ترجمات عبرية

يديعوت – مقال – 5/3/2012 النفط أم فلسطين الوحدة الخاصة لاوباما

بقلم: أمنون شموش

المال الذي يجب أن يذهب الى المستشفيات والمدارس يذهب الى الاعداد لحرب ستخلد الدمار والفقر.

          الولايات المتحدة هي حليفتنا الاهم، ولكن حذار أن نصبح وحدته الخاصة ووحدة حلفائه، من بريطانيا وفرنسا وحتى السعودية والبحرين. ليس مجرد وحدة خاصة بل وحدة تعرف بشكل أفضل من السياسيين الذين شكلوها ما هو خير للعالم، وتحاول دوما ان تملي، تضغط وتؤثر بدلا من ان تنفذ وتؤدي التحية.

          أكتب هذه السطور في اليوم الذي حج فيه رئيسنا ورئيس وزرائنا الى البيت الابيض. على لسان الرئيس سمعنا لاول مرة الكلمة السحرية “النفط” الذي بسببه سفكت وتسفك انهار من الدماء في الشرق الاوسط. الولايات المتحدة خرجت لتوها بصعوبة من حرب النفط في العراق. تسع سنوات، مائة الف قتيل وتريليونات الدولارات التي أضعفت الولايات المتحدة – وكله بسبب النفط والسيطرة، من خلف ذريعة “اسلحة الدمار الشامل”.

          ايران أكبر حجما بخمسة اضعاف من العراق. الولايات المتحدة اكتوت وتحذر من النار. اما اسرائيل فتشعلها. مرة اخرى الوحدة الخاصة تروي للقائد عن الابادة. مرة اخرى دكتاتور شرير يهدد اسرائيل بالابادة.

          الرئيس الايراني بالفعل يكرهنا كراهية قتل، وذلك ايضا انطلاقا من اللاسامية ولكن ايضا انطلاقا من المعرفة باننا الوحدة الخاصة للامريكيين في الشرق الاوسط – وهم سيمنعونه من السيطرة على النفط في الامارات وفي السعودية والتحول الى القوة العظمى الاكبر في المنطقة. قوة عظمى نووية في الجانب السلبي من الحرب الباردة المتطورة بين الصين، روسيا، ايران وبناتها، وبين الولايات المتحدة، اسرائيل والغرب. الغرب، الضعيف والقلق.

          بيبي، باراك، بوغي وشركاؤهم – افهم واحترم قلقهم الصادق للحفاظ على هذه الدولة، ولكن يا جماعة، انتم تلعبون بالنار. فاذا كان بالفعل مجنون غير مسؤول يسيطر في ايران، فمن غير المستبعد انه في ضوء نشاطكم الحماسي سيقرر ضربة وقائية من صاروخي – ثلاثة صواريخ شهاب نحو غوش دان، مطار بن غوريون، والمنطقة التي محظور الحديث عنها. فهل انتم (نحن) مستعدون لهذا؟

          المستشفيات، التي ليس فيها مكان لمرضى الانفلونزا، ليس فيها ما يكفي من اطباء وممرضات – هل هي مستعدة لهذا؟ واذا ما هوجمنا فهل فرضيتكم هي انه لا يوجد من يستطيع ويرغب ويحاول وينجح في الرد؟ وعندها، المستشفيات ستكون مستعدة لهذا؟ يا باراك، انت تذكر العجوز من الرواق؟ هل ستبقي مكانا لجرحى الحرب التي تتحمس لان تبدأها؟

          الحقيقة البسيطة والمريرة خلف كل هذا هي أن المليارات التي كان ينبغي ان تذهب الى المستشفيات، المدارس، العجائز المرتعدين بردا والعائلات الشابة التي تكتفي بطفل واحد لانعدام مكان في بيت الجدة – المال الكبير هذا يذهب الى الاعداد للهجوم على ايران. هجوم حتى لو لم يكن، أكل افضل اموالنا وخلد فقرا لجيل ثان وثالث. هجوم اذا ما وقع لا سمح الله، سيكلفنا الدم والدموع والهزة الارضية الوطنية والدولية.

          استخباراتنا هي الافضل في العالم، ولكنها فشلت في حرب يوم الغفران، فشلت في سلاح صدام حسين، فشلت في تنبؤ نهاية الاسد قبل نصف سنة (“في غضون اسبوعين – ثلاثة اسابيع”). فهل بلغتكم عن أن الامر الاول الذي ستقوم به ايران للقنبلة النووية الاولى لديها هو الهجوم على اسرائيل؟ هل بلغتكم بان كراهية اسرائيل تفوق طمع النفط والحماسة الشيعية؟ هل بلغتكم بان هجومنا لن يجر رد فعل ثأري أليم من ناحيتهم؟ هل كل الامكانيات، كل المخاطر وكل البدائل درست في قيادة الامن القومي؟

          ملايين المواطنين في اسرائيل ليسوا هادئين، يحاولون ابتلاع الخدعة بان هذا هجوم، وليس حربا! إذ من يريد الحرب؟ نحن فقط نريد أن نهاجم ونبيد وبعدها نسافر لقضاء الاجازة والاستمتاع في المطاعم والانشاد للسلام.

          أأحد ما قال فلسطينيين؟ ايران هي “قطعة كعك” بالنسبة لميغرون. الوحدة الخاصة لا تحتاج الى مستشفيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى