيقف حلفاؤنا في واشنطن. وإذا ما استؤنفت محاولات المواجهة في غزة، بإسناد إيراني، وحين تضغط الإدارة في واشنطن لإخراج الحرس الثوري من قائمة منظمات الإرهاب.