ترجمات عبرية

يديعوت: نتنياهو حسم أمره واختار الكهانيين

يديعوت 10-6-2024، ناحوم برنياع: نتنياهو حسم أمره واختار الكهانيين

عشية انسحاب المعسكر الرسمي من الحكومة أخذ نتنياهو غانتس إلى حديث. لماذا تنسحبون، تساءل. لقد فعلت كل ما أردتم. أردتم خطة نحو اليوم التالي في غزة؟

أقررت مشروعاً تجريبياً لإدارة ذاتية في قرية في غزة، أردتم صفقة لتحرير المخطوفين؟ وافقت على منحى لصفقة مخطوفين، أردتم أن يعالج الوضع في يهودا والسامرة؟ قلت فليعالج الوضع في يهودا والسامرة، أردتم قانون تجنيد جديداً؟ قلت حسناً، تعالوا نتحدث عن قانون تجنيد جديد.

ظاهراً، كان ينبغي لغانتس أن يقول كل الاحترام لك، سيدي رئيس الوزراء، كلمتك هي كلمة. سنبقى في حكومتك إلى الأبد. لكن غانتس يعرف الحقائق.

الخطة لليوم التالي هي مشروع تجريبي وافق نتنياهو على فعله في العطاطرة، قرية صغيرة، عملياً حي، في الطرف الشمالي من القطاع، أمام الحدود الشمالية ونتيف هعسرا.

ليست هذه هي الخطة التي ستسقط في اليوم التالي حكم حماس وتعطي مستقبلاً لغزة.

المنحى لتحرير المخطوفين أقر بالفعل في كابينيت الطوارئ.

نال تأييد كل واحد من أعضاء الكابينيت، بمن في ذلك نتنياهو. لكن في اللحظة التي نشر بايدن المنحى تراجع نتنياهو عنه.

الوضوح أخافه، سموتريتش وبن غفير أخافاه. في الأسبوعين الأخيرين توجه غانتس بضع مرات إلى نتنياهو وطالبه بطرح المنحى على التصويت في الكابينيت الموسع.

نتنياهو رفض. بل إنه حتى أعرب عن الصدمة من مجرد الفكرة.

الضفة الغربية هي برميل مادة متفجرة توشك على الانفجار.

المشكلة تبدأ بالوضع الاقتصادي: الحكومة تمنع العمال الفلسطينيين من العمل في إسرائيل؛ سموتريتش يوقف تحول أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة.

هذان هما المصدران الأساسيان لمداخيل السكان في الضفة. فبالتوازي تتعاظم أعمال عنف فتيان اليمين في المناطق الفلسطينية.

بن غفير وسموتريتش، كل واحد في مجال مسؤوليته، يعطيان العنف إسناداً.

بن غفير يضيف نصيبه في تصريحات تحريضية في موضوع الحرم.

الضائقة الاقتصادية، العنف والإرهاب هي أدوات في تحقيق رؤية الوزيرين الكهانيين، رؤية الطرد. رغم إخطارات الجيش والشاباك، نتنياهو لا يتدخل.

بالنسبة لقانون التجنيد، لا مشكلة في الحديث عنه، لكن طالما كان نتنياهو رئيس وزراء فلن يكون تجنيد.

الحلف مع الأحزاب الحريدية، مع الشارع الحريدي، هو سترته الواقية.

فهل ظن نتنياهو أن غانتس سيشتري هذه القصص؟ مشكوك جداً. لكن يخيل أنه لم يعد يهمه إذا كانوا يصدقونه أم لا. فهو يعيش بفقاعته، تحكمية، منقطعة، منغلقة الحس.

غانتس وآيزنكوت لا يتميزان على نحو خاص كسياسيين – بالتأكيد مقارنة بنتنياهو – لكنهما ليسا تهكميين.

ليس بعد. يحتمل أن يكونا أخطآ عندما انضما إلى الحكومة في بداية الحرب، بالتأكيد أخطآ عندما لم ينسحبا قبل شهرين – ثلاثة أشهر، عندما فقدت الحرب زخمها ونتنياهو أحبط استمرار تحرير المخطوفين.

أحد أسباب الانسحاب الآن هو أنه كان صعباً عليهما أكثر فأكثر التسليم بالكيان الكاذب الذي فرضه عليهما رئيس الوزراء.

سبق الانسحاب الكثير من وجع البطن. توجد تفسيرات مختلفة من أوجعه بطنه أكثر، غانتس أم آيزنكوت، لكن يخيل أن هذا ليس الأساس.

فقد قيض على نتنياهو أن يحسم بين ميلين متعاكسين: واحد يقول استمرار القتال في القطاع وفي الشمال، حتى ما يسمى نصراً مطلقاً واستمرار الحلف مع سموتريتش وبن غفير؛ الثاني يقول وقف القتال في غزة لأربعة أشهر على الأقل، تحرير كل المخطوفين، احتمال لتسوية في الحدود اللبنانية، حلف إقليمي ضد إيران بقيادة أميركا، احتمال للتطبيع مع السعودية وترميم العلاقات الخارجية لإسرائيل. نتنياهو حسم في صالح الخيار الأول.

للوزراء شرح نتنياهو أنه تلميذ أبيه الذي كان تلميذ جابوتنسكي الذي آمن بوجوب استخدام “عقيدة الضغط” تجاه الحكومة البريطانية. وهو سيستخدم عقيدة الضغط تجاه الولايات المتحدة. أما الوزراء فقد ابتلعوا الابتسامة.

لم يجتهد نتنياهو على نحو خاص لإبقاء الوزيرين في حكومته: في البداية استخف بالإنذار؛ في النهاية حث غانتس بنصف فم. لعله افترض عن حق أن الموضوع ضائع.

وزراء المعسكر الرسمي يمكنهم أن يواسوا أنفسهم بالفعل الأول وبالفعل الأخير لولايتهم. الأول كان في 11 أكتوبر حين منعوا إقرار الخطة التي أيدها غالانت والجيش لفتح خطوة عسكرية مبادر إليها، بعيدة الأثر، في لبنان.

الإدارة الأميركية ضغطت في الاتجاه إياه وهكذا فعلت أيضاً محافل في جهاز الأمن.

فقد التقوا في ذاك الوقت بنتنياهو آخر: مفزوع من كارثة 7 أكتوبر، مكتئب، مشلول.

الفعل الأخير كان القرار في كابينيت الطوارئ لتبني المنحى المتطور لصفقة مخطوفين. عائلات المخطوفين، وكذا غانتس وآيزنكوت سارعوا لتسمية المنحى على اسم نتنياهو. المناورة شوشت ولبضعة أيام البيبيين: هل نتنياهو مع منحى بايدن أم ضده؟

الانسحاب سيجعل صعباً الحوار بين نتنياهو وحكومات أجنبية، وأساساً مع الإدارة الأميركية.

فقد فقدَ ورقة تينه. وهو سيضع سموتريتش وبن غفير في الاختبار: هما أيضاً فقدا أوراق تينهما.

وهو يبقي غالانت ورئيس الأركان وحدهما، أمام حكومة لا تعرف ما هي المسؤولية.

توجه غانتس لغالانت في خطاب الانسحاب كان دعوة علنية للانضمام إلى المنسحبين. لست متأكداً من أن غالانت فرح للثناء الذي أغدقه عليه غانتس.

الجيش سيواصل القيام بعمله، لكن الشروخ التي بدأت تظهر في قوات الاحتياط، وفي الجيش الدائم أيضاً، ستتسع.

حكومة اليمين الكامل تجدد أيامها. وكذا التمرد ضدها يتجدد، مع صرخة العائلات على رأسه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى