يديعوت: منع المساعدات يقوم على أساس خاطىء أن الاقتصاد يؤثر على قرارات حماس

يديعوت احرونوت 6/5/2025، سيفر بلوتسكر: منع المساعدات يقوم على أساس خاطىء أن الاقتصاد يؤثر على قرارات حماس
نحو ثلاثة أشهر من منع المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة ليس فقط لم تحرك ما تبقى من قيادة حماس عن موقفها المتصلب في مسألة المخطوفين، بل بالذات صلبته، مثلما اعترف مؤخرا رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب. من ناحية إسرائيل، فان القرار بـ “اغلاق المساعدات” لغزة كان بائسا، غير ناجع وغير أخلاقي. فقد استند الى المفهوم المغلوط الذي انكشف في 7 أكتوبر، أي ان بوسع وسائل اقتصادية، إيجابية او سلبية، التأثير على سلوك منظمة إرهاب إسلامية متطرفة. ليس للاقتصاد قوى تأثير كهذه.
على مدى السنين التي سبقت 7 أكتوبر ادعت محافل التقدير الأمنية – السياسية الأعلى، والى جانبها معاهد بحوث غير حكومية بان الطريق الصحيح لتعطيل عدوان حماس هو تحسين الوضع الاقتصادي للسكان الذين تعمل في اوساطهم. واستنادا الى هذا التقدير ادخل الى قطاع غزة المال من قطر – نحو 500 مليون دولار في السنة – وبالتدريج سمح لمزيد ومزيد من العمال من غزة العمل في إسرائيل. غزة بدأت تعيد بناء نفسها، مستوى المعيشة ارتفع وظهرت بوادر طبقة وسطى ميسورة نسبيا. أصحاب القرار في القدس ربتوا لانفسهم على الكتف: طريقة ترويض المارقة بواسطة المال تنجح، كما أعلنوا. حماس تحرص الان على رفاه الغزيين وتبعد نفسها عن العدوان تجاه إسرائيل.
غير أن لهذا المفهوم المتعلق “بترويض المارقة” لم يكن أساس واقعي. فالتجربة المتراكمة في العالم في القرن العشرين والواحد والعشرين تظهر ان حركات راديكالية كحماس غير معنية بتحسن اقتصادي في مناطق سيطرتها. هي معنية بالفقر، العوز والجوع للسكان المحكومين – وستعمل بلا تردد على احباط التحسن. صاغ الفكرة زعيم ثورة أكتوبر البلشفي فلاديمير لينين بقوله الشهير “كلما كان أسوأ، كان أفضل”. كلما كان وضع السكان الداخليين لمنظمة ثورة متطرفة أصعب، هكذا يكون أسهل على المنظمة نفسها العمل في داخلهم والسيطرة عليهم. للجوعى وللبؤساء لا توجد قوة او عقل للتمرد. فهم يلاحقون لقمة العيش.
حتى آذار من هذا العام نجحت إسرائيل في تصفية القيادة القتالية لدى حماس وكانت في الطريق الى النصر المنشود. الإنجاز ابتعد واختفى عندما ولدت مطالبات الوزراء بن غفير، سموتريتش ورفاقهما باسناد لا لبس فيه من رئيس الوزراء نتنياهو، الخطوة الهدامة لاغلاق المساعدات على غازة وتقليص توريد الغذاء اليه لدرجة التجويع التدريجي. ومع أن كبح المساعدات أشعل في بدايته احتجاجات محلية ضد حماس، الا انه كلما تدهور الوضع الاقتصادي، الإنساني والصحي في القطاع هكذا ضعف واختفى الاحتجاج. في الجيش الإسرائيلي فهموا بان طريقة العقاب الجماعي “لا تنجح” واوصوا بوقفها. لكن في الائتلاف الذي يسيطر عليه الوزراء المسيحانيون ورئيس الوزراء الذي غير جلدته وانضم اليهم، فان المفهوم المغلوط أصبح سياسة. وكما هو متوقع، لم يحقق شيئا غير تصعيد المعاناة.
لاجل طرد حماس من غزة مطلوب مبادرة سياسية – استراتيجية واسعة تتضمن إعادة السلطة الفلسطينية للسيطرة في القطاع. هذا خيار غير واقعي: نتنياهو، في احد الخطابات الأخيرة، أوضح لسامعيه بان من ناحيته لا فرق بين حماس والسلطة الفلسطينية في تطلعهم المشترك لابادة إسرائيل وبالتالي من ناحيته حكم السلطة كحكم حماس. بيبي، على عادته، تجاهل الحقائق (السلطة الفلسطينية اعترفت بإسرائيل، الغت الميثاق الفلسطيني، وقعت على اتفاقات معنا وتتعاون في الحرب ضد الإرهاب) ويتمسك بعالم وهمي خلقه بهراء لسانه. هذا العالم الوهمي إياه الذي يضعف فيه المال القطري حماس وتجويع غزة يحرر مخطوفين.