يديعوت – مقال -31/10/2012 الجموع تسير خلف الجمْع
بقلم: ايتان هابر
ان اتحاد الليكود واسرائيل بيتنا قد يكون لمصلحة الطرفين اذا أحسن بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان تدبير الامور بصورة حكيمة وصحيحة.
في منتصف ستينيات القرن الماضي كانت حال حركة “حيروت” التي هي الأم الوالدة لليكود، ممتازة – وكانت في اسوأ حال. كانت هذين الاثنين معا. فقد كان لحيروت في الحقيقة 17 نائبا في الكنيست وكان يبدو ان الحركة تتقدم رويدا رويدا نحو الحكم لكن معسكر اليسار مع مباي (42 نائبا) ومبام (9 نواب) ووحدة العمل (8 نواب) سيطر بلا عائق على دولة اسرائيل، وسارت الامور بحسب ما يتمنى. ومنعت سلطة مباي الشديدة الوطء كل اعتراض على السيطرة على الدولة وأدنى حديث عن احتمال ان تتبدل في يوم من الايام.
كان ذلك غريبا لكن سلطة مناحيم بيغن الفردية على حيروت تعرضت للخطر، فقد طلب عدد كبير من النشطاء (شموئيل تمير واهود اولمرت واليعيزر شوستيك) في الحركة بهمس على نحو عام لكن في صراخ ايضا، طلبوا استقالته بسبب اخفاقاته في صناديق الاقتراع. وبسبب ذلك وربما قبل ذلك ايضا أدرك بيغن ورفاقه أنهم اذا لم يشكلوا قوة يمينية – ليبرالية كبيرة فان أحفاد دافيد بن غوريون سيتولون رئاسة الوزراء في حين يستمر أحفاد بيغن في الصراخ في الكنيست.
تم آنذاك اتصال بالحزب الليبرالي الذي كان عدد اعضائه 17 نائبا، وفي نهاية مباحثات نشأت كتلة حيروت – الليبراليين (غاحل) التي عرضت نفسها لأول مرة في تاريخ الدولة بأنها البديل عن حكم مباي. وحتى لو لم تكن كذلك فان الكِبر قد أحدث أثرا. وللنجاح في انشاء “غاحل” خفض بيغن ورفاقه، في ظاهر الامر على الأقل، مواقف بدت متطرفة مثل “تمام الوطن”، ولجذب الليبراليين، و”الصهاينة العامين” الى شرك العسل، تخلوا لهم في شؤون الكرامة والتشريف. والحقيقة الساطعة اليوم هي انه اذا استثنينا موشيه كحلون (اجل، موشيه كحلون) من فرع دفعات اولغا في الحزب الليبرالي، فانه لا يوجد لهذا الحزب ذكر ما في الليكود لأنه تم القضاء عليه.
مهما يكن الامر فان الوحدة التي انشأت “غاحل” لم تنجح كثيرا في انتخابات الكنيست السادسة (تشرين الثاني 1965)، لكن اعضاء الكنيست الـ 26 من الكتلة الجديدة نفخوا في السياسة الاسرائيلية روحا جديدة وانشأوا انطباع انه يوجد بديل عن السلطة. وبعد ذلك، بعد ست سنوات (كانون الاول 1973)، اتسعت الكتلة وأصبحت الليكود ومنحها الجمهور 39 نائبا. لم يعد شك آنذاك في انه حزب بديل عن مباي (المعراخ) الحاكم. أما ما عدا ذلك فهو تاريخ كما يقولون. وفي انتخابات 1977 توصل مناحيم بيغن الى الحكم.
لماذا احتجنا الى هذه القصة الطويلة؟ احتجنا الى ذلك بسبب توحيد قائمتي الليكود واسرائيل بيتنا، للكنيست. ان بيبي نتنياهو وايفيت ليبرمان ليسا في الحقيقة مثل مناحيم بيغن في حينه، لكن تجربتيهما تهمسان لهما ان الولاية القادمة قد تكون لهما وبرئاستهما، لكن تنتظرهما مشكلات في الداخل والخارج ايضا. أما في الداخل ففي حزبيهما حيث يتم تصويرهما في الحقيقة حاكمين وحيدين قادرين على كل شيء، لكن “الثعالب الصغيرة تقضم الكروم”.
يقوم منهما ناس يعترضون عليهما ويهمسون بأنهم هم الورثة ويتطلعون الى زعامتهما. ويراهما غير قليلين في هذين الحزبين سياسيين ضعيفين يستعملان سياسة مستكينة. ومن يعتقدون ذلك لا يتولون مناصب في دهاليز السلطة وليسوا جزءا من الفعل السياسي والامني ولا يعرفون كيف يُقدرون مقدار الضغوط المتوقعة ولا سيما في المجال السياسي. ان نتنياهو وليبرمان، كل واحد على حدة، وهما معا يريان في البعيد الغروب السياسي المحتمل. فهما يريان الرئيس الامريكي سواء سموه اوباما أو رومني، الذي يلقي بثقله من اجل التفاوض مع الفلسطينيين، ويريان استنفاد الاهتمام “الروسي”، ويريان التعب من حكم الليكود والازمة الاقتصادية المقتربة ولهذا اتحدا معا، وهما يريان ان هذا فعل حكيم وصحيح.
ماذا يجب ان يفعلا؟ يجب ان يتنازلا بعضهما لبعض مثل مناحيم بيغن وبيرتس برنشتاين في ستينيات القرن الماضي، وان يفكرا تفكيرا واسعا وان يُضحيا بالحاضر من اجل المستقبل، وان يفكرا فينا لا في أنفسهما، وان يُنشئا كتلة كبيرة. ان الجموع عندنا تسير وراء الجمْع وهذا هو الدرس الجديد من القصة القديمة.