ترجمات عبرية

يديعوت: نهاية الحلم الصهيوني: قبل أن تتخلى أميركا عن إسرائيل

يديعوت 2023-08-09، بقلم: تمير باردو*: نهاية الحلم الصهيوني: قبل أن تتخلى أميركا عن إسرائيل

كل يوم يمر يقربنا من نهاية الحلم الصهيوني. مسيحانيون وفاشيون ربطوا كتلة حريدية مناهضة للصهيونية برئيس وزراء غيّر جلدته وحول حزبه من ديمقراطي – يميني الى دكتاتوري ارثوذكسي عنصري فائق.

 

الدول العربية، بلا استثناء – تلك التي وقعت معنا على اتفاق سلام، وتلك التي قد توقع قريباً، وتلك التي لم توقع – تقف دهشة كيف حصل أن الدولة اليهودية، المعجزة الاقتصادية، الاجتماعية، التكنولوجية والأمنية، قررت بيديها ان تعمل على إبادتها الذاتية. لا يوجد زعيم مسلم واحد لا يرقب بذهول الجنون الذي يتملك إسرائيل.

تتواصل مسيرة السخافة اليهودية منذ اكثر من خمسة عقود في ظل تجاهل تام للواقع والحقائق. بين النهر والبحر يعيش خمسة عشر مليون نسمة. نصفهم يهود ونصفهم لا. تقوم هذه السخافة على أساس الفرضية الكاذبة بأنه يوجد في الكون شخص – فما بالك شعب؟! – مستعد لأن يتنازل عن حريته وان يعيش الى الأبد عديم الحقوق. العنصريون الفاشيون يتطلعون للوصول الى حرب جوج وماجوج في نهايتها، بمعونة الرب، يهزم اليهود الباقين، ويحققون هروبهم، موتهم، او موافقتهم على أن يكونوا مواطنين عديمي الحقوق. ولأنه جهاز قضاء مستقل ويكبح هذه الرؤيا الكابوسية فقد ارتبط أولئك العنصريون الفاشيون برئيس الوزراء، الذي يحتاج هو أيضا الى خصي جهاز القضاء لاعتباراته الشخصية.

يحاول أصدقاء الدولة أن ينصبوا المرآة منذ سنين امام أصحاب القرار، لكن عبثاً. إسرائيل، التي أصبحت بمرور السنين حليفاً مهما لدول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، تتجاهل اخطارات أصدقائنا، الذين يحاولون الايضاح للحكومة بأن طريقة العمل هذه ستؤدي الى نهاية الدولة.

ان الاعتراف الأهم بأهمية إسرائيل في الغرب كان القرار الأميركي بضمنا الى مجال مسؤولية قيادة المنطقة الوسطى الأميركية، التي تسمى “سنتكوم” قبل سنتين (حتى ذلك الحين كانت إسرائيل تحت قيادة أوروبا). ان خطوات نتنياهو وحكومته ستؤدي الى أنه ذات صباح يبلغ قائد “سنتكوم” البيت الأبيض ان هذا الحليف فقد قيمته الاستراتيجية، وان الديمقراطية الإسرائيلية التي وحدت الدولتين بفضل القيم المشتركة لم تعد قائمة.

الرئيس، سواء أكان ديمقراطيا أم جمهوريا، سيصل الى الاستنتاج ذاته. فالدولة التي دعمتها واشنطن اكثر من أي دولة أخرى في العالم، كفت عن ان تكون ديمقراطية، وأصبحت دولة أبرتهايد معلنة: لم تعد مسيرة تفككها المتسارعة تبرر استثماراً في حلف معها. هكذا سيكون في الولايات المتحدة، وقبلها أيضا، وهكذا سيكون في دول أوروبا الديمقراطية.

يقاتل الاحتجاج في إسرائيل كل يوم كي يمنع نهاية الحلم الصهيوني. رغم أني متفائل واؤمن بقوة وتصميم حماة الديمقراطية يجدر باصدقاء إسرائيل ان يقفوا الى جانبهم، وقبل فوات الأوان ليجسدوا لائتلاف الهدم الثمن الإقليمي والدولي لخراب الديمقراطية من الداخل.

 

*رئيس “الموساد” الأسبق وعضو حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى