ترجمات عبرية

يديعوت : هكذا خططت مسبقا المواجهة مع الحرس الثوري

يديعوت ٢٢-١-٢٠١٩، يوسي يهوشع

كانت هذه الجولة القتالية الاولى لرئيس الاركان افيف كوخافي حيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس، ويمكن القول: خرج منها منتصرا بالنقاط، حتى لو لم يعترفوا في اسرائيل بذلك. يبدو ان المعلومات الاستخبارية النوعية في الجيش الاسرائيلي نجحت في أن تتوصل الى نوع من الفخ الناجح وجباية ثمن كبير من الايرانيين في سوريا.

منذ عملية “بيت الاوراق” في ايار، يبحث الايرانيون عن فرصة للرد ضد اسرائيل. من ناحيتهم: التغييرات الاخيرة في سوريا – ولا سيما انتصار الاسد في الحرب الاهلية – شكلت فرصة ممتازة لذلك. فقد ارادوا بلورة شارة ثمن بموجبها اسرائيل تدفع ثمنا على الهجمات ضد البنى التحتية الايرانية وبالتالي تخشى من الهجوم مرة اخرى او على الاقل مرات اقل بكثير من عشرات المرات التي هاجمت فيها في 2018.

“لا نمر مرور الكرام عن اعمال العدوان هذه مثل محاولات ايران تثبيت تواجد عسكري لها في سوريا، وحيال التصريحات العلنية لايران بان في نيتها ابادة اسرائيل”، قال رئيس الوزراء. “نحن نعمل ضد ايران وضد القوات السورية التي تساعد العدوان الايراني. من يحاول المس بنا نمس به”. من أجل فهم الانجاز العملياتي ينبغي العودة الى الجدول الزمني الدقيق وتحليل المعلومات الاستخبارية. فحسب تقرير في سوريا، نفذ الهجوم الاسرائيلي الاول في سوريا يوم الاحد في الساعة 13:00. ورغم استخدام مضادات الطائرات السورية – نجح الهجوم. بعد نحو ساعة من ذلك اطلق الصاروخ الايراني نحو شمال الجولان. صحيح أن هذا فاجأ الكثيرين – ولكنه لم يفاجيء المطلعين. فليس صدفة أن كانت القبة الحديدية بالذات هي التي اعترضته وليس منظومة العصا السحرية. والسبب هو التقدير المبكر بشأن نية قوة القدس الرد على الهجمات المنسوبة لاسرائيل.

واستثمر الايرانيون زمنا واستعدادات على اطلاق الصاروخ المتطور ذي المدى الذي يصل الى اكثر من 200 كيلو متر مع رأس متفجر بمئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة. من ناحية الايرانيين، كان هذا رد في غاية الاهمية. لو كان الصاروخ سقط في أحد اهداف الشمال، لكان من شأنه ان يغير المعادلة.

في الجيش عرفوا بهذه الخطة ولهذا فقد جهزة بطارية القبة الحديدية في الشمال، وهي تغطي موقع جبل الشيخ في الوقت الذي كان فيه الاف المتنزهين. وفي السنوات الاخيرة حسنت قدرة اعتراض القبة الحديدية على صواريخ اكثر ثقلا وأول أمس كان استعراض جيد لهذه القدرات – وبالتأكيد اكثر نجاحا من العصا السحرية. لو اخطأت القبة الحديدية لكان ممكنا استخدام العصا السحرية. يجدر بالذكر ان اطلاق صاروخ من هذا النوع من قبل الحرس الثوري وليس من ميليشيا شيعية اخرى لا يجري بقرار لحظي ويستوجب اذونا من المستويات العليا في سلسلة قيادة قاسم سليماني، بما في ذلك الاستعدادات المسبقة – التي على ما يبدو لاحظتها الاستخبارات الاسرائيلية. ولا تنتهي المعركت هكذا بل العكس: في الجيش الاسرائيلي اختار السماح للمستجمين في جبل الشيخ النزول من الجبل وانتظار الرد لساعات الليل حين تقرر جباية ثمن ومهاجمة عدد من الاهداف الايرانية في سوريا. وتضمن هذه مخازن للسلاح، منشآت تدريب، منظومات مضادات طائرات ومستودعات في المطار في دمشق – المنطقة التي حسب التقارير، طلب الروس من اسرائيل الامتناع عن مهاجمتها.

وفقا للاتفاق مع روسيا والذي كان تحقق بعد اسقاط الطائرة الروسية في ايلول، تأكدت أنظمة الاخطار: هذه المرة ايضا اتصل رجل الاتصال الاسرائيلي من الكريا (وزارة الدفاع في تل أبيب) لنظيره الروسي في قاعة حميميم في سوريا ووضعه في الصورة قبل العملية – دون تعريض طائرات سلاح الجو للخطر. وفي نهاية هذه المناوشة يمكن لاسرائيل ان تكون راضية، ولكن من المهم ان نتذكر بان هذا انتصر تكتيكي فقط. فالايرانيون سيحاولون الرد، هذه مرة اخرى وبقوة، ولا سيما بعد مثل هذا الفشل. لا ينبغي الفزع بل الاستعداد، بالضبط مثلما تم في ايار، حين حاول الايرانيون الثأر على النجاحات المنسوبة للجيش الاسرائيلي وفشلوا. الامر يستوجب تعزيز الدفاعات الجوية، الاستخبارات والقدرات الهجومية، مثلما ايضا خطوة دبلوماسية استكمالية مع الروس الذين وعدوا بلجم ايران ولكنهم لم يفوا بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى