يديعوت – مقال – 11/3/2012 ثمانية مُحقون وواحد مخطيء
بقلم: ايتان هابر
الخطر الذري الايراني أكبر خطر يتهدد اسرائيل ويجب ان يقض مضاجع الاسرائيليين جميعا قادة ومقودين.
1- بنيامين نتنياهو محق تماما حينما ينفق معظم وقته ونشاطه وخلايا عقله على القضية الذرية الايرانية. صحيح، اذا لم يحدث شيء فان رئيس الحكومة أضاع أفضل سني ولايته على شيء لم يقع لكنه يستطيع ان يزعم دائما – وسيزعم – ان هذا لم يحدث بفضل الوقت والجهود التي بذلها. واذا حدث فلن يجديه ولن يجدي علينا أي انجاز في مركز الليكود وفي اقتصاد مستقر وناجح بل ولا انخفاض اسعار المحروقات.
يعلم نتنياهو باعتباره رئيس حكومة أفضل من كل شخص آخر في اسرائيل قدرات الدولة والجيش الاسرائيلي. وهو على يقين مستغرق قلبه ونفسه معا من انه لو عمل تشمبرلن في الثلاثينيات كما عمل تشرتشل في الاربعينيات لما ظهر هتلر. ولو ظهر لذهب من غير ان يُهلك عشرات الملايين. ونتنياهو مؤمن بأن ايران تريد حقا القضاء على اسرائيل.
2- براك اوباما محق تماما ويدرك جيدا ان عملية اسرائيلية أو امريكية على ايران ستُحدث حرب يأجوج ومأجوج وتقلب العالم رأسا على عقب. وجد اوباما نفسه في البيت الابيض يواجه حربين لم يبادر اليهما في العراق وافغانستان وهو مؤمن بأنه يمكن العيش ايضا في ظل مشروع ذري يخضع للرقابة والاشراف، وانظر مثلا: كوريا الشمالية وباكستان واسرائيل. وهو يعلم ان الحديث عن حكام غير عقلانيين في ايران، لكنه يخشى على مصيره الشخصي في انتخابات الرئاسة في أعقاب هجوم يفضي الى ارتفاع اسعار النفط.
3- رئيس الموساد السابق الذي خدم في ايران محق تماما. هذا الرئيس، لا مئير دغان، خدم سنين مبعوثا من طهران وهو يزعم ان الايرانيين على ثقة بأنهم عنصر أعلى لا يخطيء أبدا ولهذا لن يوقفهم شيء عن العمل.
4- مئير دغان محق تماما (وغابي اشكنازي ويوفال ديسكن) حينما يزعم ان قرار الهجوم على ايران لا يمكن رده وانه سيفضي الى ترتيبات عالمية مختلفة وجديدة لن تكون بالضرورة من مصلحة اسرائيل. ولهذا يرى انه يجب صنع كل شيء لاستنفاد كل الامكانات الاخرى قبل ان تقلع طائرات سلاح الجو.
5- ليون بانيتا محق تماما في اعتقاده ان هجوما امريكيا اذا حدث سيكون أنجع كثيرا من هجوم اسرائيلي، لكنه يريد جدا ألا يحدث هذا ولا ذاك. فها هي ذي الولايات المتحدة قد عاشت سنين طويلة في ظل الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي. ويعلم وزير الدفاع ان هجوما اسرائيليا على ايران قد يورط بلاده في حرب لا نهاية لها.
6- اهود باراك محق تماما حينما يؤيد موقف نتنياهو.
7- المتشائم محق تماما حينما يزعم ان العالم نسي منذ وقت دروس الحرب العالمية الثانية ومحرقة الشعب اليهودي بيقين. وهو نفس العالم الذي يرى ملايين يُذبحون في بلدان اخرى ويصمت ولا يحرك ساكنا. وهو عالم لن يحرك مؤخرته من اجل دولة تُحدث صداعا للعالم كله منذ جيلين.
وهو ينظر في المعطيات الجافة ويصاب بالذعر. فايران فيها 78 مليونا من السكان ومساحتها تزيد على مليون ونصف كيلومتر مربع وفيها نصف مليون من الجنود النظاميين. وأعلن هؤلاء الايرانيون بنيتهم القضاء على اسرائيل.
8- المتفائل محق تماما حينما يزعم ان اسرائيل ليست وحدها ويقترح قراءة صحف مخصوصة نشرت على مر السنين أنباءا عن عدد كبير – 200 وأكثر – من الرؤوس الذرية التي تملكها اسرائيل. وهو على ثقة بأننا لن نترك حجرا على حجر في المنشآت الذرية الايرانية وأن كثيرين من أبناء الشعب الايراني المتبجح ستزهق أرواحهم.
آنذاك، آنذاك فقط، سيدركون ان ليس من الجيد مناكفتنا. والعقل اليهودي سيوجد لنا كالعادة مخترعات وسيكون الهجوم نجاحا كبيرا كي يروا ويُروا. أقنبلة ذرية ايرانية؟ أنصف مليون من الجنود النظاميين؟ هؤلاء بالنسبة الينا مكسرات ونُقل للسبت.
9- المواطن الاسرائيلي مخطيء تماما حينما يظن ان الشأن الذري الايراني هو “ضجيج كبير بسبب لا شيء”. فهذا بيقين هو شأن حياتنا الرئيس في هذه الفترة ويجب ان تنحصر مواردنا كلها في إبعاد الكارثة المحتملة عن بيوتنا.
مع كل الاحترام لانخفاض اسعار جبن الكوتج وارتفاع سعر المحروقات، ومع كل القلق لرشقات صواريخ القسام التي تعود من جديد، يجب علينا جميعا وعلى قادة الدولة بيقين ان يُبكروا لنقاش واعداد لهذا الشأن الحاسم وان يناموا في وقت متأخر في الليل فقط أو ينبغي ألا يناموا لحظة واحدة في الحقيقة.