ترجمات عبرية

يديعوت: من المشكوك فيه أن تنجح إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب

يديعوت 2023-10-30، بقلم: ناحوم برنياع: من المشكوك فيه أن تنجح إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب

قرار الشروع في حملة برية في غزة معقول تماماً، من ناحية عسكرية ومن ناحية سياسية على حد سواء. فمن خلف القوات التي دخلت إلى القطاع يقف الإسرائيليون كلهم، على أمل أن ينجحوا. ليتهم يصفون كل كبار مسؤولي “حماس”، ليتهم يبيدون كل مخازن سلاحها ومواقعها العسكرية. ليتهم يعودون من هناك بالحدى الأدنى من المصابين، دون أن يتورطوا. إذا ما محت الحملة حكم “حماس” عن أرض غزة فستكون في ذلك بعض المواساة، بعد القصور الرهيب في 7 تشرين الأول، في ظل الفقدان، وفي ظل الغضب.

هذه أيام محملة بالمصائر. وكما قال رئيس الأركان، أول من أمس، فإن لكل قرار يتخذ يوجد ثمن، في كل قرار توجد مخاطرة. توجد هنا مسؤولية جسيمة. حذار أن نحسد أصحاب القرار.

إن مهمة الإعلام في بداية الحرب هي أداء المهمة كمجندة تسير على رأس الفرقة الموسيقية العسكرية الإسرائيلية وتقرع بصوت عالٍ. فالحماسة لا تعرف الحدود، والتوقعات تصل إلى السماء، وهكذا كان وهكذا سيكون. بعد ذلك يأتي الندم.

سأحاول أن أعرض هنا بضع ملاحظات على هامش نداء القتال العام.

على حد فهمي، فإن الخطوة البرية أكبر من الطريقة التي عرضت فيها ليلة السبت، وأصغر من الانطباع الذي خلقه نتنياهو، غالانت، وغانتس في مؤتمرهم الصحافي، أول من أمس. فهي أوسع، بلا قياس من التوغلات إلى داخل أراضي القطاع في الأيام السابقة، مع ذلك هي بعيدة جداً عن أن تكون “حرب الاستقلال الثانية”، كما ادعى نتنياهو وزملاؤه في الكابينيت.

ففي “حرب الاستقلال” قاتلت إسرائيل في سبيل وجودها. أما الآن فهي لا تقاتل في سبيل وجودها. بل تقاتل كي تعيد المخطوفين، وكي تزيل التهديد من جانب منظمة “إرهاب إجرامية”، وترمم قوة ردعها تجاه أعداء في المنطقة. هذه ثلاث مهام ثقيلة من المشكوك فيه أن تنجح الحكومة في تحقيقها.

“مهمتي العليا”، قال نتنياهو، أول من أمس، “هي إنقاذ الدولة”. لقد أخطأ. نتنياهو ليس باتمن وإسرائيل ليست غوثم. شكراً، لا حاجة.

لا تستهدف الخطوة البرية الدفع قدماً بصفقة المخطوفين. يحتمل أن يدفع الضغط المتزايد على “حماس” قدماً بالصفقة كما يأملون في الجيش، ويحتمل أن يؤجلها، ويحتمل ألا يؤثر عليها على الإطلاق. كل تقدير في هذا الموضوع صحيح، وكل تخمين جيد.

من ناحية عملياتية فإن العملية البرية هي خطوة منفصلة: ليس لها، في هذه المرحلة على الأقل، علاقة بتحرير المخطوفين.

في اللحظة التي قرر فيها الكابينيت إقرار العملية يكون حدد سلم الأولويات: بداية ضرب “حماس”، وبعد ذلك المخطوفين. قيل للعائلات إن سلم الأولويات معاكس: أولاً المخطوفون، بعد ذلك دخول بري.

يحتمل أن يكون قرار الدخول بقوة كبيرة إلى غزة مبرر. فالمفاوضات بوساطة قطر وبرعاية الأميركيين لم تنضج، والإحساس لدى بعض المحافل كان أن المفاوضات لا تستهدف إلا إفلات “حماس” من العملية البرية للجيش الإسرائيلي.

ما ليس محقاً هو زرع أوهام في عيون العائلات وعيون الجمهور. اجتازت الثقة تجاه الحكومة وقيادة الجيش هزة كبيرة في 7 تشرين الأول. ليس صائبا مواصلة تقويضها.

استسلم نتنياهو، أول من أمس، لضغط العائلات ووافق على استقبالها. فقد تصرف على نحو صائب.

توقعت أن يشارك في اللقاء السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، وربما رئيس الأركان أو نائبه. فبعد كل شيء، المخطوفون (التقدير في هذه اللحظة هو أن عددهم يصل إلى 240 وربما أكثر) وصلوا إلى غزة بذنب الدولة.

هؤلاء ليسوا أقرباء نوعاما يسسخر، التي اعتقلت في روسيا لحيازة مخدرات وتطلب العودة إلى الديار. هم لم يأتوا ليطلبوا الرحمة أو ليتلقوا العناق، هم جاؤوا ليطالبوا بالمسؤولية.

لم أفهم ماذا تفعل في مثل هذا اللقاء عقيلة رئيس الوزراء وماذا تفعل هناك ميري ريغف. أخشى أن يكون نتنياهو لا يزال لا يفهم الحدث.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى