ترجمات عبرية

يديعوت: نجاح القوة، قيود القوة

يديعوت 9/6/2024، ناحوم برنياع: نجاح القوة، قيود القوة

الفرح بتحرير أربعة المخطوفين مضاعف. أولا، خرجوا من أسر ليس ثمة أصعب وأخطر منه؛ وثانيا، تحرروا وهم يسيرون على أقدامهم؛ وثالثا، قواتنا انقذتهم من هناك في عملية جريئة، ذكية، تبعث على الفخر؛ ورابعا، عدنا لبعض ساعات من التوافق الوطني من الحائط الى الحائط، توافق يستند ليس الى نزعة الثأر او القلق الوجودي بل الى التكافل الاجتماعي والاعتراف بالخير. من لم يفرح لمشهد الناجين الذين نزلوا من المروحية العسكرية؛ من لم يفرح لمشهد العائلات التي تعانق اعزاءها من جديد.

لقد علمتنا العملية بضعة أمور أخرى ينبغي ان تقال حتى لو لم تكن مفرحة. أولا، يتبين الجيش الإسرائيلي بكل فخاره بالعمليات المبادر اليها والتي توظف فيها استخبارات نوعية وتخطيط دقيق – والمسؤولية عنها تسلم الى وحدات خاصة مدربة جيدا، موجهة الى المهمة. وهو اقل جودة في الأوقات العادية، في الأيام المعتادة. العملية الناجحة امس والفشل الرهيب في 7 أكتوبر يجلسان على قطبي محور واحد: هذا الجيش الإسرائيلي وذاك الجيش الإسرائيلي. أحيانا يدور الحديث عن القادة ذاتهم. 

ثانيا، الجهد الاستثنائي التي بذل في انقاذ أربعة المخطوفين أمس والثلاثة الذين انقذوا من قبل يذكرنا بقيود القوة. يوجد في هذه اللحظة في غزة قرابة 120 مخطوفا. وحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي فان نحو نصفهم على قيد الحياة. لا توجد طريقة لانقاذهم جميعهم ولا حتى معظمهم – في عمليات عسكرية. اذا كان ثمة احد ما يؤمن بان العملية أمس تعفي الحكومة من صفقة فانه يعيش في فيلم. العكس هو الصحيح. الفرح على انقاذ الأربعة يجسد فقط بالملموس الحاجة الى الصفقة، ثمة من ينبغي انقاذهم وجميل ساعة مبكرة اكثر. 

ثالثا، في المظاهرات امام الكريا امس، مظاهرات معارضي الحكومة ومظاهرات عائلات المخطوفين، كان يبدو أن الرسائل تتحد في رسالة واضحة واحدة: صفقة الان. الإنساني تغلب على السياسي، الملح تغلب على الأقل الحاحا، الصرخة تغلبت على الاحتجاج. الصفقة معناها وقف القتال: لا توجد صفقة أخرى. لا يمكن تأييد الصفقة واستمرار القتال في الوقت نفسه. 

رابعا، العملية لم تعفي احد من المشاكل التي تواجهها إسرائيل منذ 7 أكتوبر؛ لا المشكلة في الشمال؛ لا المشكلة في غزة، ولا جملة المشاكل التي تهدد إسرائيل في الساحة الدولية. في كل واحد من هذه المواضيع تواصل الحكومة الغرق في الحفرة التي حفرتها لنفسها. لن يضر العودة في هذا السياق الى المشورة الخالدة لدنيس هيلي، الذي كان وزير الدفاع البريطاني: “عندما تكون في حفرة، كف عن الحفر”. 

خامسا، توقيت العملية اثبت للمرة الالف لماذا محظور على السياسيين ان يوقعوا الإنذارات على انفسهم. لقد اخطأ غانتس بالتفكير بانه من خلال الإنذار سيقنع ناخبيه بانه ليس هو الذي هجر نتنياهو بل نتنياهو هو الذي هجره. وفي النهاية علق مع انسحابه في السبت غير الصحيح، اجله اضطرارا وترك نتنياهو ان يعرض عليه بفروسية ان يبقى. غانتس يخرج من الحكومة وهو اصغر مما دخل اليها. 

سادسا، نتنياهو جدير بالتقدير على اقراره العملية؛ يمكن أن نفهم لماذا سارع في ذروة السبت وسافر الى مستشفى شيبا لسلسلة صور مع المخطوفين الذين انقذوا ومع اقربائهم. السياسيون يعيشون على البشائر الطيبة. وعندما وقعت له فرصة، بعد ثمانية اشهر من البشائر الصعبة جدا، قفز عليها بكل القوة.

شيء واحد يصعب علي أن افهمه: ما هي مكانة السبت في حكومة نتنياهو. اذا كان مسموحا تدنيس السبت – ليس فقط رئيس الوزراء بل كل كتيبة مساعديه وحراسه – من اجل صورة علاقات عامة ومن اجل استباق سياسيين منافسين بعدة ساعات، فلماذا عندما يدور الحديث عن بناء جسر قطار حيوي محظور حظرا باتا تدنيس السبت. على حد قول سوليل بونيه، الشركة التي تبني الجسر فوق طريق واحد، فان القرار لتقسيم العمل عرض للخطر حياة المسافرين في الطريق وضخم الثمن. على حد قول وزيرة المواصلات فان الحظر مبرر “لأننا دولة يهودية”. وانا اسأل: اين الحريديم؟، اين هم ليصرخوا من فوق منصة الكنيست، اين التهديدات بالانسحاب. لماذا، هل السبت مقدسة للعلمانيين فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى