ترجمات عبرية

يديعوت: من ضد الدولتين؟

يديعوت 2/6/202سيفر بلوتسكر: من ضد الدولتين؟

الاعتراف ليس عقابا

حسب الرأي السائد في الدول الأوروبية التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطينية، فان عملية الاعتراف تعاقب إسرائيل على حربها ضد قطاع غزة وتمس بمصالحها الحيوية. ويعزز الانطباع ردود الفعل الغاضبة من جانب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وحتى قادة المعارضة. غير أن هذا تفسير مغلوط: فالاعتراف الدولي المنتشر بـ “دولة فلسطينية” بالذات يخدم المصالح الإسرائيلية الحقيقية، جيد لاستراتيجيتنا الأمنية القومية ويعزز الايمان بعدالة الصهيونية. بالمقابل فانه سيء للغاية لحماس ولفروعها. هو ليس جائزة للارهاب بل، على اقل تقدير، غرامة على الإرهاب. لماذا؟ لانه في بيانات اسبانيا، ايرلندا والنرويج كتب صراحة بانها تعترف بدولة فلسطينية فقط الى جانب دولة إسرائيل، وبشرط أن تعيش معنا “بسلام وأمن”.

وفقا للصهيونية

بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لا يوجد إذن اعتراف بسيطرة فلسطينية “من النهر وحتى البحر” توجد صيغة تتوافق ونهج التيار المركزي في الصهيونية، ذاك الذي قبل منذ 1947 مشروع التقسيم ونهج حكومات إسرائيل على اجيالها. بيغن، في اطار اتفاقات السلام مع مصر وقع على وثيقة تعترف بـ “حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني” ووافق على أن يقام في المناطق حكم ذاتي فلسطيني لفترة انتقالية. نتنياهو بنفسه عانق بحماسة خطة السلام لترامب في 2020 والتي في مركزها دولة فلسطين على ارض موازية تقريبا بـ 100 في المئة مساحة المناطق التي احتلت في 1967.

ومن يعارض؟ الفلسطينيون

من بثبات، عناد وضياع يرفض حل الدولتين اللتين تعيشان الواحدة بجانب الأخرى بامن وسلام هم تلك منظمات الإرهاب الفلسطينية التي تغرق بالدم كل مبادرة سياسية تقوم على أساسها. من ناحيتهم لا يوجد الا حل واحد للمواجهة المتواصلة وهو محو إسرائيل وطرد اليهود. اليهم ينضم بشكل دائم المتظاهرون الصاخبون بمؤسسات التعليم العالي وفي المدن الغربية ممن لا يدعون الى تبني حل الدولتين او يلوحون باعلام فلسطين الى جانب اعلام إسرائيل. لو حاول أناس السلام في جامعات رائدة في الولايات المتحدة، بريطانيا، ايرلندا، النرويج واسبانيا مثلا، جمع تواقيع بروفيسورات ونشطاء يشاركون في المظاهرات على نداء في صيغة بيانات الاعتراف الصادرة بالدولة الفلسطينية فانهم كانوا سيطردون مكللين بالعار كـ “عملاء الحركة الصهيونية”. وبما يتناسب مع ذلك لو كانت لحكومة إسرائيل سياسة خارجية وامن تمليها مصلحة قومية وليس مصلحة ائتلافية، لكانت ردت على بيانات الاعتراف بالدولة الفلسطينية بـ “ايجاب حذر”، تحفظت عن توقيتها لكن رحبت بجوهرها الصهيوني الواضح. غير أن نهج الدولتين يرفضه رفضا باتا المسيحانيون المتطرفون في ائتلاف نتنياهو، ممن يمسكون بها من عنقها.

حلف المتطرفين

معقول ان نتوقع من الخطاب الاستثنائي للرئيس الأمريكي بايدن والذي كشف فيه وتبنى المقترح الإسرائيلي الأخير لصفقة المخطوفين في قطاع غزة ان يجر انتقادا حادا من جانب دوائر اليسار المتطرف، من جانب مؤيدي وعاطفي الإرهاب على انواعهم ومن جانب المسيحانيين في حكومة إسرائيل. حلف المتطرفين على جانبي الطيف الأيديولوجي هو ظاهرة تاريخية معروفة وخطيرة. وتفيد التجربة المريرة بانه في محيط التوتر والقلق يصبحون فجأة هم الأغلبية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى