يديعوت: موضوع محظور أن يشطب عن جدول الاعمال وهو تغيير الحكم في إسرائيل
يديعوت 29/5/2024، سيما كدمون: موضوع محظور أن يشطب عن جدول الاعمال وهو تغيير الحكم في إسرائيل
ثمة موضوع محظور أن يشطب عن جدول الاعمال وهو تغيير الحكم في إسرائيل. نحن على شفا هاوية. كل يوم إضافي تتولى فيه هذه الحكومة فانها تدهور الدولة، اقتصاديا، امنيا، دوليا وداخليا. الحرب في رفح تتعمق وتزيد عداء العالم. الضفة على شفا الغليان والشمال فارغ من السكان مع صفر اكتراث ومساعدة من وزراء الحكومة. لهذه الدرجة بحيث أنه في بلدة مرغليوت اعلنوا أول أمس عن فك ارتباطهم عن دولة إسرائيل. نحن نريد قطيعة مطلقة على الجيش وعن الحكومة، اعلن رئيس لجنة البلدة ايتان دافيدي. لا احد يخرج ولا أحد يأتي. على حد قوله، لا حاجة للبلدة أن تحمي نفسها من حزب الله بل من حكومة إسرائيل.
فهل يوجد دليل أفضل على انعدام الثقة بقدرة الحكومة على الاهتمام بسكانها، من رغبة بلدة فك ارتباطها عنها؟ واذا لم يكن هذا بكاف، فلكل هذا اضيفت هذا الأسبوع نار من سلاح اوتوماتيكي لمخربي حماس على بلدة بات حيفر.
هذا لم يعد غلاف غزة، هذا غلاف نتنياهو.
والمخطوفون. ماذا يمكن أن نقول اكثر عن مدى التخلي، الهجران، عدم الاكتراث وانعدام الحس. عن الرغبة لتسويف الوقت، لتمديد الحرب لاعتبارات شخصية على ظهر المخطوفين والجنود.
يمكن ان نقول منذ الان باستقامة: هذه الحكومة غير قادرة على ان تضمن أمن سكانها. لا حاجة للذهاب بعيدا بعد أن تقرر إعادة سكان سديروت والغلاف الى بيوتهم، لا يوجد يوم لا تطلق فيه هناك رشقات صواريخ. وفي يوم الاحد ظهرا ركض سكان غوش دان، بما في ذلك هوت هشارون ورعنانا الى المجال المحصن بسبب صافرات وانفجارات صواريخ اطلقت من رفح. من لا يزال يتحدث عن “نصر مطلق” او عن “خطوة” عن النصر، فليفحص جيدا أي قناة تلفزيونية يشاهدها. باستثناء قناة البيت التي يعترف فيها المذيع بنفسه بانه أداة لنقل رسائل رئيس الوزراء – ليس هناك من لا يعرف ان هذه الحرب خسرناها في 7 أكتوبر، وكل يوم يمر منذئذ يجعل هذا الفشل ملموسا إذ كيف يمكن الانتصار حين لا يتحدث رئيس الوزراء ووزير الدفاع الواحد مع الاخر، وحين تكون في داخل كابنت الحرب خلافات رأي، إنذارات وترددات انسحاب حين يكون الاحتمال لاعادة المخطوفين احياء يتبدد من يوم الى يوم.
اذا كنا تحدثنا في البداية عن لجنة تحقيق رسمية لفحص احداث المذبحة ومنذ ذاك السبت إياه أضيفت الى ذاك القصور قصورات عديدة أخرى، تبرر لجنة تحقيق رسمية أخرى: كيف حصل أن الأرض التي بدأت للأسباب الأكثر عدالة، أصبحت في غضون بضعة اشهر خىلافا ممزقا ومقسما في داخل إسرائيل. الحرب التي بدأت مع الشرعية في كل العالم ونجحت في أن تجعلنا منبوذين حتى في نظر الولايات المتحدة وأوروبا. كيف حصل انه رغم المرافقة القانونية الملاصقة والجهاز القضائي المقدر – وصلنا الى المحكمة الدولية في لاهاي. كيف حصل أنه بعد ثمانية اشهر من القتال لم ننجح بالقضاء على منظمة إرهاب رغم خطابات التبجح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع. وكيف حصل، وهذه هي الكيف الأكبر اننا لم ننجح بعد في إعادة المخطوفات والمخطوفين الى الديار.
في البداية كانت لا تزال جدالات حول هل ينبغي أن ننتظر نهاية الحرب، أن نسمح لغانتس وآيزنكوت للتأثير في كابنت الحرب. اما اليوم فقد بات واضحا بانه لا يوجد ما ننتظره. لئن كان هذا متعلقا بالحكومة الحالية فان الحرب لن تنتهي. ليس قبل الانتخابات في أكتوبر 2026، هذه اذا ما جرت أصلا انتخابات فيما ان الانقلاب النظامي يواصل النبش من تحت الرادار. والسؤال هل ننتظر غانتس وآيزنكوت كي يقودا المعسكر لتغيير الحكومة، فان هذا تقريبا هو مثل أن ننتظر غودو.
في هذه الأيام يتبلور انتظام لرؤساء أحزاب يعملون لاجل اسقاط الحكومة. صباح الخير الياهو، حان الوقت. اللقاء الرسمي الأول سيعقد اليوم بين لبيد، ليبرمان وساعر. فرضيتهما هي انه بدأ العد التنازل. غانتس وايزنكون سيضطران للخروج قريبا من الحكومة. غانتس بدأ ينخفض في الاستطلاعات، بما في ذلك في أوساط مصوتيه، بحيث أن دافعه الأساس للبقاء آخذ في الانهيار. تصريحات آيزنكوت هذا الأسبوع في مداولات سرية في لجنة الخارجية والامن من حيث ان هناك حاجة لان نعرف كهدف انهاء الحرب في رفح ندفع قدما بصفقة مخطوفين ونوقف النار بقدر ما يلزم من وقت – تشهد (ربما) على انه قريب من اللحظة التي يكون فيها مطالبا بان يحل التضارب الذي بين مواقفه وبين بقائه في الائتلاف.
النية من اللقاء ليست إقامة حزب، بل بناء اطار في الكنيست لاسقاط الحكومة. محاولة توسيع الدوائر ضدها، فيما تكون البداية بالكتل في الكنيست.
الوضع المثالي هو تغيير الحكومة في اطار هذه الكنيست، أي احداث تحول في داخل الكنيست القائمة في ظل إيجاد اغلبية في داخل الليكود تريد الإطاحة برئيس الوزراء. اذا ما وجد 17 نائبا، أي نصف العدد الحالي لليكود في الكنيست، فانه يمكنهم أن يأخذوا معهم حتى اسم الحركة ويصبحوا الليكود الجديد.
في مثل هذه الحالة، كما شرح ليبرمان، مع ليكود طبيعي، يمكن بناء حكومة بديلة. واذا لا، هو يقول، سنفحص إمكانية القانون لحل الكنيست الذي توجد فيه حاجة لعدد اقل بكثير من النواب من الليكود ممن يفهمون بان رسالتهم الان هي انقاذ الدولة.
بالتوفيق: احتمال إيجاد 17 من أعضاء الليكود يوافقون على اسقاط نتنياهو هو صفري. تعالوا نبدأ بخمسة.