يديعوت – مقال – 4/11/2012 تصريح شجاع
بقلم: روني شكيد
خطوة ابو مازن يمكن أن تبدأ الجدال وان تحرك مسيرة تسليم بالواقع وبتحول حق العودة الى حلم لن يتحقق أبدا.
حق العودة – عودة لاجئي 1948 الى بيوتهم وقراهم – تعتبر في الفكر الفلسطيني حقا مقدسا لا تنازل عنه. وهو أحد المبادىء الاهم في المجتمع الفلسطيني وأحد الحجارة الاساس الكأداء التي تعيق المصالحة والاتفاق.
يدور الحديث عن عودة 5 مليون لاجيء أكثر من نصفهم يسكنون في مخيمات اللاجئين في الضفة، في القطاع، في الاردن، في سوريا وفي لبنان – الى قراهم واراضيهم. وذلك حسب قرار الامم المتحدة في العام 1948 الذي اعترف بحق اللاجئين للعودة الى بيوتهم وتعويض من يرغب في ذلك.
في قيادة السلطة الفلسطينية، ولا سيما منذ وفاة عرفات، يوجد تسليم أكثر فأكثر بفكرة أنه لن يكون ممكنا تحقيق حق العودة. أبو مازن، في رؤية واقعية وشجاعة جدا، صرح في مقابلة في يوم الجمعة بان فلسطين من ناحيته هي الضفة، قطاع غزة وشرقي القدس. وهكذا يكون تنازل عمليا عن حق عودة اللاجئين الى قراهم ومنازلهم، وبكلماته: “انا لا اريد العودة الى صفد”.
بالمقابل فان الجمهور الفلسطيني بعمومه، وليس فقط اللاجئون، غير مستعد لان يقبل التنازل عن هذا الحق، الذي يعني ايضا التنازل عن حلم فلسطين الكاملة. ما يراه الفلسطينيون كوطن هو القرية، البيت، شجرة الليمون وشجرة الزيتون. وهم لا يتعاطون مع الوطن كمفهوم فكري. وعليه فان طلب اللاجئين ليس العودة الى اراضي السلطة الفلسطينية بل الى بيوتهم وقراهم الاصلية كما كانوا عليه في العام 1948.
هذه الفجوة التي بين القيادة والجمهور الغفير واسعة وكبيرة. خطوة ابو مازن يمكن أن تبدأ الجدال وان تحرك مسيرة تسليم بالواقع وبتحول حق العودة الى حلم لن يتحقق أبدا.
ولكن الجمهور الفلسطيني لا يزال غير ناضج لذلك، ولا سيما ليس اللاجئون. حماس وبالتأكيد جدا تعارض مثل هذا التصريح، ولا سيما بسبب ايديولوجيتها المتصلبة التي ترى في كل فلسطين أرضا حسب الاسلام محظور التنازل حتى ولو عن شبر منها وبالتأكيد ليس لليهود.