يديعوت – مقال – 6/3/2012 يتحدثان في الأعمال
بقلم: أورلي أزولاي
حصل نتنياهو على وعد صادق صريح من رئيس الولايات المتحدة بأن يقف الى جانب اسرائيل ويساعدها في مواجهتها لايران في المستقبل اذا اقتضى الامر ذلك بشرط ان تُمهله اسرائيل بضعة اشهر.
في اللقاء أمس بين الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي تخلى الطرفان عن الايهام. يبدو ان اوباما ونتنياهو لن يكونا صديقين. ولم يحاولوا في الحاشيتين حتى ان ينشئوا ايهام صداقة رائعة، لكنهم أكدوا انه لا مناص وانه يجب العمل معا. وتعلم الاثنان كيف يتحدثان في الأعمال.
اوباما بخلاف لقاءات سابقة لم يُذل نتنياهو، ولم يحاول نتنياهو ان يعظ اوباما أمام عدسات التصوير. وحاول الاثنان ان ينشئا حوارا موضوعيا: فبعد ثلاث سنين وقُبيل انتخابات لرئاسة الولايات المتحدة يبدو أنهما تعلما العمل معا. قال ناس حضروا اللقاء من الجانب الامريكي انه كان في الجو شيء من القتامة وان الحديث لم يتناول شؤونا شخصية. ولم يحاول أحد ان يطمس الاختلافات في الرأي.
بسط نتنياهو أمام الرئيس رؤياه عن مملكة الشر الايرانية وعرض عليه شهادات وتقديرات تقول ان المستويات العليا في ايران استقر رأيها بصورة لا لبس فيها على القضاء على اسرائيل. وتحدث اوباما عن ثمن الحروب الفظيع وأوضح انه ملتزم بأن يمنع عن ايران سلاحا ذريا لأن الولايات المتحدة لن تُمكّن من وضع يكون فيه للنظام الايراني قنبلة في المخزن، ومع ذلك فانه يُقدر بخلاف نتنياهو انه يمكن بالدبلوماسية منع ايران من احراز سلاح ذري، أو محاولة ذلك على الأقل.
كان الاختلاف المركزي بين اوباما ونتنياهو يتعلق بالبرامج الزمنية. قال نتنياهو في الحقيقة للرئيس انه لم يتخذ قرار مهاجمة ايران بل يريد فقط ان يُبين ان من حق اسرائيل ان تتخذ هذا القرار. وأوضح نتنياهو ان الساعة تتكتك بالنسبة لاسرائيل: ففي اللحظة التي تخفي فيها ايران منشآتها الذرية لن تستطيع اسرائيل مهاجمتها لأنها لا تملك المعدات المناسبة. وطلب اوباما من نتنياهو وقتا وتحدث عن بضعة اشهر. ورفض نتنياهو الالتزام، لكنه نقل الى الرئيس رسالة مطمئنة تقول ان قرار الهجوم لم يُتخذ بعد. وكان هذا بالنسبة للامريكيين التزاما يمكن في الاثناء العمل معه.
ان الرئيس الامريكي، بخطبته في “ايباك” وفي اللقاء أمس ايضا قد عرقل على نتنياهو في واقع الامر: فقد قال انه يعترف بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وهو شيء مفهوم من تلقاء ذاته ويشكل السياسة الامريكية. والتزم علنا ان يقف الى جانب اسرائيل وان يدعمها. وقدم ردا على كل خوف أو شعور اسرائيلي بالمطاردة. وبعد ان بيّن التزامه العميق باسرائيل وأمنها ترك القرار في يد نتنياهو: أيريد رئيس حكومة اسرائيل ان يخرج لمهاجمة ايران بلا دعم امريكي وبلا مساعدة امريكية وبخلاف طلب الرئيس؟.
كي تنجح عملية اسرائيلية في ايران تحتاج اسرائيل الى مساعدة امريكية. وقد وعد اوباما نتنياهو بأنه اذا انتظر الآن واعتمد عليه فسيعمل اوباما في يوم الحسم على مواجهة ايران بطريقة عسكرية. التزم الرئيس. وما كان رئيس حكومة اسرائيلي يستطيع الحصول على كتاب التزام أصدق من هذا من رئيس امريكي. وقد حاول اوباما ان يستعمل قوته وسحره وقدرته على الاقناع والحكمة السياسية لادارته كي يوقف نتنياهو ويعيق العملية العسكرية الاسرائيلية في ايران. ونجح حتى الآن على الأقل، ولوقت ما على الأقل. وكان هذا هو الشيء الأكثر تشجيعا الذي خلفه نتنياهو وراءه في البيت الابيض أمس في خضم لقاء عدم اتفاقات.