يديعوت: نعم للصفقة، لقد دفعنا الثمن سَلفاً
يديعوت 12-4-2024، بقلم: بن – درور يميني: نعم للصفقة، لقد دفعنا الثمن سَلفاً
يحتمل، فقط يحتمل، ان نكون نقترب من لحظة الحسم. اذا كانت التقارير تعكس ما يحصل في الغرف المغلقة، فانه سيتعين على الكابنت ان يقرر اذا كان سيقر الصفقة، ولا يوجد أي سبب يدعو الى الاحتفال. لأن هذه مجرد البداية. حتى لو خرجت الصفقة الإنسانية الى حيز التنفيذ و 40 مخطوفاً، وبالاساس مخطوفة، سيصلون الى إسرائيل، سيبقى لدى حماس شابات، شباب، مجندات وجنود. واذا كان استغرقنا اشهراً طويلة للوصول الى الصفقة الحالية، التي مشكوك اذا كانت ستخرج الى حيز التنفيذ، فإن صفقة إضافة ستكلفنا عذابات اصعب بكثير.
اسمحوا لي أن أعترف بأنني أنتمي الى معسكر “ليس بكل ثمن”. كنت بين المعارضين لصفقة شاليت، التي من شبه المؤكد كانت ستلحق ضرراً قومياً، سفك دماء، تعزيز بنى الإرهاب وبالطبع أيضاً تحرير الإرهابي الأعظم يحيى السنوار من السجن. اليوم أيضا الثمن الذي ستدفعه إسرائيل باهظ، باهظ جداً. اليوم أيضا، كي لا نخدع أنفسنا، الصفقة التي ستتبلور الآن ستؤدي الى نتائج مخيفة. ورغم ذلك، الكابنت ملزم بان يقر الصفقة، حتى على أساس الشروط التي سربت لنا في اليوم الأخير.
لماذا ينبغي أن نقول نعم الآن؟ لأن الثمن الباهظ سبق أن دفعناه. 1200 قتيل في يوم واحد و 300 جندي آخرون سقطوا في المعارك في القطاع. ولأننا في مرحلة لا يوجد فيها احتمال للنصر المطلق. ولأنه بعد الاعتداء العام الذي تعرضنا له لا يمكن لأي شيء أن يعتبر نصراً. ولأننا دمرنا منذ الآن قوة حماس، ولأننا نعرف بان أسابيع أو اشهراً اخرى من القتال لن تغير الصورة جوهرياً. ولأنه بخلاف شاليت، المخطوفات والمخطوفون تركتهم الدولة لمصيرهم وهي ملزمة لهم ولعائلاتهم بإعادتهم بأسرع وقت.
وعليه، ففي الظروف الناشئة، فإن تحرير المخطوفات والمخطوفين بالذات، وليتنا كلنا نتحدث عنهم جميعاً، هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي الى بعض المواساة، للعائلات وكذا لأولئك الذين قاتلوا وضحوا بأنفسهم وأولئك الذين ضحوا من أنفسهم كي تتاح الصفقة.
كثيرون وطيبون، بما في ذلك مسؤولون في الائتلاف يصعب عليهم ان يفهموا قرارات نتنياهو. فهو لم يجعل إسرائيل قوية. بل جعلها اضعف بكثير.
لم يبادر الى أي شيء. كل ما كان يمكن لإسرائيل ان تفعله بمبادرتها وتكسب الكثير من النقاط، اضطر نتنياهو لأن يفعله في أعقاب الضغط. لا يوجد خطأ استراتيجي واحد تنازل عنه نتنياهو، وهذا مغيظ أكثر لأنه ينبغي للمرء ان يعاني من العمى المطلق كيف يفهم بأن الرأي العام العالمي لن يبقى غير مبال لمشاهد الدمار والخراب من قطاع غزة.
ودرءاً للشكوك، فان حماس، وفقط حماس، هي التي تتحمل المسؤولية عن الخراب. لكن حتى في هذا الموضوع فشلوا. لأن الرأي العام في العالم يتهم إسرائيل وليس حماس. وكان ينبغي ان يكون المرء أعمى كي لا يفهم بان هذا سيؤثر على الإدارة الاميركية. لكن لنتنياهو أذنين وهو لا يسمع بهما. عينين ولا يرى بهما. عقلاً وهو يرفض أن يفهم. ذات مرة قيل عن جيراننا انهم لا يفهمون الا لغة القوة. فبدلنا الأدوار. اليوم، نتنياهو هو الذي لا يفهم الا لغة الضغط.
الموضوع هو أنه عندما يدور الحديث عن الضغط، لا يكون بايدن فقط هو الذي يوجد في الصورة. يوجد في داخلها بن غفير وسموتريتش أيضاً. وهما يهددان منذ الآن. بن غفير يسارع الى الانتخابات لأنه يتنافس على خانة الليكود. هذه ليست المفاجأة. فبعد أن دار نواب من الليكود ليرقصوا حوله في مؤتمر الاستيطان المتجدد في قطاع غزة، هم أشاروا الى الاتجاه الجديد. يوجد لهم زعيم. وهم لا يكتفون بإخفاقات نتنياهو، هم يريدون بن غفير. هذا محزن، هذا مخيف، هذا خطير. لكن هذا هو الواقع.
رغم موقف اليمين المتطرف، يمكن التقدير بأنه توجد أغلبية في الحكومة، في الكابنت الموسع وكابنت الحرب لإقرار الصفقة. سمعنا امس وزير الدفاع يوآف غالنت. هو مع. لكن ستكون مفاجأة، كما يمكن التقدير، إذا أقرت حماس الصفقة. فهي تحصل على مطالبها حتى بدون صفقة. إسرائيل في عزلة دولية. التظاهرات المؤيدة لحماس تتواصل. تواجد الجيش الإسرائيلي في القطاع هو بين صفري ورمزي. مخربو حماس الذين هزموا يعودون الى كل مكان يخليه الجيش الإسرائيلي. الزمن يعمل في صالح حماس. فلماذا يسارعون؟
في هذه الظروف، فإن إسرائيل هي التي تحتاج لأن تسارع. الحسم مرة أخرى هو بيد نتنياهو. هو سيخنع للضغط. السؤال هو فقط ضغط من. ضغط بايدن أم ضغط بن غفير؟ على نتنياهو أن يقرر. لكن بعد كل شيء ورغم كل شيء، فإن قراراً مؤيداً للصفقة هو أسوأ الشرور. كانت فرص لا حصر لها في الأشهر الأخيرة لإيصال إسرائيل الى وضع افضل بكثير. لكن الاستراتيجي الأسوأ في تاريخ الدول نجح في إيصال الدولة وإيصال نفسه الى درك أسفل غير مسبوق. ولا يزال، على أمل أن تكون مصلحة الدولة لها معنى، فهذه فرصة نتنياهو ليصلح قليلاً، قليلاً فقط ويسمح بالصفقة.