ترجمات عبرية

يديعوت – مقال – 11/3/2012 تصعيد مخطط

بقلم: اليكس فيشمان

اذا استمرت نار الصواريخ الى ما بعد نقطة امتصاص حددتها اسرائيل لنفسها، فان القيادة السياسية ستعطي ضوء أخضر لتوسيع العمليات ضد القطاع – بما في ذلك العمل البري.

          لم يكن هذا تصعيد آخر معروف مسبقا. كان هذا تصعيدا مخططا له.

          الجيش الاسرائيلي أعد في واقع الامر “كمينا”، واستعد قبل بضعة ايام للتصعيد. اذا استمرت نار الصواريخ الى ما بعد نقطة امتصاص حددتها اسرائيل لنفسها، فان القيادة السياسية ستعطي ضوء أخضر لتوسيع العمليات ضد القطاع – بما في ذلك العمل البري. 

          قيادة المنطقة الجنوبية استعدت بشكل تفصيلي قبل بضعة ايام لهذا التصعيد. سلاح الجو نشر مسبقا ثلاث بطاريات قبة حديدية وغطى سماء القطاع بمنظومة كثيفة من الطائرات المختلفة. والنتيجة تتناسب مع ذلك: باستثناء بعض الجرحى ممن أمسك بهم القصف في ملعب كرة السلة – لا توجد حتى الان صابات بالارواح وبالاملاك. فضلا عن ذلك: كل الصواريخ التي كان يفترض أن تقع في مناطق مأهولة تم اعتراضها. الميزان العسكري المثير للانطباع هذا يسمح اليوم للقيادة السياسية بمرونة وبقدرة على اتخاذ القرارات بحرية معفية من الضغط الداخلي والدولي.

          وبالفعل، التعليمات للجيش تقول: اذا استمرت نار الصواريخ خلف نقطة الامتصاص التي حددتها اسرائيل لنفسها، فسيعطى ضوء اخضر للجيش الاسرائيلي لتوسيع نشاطه ضد القطاع، بما في ذلك النشاط البري. وستتأثر “نقطة الامتصاص” من كمية المصابين ومن قدرة صمود مليون ونصف مواطن اسرائيلي، من سكان جنوب البلاد، ممن شلت حياتهم اليومية.

          احداث نهاية الاسبوع هي نتيجة مباشرة لدروس استخلصها الجيش من الاخطاء التي ارتكبت في آب 2011 وأدت الى مقتل ثمانية مواطنين اسرائيليين على الحدود الاسرائيلية – المصرية. في حينه أوصت المخابرات باحباط مركز في غزة لمخططي العملية في محاولة لمنعها، رغم أن المعلومات الاستخبارية عن الخلية كانت جزئية. هذا لم يتم، كي لا تشعل المنطقة، واسرائيل دفعت ثمنا باهظا لقاء ذلك. هذه المرة قادت المخابرات الحملة للاحباط المركز لزهير القيسي، الذي وقف على رأس العملية التي خطط لان تنفذ هذه الايام على طريق 12 الى ايلات. في حينه، في 2011، بعد بضع ساعات من العملية صفت اسرائيل رئيس الجناح المركزي في اللجان الشعبية، كمال النيرب، وقيادة المنظمة وتصدت لاربعة ايام قتالية قادتها اللجان الشعبية والجهاد الاسلامي، وفي اثنائها اطلق 160 صاروخا على مدن الجنوب وعشرات قذائف الهاون. هذه المرة من اللحظة التي صدرت فيها التعليمات للعثور على القيسي ومنع العملية استعد الجيش مسبقا لامتصاص كتلة من الصواريخ ولعدة ايام من القتال في ظروف مريحة له، مثل السماء الصافية في النهار وفي الليل.

          درس آخر من الماضي طبق في احداث نهاية الاسبوع هو تغيير تكتيكات تشغيل بطاريات قبة حديدة، والذي أدى هذه المرة الى نتائج مثيرة للانطباع في اعتراض صليات من خمس – ست صواريخ في آن واحد.

          الان، تضع اسرائيل امام حكومة حماس معضلة قيادية: في عصر تسعى فيه حماس الى أن تتخذ صورة الجهة السياسية البرغماتية في نظر العالم، هل ستكون لها القوة والرغبة للجم نار الجهاد الاسلامي التي تهدد هيمنتها في القطاع غزة؟ من ناحية اسرائيل، مسؤولية حماس عما يجري ليست وزارية فقط. فالمخابرات عثرت منذ زمن بعيد على اللعبة المزدوجة التي تلعبها حماس. فالذراع العسكري لحماس لم يتوقف ابدا عن اعمال الارهاب. فهو يموه ويختبىء خلف عمليات واطلاق نار منظمات فرعية تحمل أسماء مختلفة. القرار في اسرائيل هو عدم التسهيل على حماس في ضوء هذه المعضلة بل مواصلة الضغط الى أن تتوقف النار. جولة القتال الحالية هي اشارة اسرائيلية واضحة: لا حصانة – داخل غزة ايضا – لاعمال ارهابية فلسطينية داخل سيناء. سيناء هي جبهة ارهاب مركزية، واسرائيل لن تحتمل أن تكون غزة قاعدة انطلاق لهذه الجبهة.

          وأخيرا، شيء ما بالنسبة لقبة حديدية: هذه المنظومة تحولت الى أداة سياسية خارجية وداخلية، مثل كل منظومة دفاع وطنية كالجدار على الحدود المصرية واللبنانية. القيادة السياسية يمكنها اليوم أن تأمر باعمال ضد الارهاب في القطاع وامتصاص نار حتى اتخاذ القرار، بفضل قدرة اعتراض هذه المنظومة. وعليه فمحظور ان تتضرر بمعارك الميزانية. اليوم يوجد لدى اسرائيل ثلاث بطاريات منتشرة، صحيح حتى الان كي تحمي اسدود، عسقلان وبئر السبع. من أجل حماية بلدات غلاف غزة، مطلوب بطارية اخرى، ومثل هذه سيتم استيعابها في تموز فقط. بالاجمال تحتاج اسرائيل الى اقل من تسع بطاريات. في بداية 2013 سيتم استيعاب البطارية الخامسة، وفي منتصف 2013 ستستوعب السادسة، وبذلك تنتهي الميزانية. اولئك الذين اغلقوا الصنبور يجب أن يفهموا انه لولا قبة حديدية لكان الجيش الاسرائيلي اليوم داخل قطاع غزة، مع عشرات المصابين في الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى