يديعوت – مقال -11/11/2012 حماس تكسب مرتين
بقلم: جلعاد شارون
حماس تكسب مرتين لأن حكمها مستقر في غزة وهي مع ذلك تتيح للمنظمات الاخرى ان تطلق الصواريخ على جنوب اسرائيل من غير ان تخشى عقابا.
ان سلطة مركزية في غزة مصلحة اسرائيلية. فحقيقة انه يوجد عنوان ويوجد صاحب مسؤولية يُريح اسرائيل حتى لو كان صاحب العنوان منظمة ارهاب – حماس. وسبب ذلك ان للسلطة المركزية ما تخسره. ان قادة حماس يشتهون السلطة ويرغبون في الحياة. وهم لم يتعودوا على ارسال أبنائهم في عمليات انتحارية بل أبناء آخرين. وهم بطريقتهم المعوجة عقلانيون ولهم هدف هو ان يحكموا وان يحصلوا على اعتراف دولي.
ان الفوضى في قطاع غزة سيئة لاسرائيل، فكل منظمة ارهاب وكل منظمة ارهابية ثانوية ستطلق النار علينا متى اشتهت ولن يكون عنوان نرد عليه. لكن هذا في الحقيقة هو ما يحدث اليوم بالضبط، فلا يوجد يوم هدوء واحد في الجنوب. ان حماس تتمتع بالعالمين – فالارهاب مستمر وسلطتها مستقرة. ولا يخشى قادتها على حياتهم وهم يحظون بزيارات كزيارة حاكم قطر أو زيارة رئيس وزراء تركيا المخطط لها.
ان موقف الحكومة غير عادل وغير منطقي. وهو غير عادل بالنسبة لسكان الجنوب – لأن الحكومة مستعدة لأن يتلقوا الضرب لكن “لا بصورة مفرطة”، وليست حياتهم بالفعل حياة. وهي ليست منطقية بالنسبة لحماس لأنه اذا لم يوجد تهديد حقيقي لما هو مهم لقادتها (حكمهم وحياتهم) فلماذا يمنعون اطلاق النار على اسرائيل؟ ولماذا لا يحفرون أنفاقا من اجل عمليات اختطاف وعمليات عسكرية؟.
إما ان يستقر رأي الحكومة على غزو القطاع وتطهيره والدخول بعد ذلك بين الفينة والاخرى لتنفيذ اعتقالات ومنع ارهاب، وإما ان تجعل قادة حماس يمنعون كل اطلاق للنار، فان لم يفعلوا فسيسيرون على أثر زعيمهم احمد ياسين.
ان موافقة صامتة على تقسيط “معقول” لاطلاق القذائف الصاروخية وحوادث على الجدار وقاحة غير عادية. ويصاحبها ايهام برد – المس بين الفينة والاخرى بمستوى منخفض من خلايا المخربين وهو شيء لا يؤثر ألبتة في قادة حماس، وبتصريحات فارغة مثل “الجيش الاسرائيلي سيعرف كيف يرد”، و”سنقطع اليد” وسائر السخافات.
ومن اجل اضافة الخطيئة الى جريمة تجاهل سكان الجنوب يوجد ايضا تنكيل وزارة المالية الآثم. فقد اقتُطعت ملايين كثيرة من ميزانية مدينة سدروت وخسر نحو من 100 من عمال البلدية اماكن عملهم. ان اقتطاع ملايين من ميزانية تربية اولاد سدروت جمعٌ بين الحماقة والشر.
بيد ان رئيس بلدية سدروت، دافيد بوسقيلة، ليس غبيا. فهو انسان جدي يعرف كيف تجري الامور في هذا البلد. فقد أضرب عن الطعام في القدس وحصل على ما أراد. لكن ماذا سيفعل أصحاب الكيبوتسات اللطيفين والساذجين. كيف يجعلون قلب الحكومة يُفتح لهم وكيف تحظى مدرسة مثل شاعر هنيغف (التي يدرس فيها أبنائي ايضا) والتي أصبحت منذ زمن منطقة تقصدها نيران حماس، بنفقة أكبر شيئا ما من نفقة مدرسة في المركز؟ يدرس هناك اولاد كثيرون تطاردهم القذائف الصاروخية في المدرسة وفي البيت ايضا، ويعانون من مخاوف وظواهر ما بعد الصدمة ويحتاجون الى مساعدة. فلماذا لا يعتقدون في الحكومة أنهم يحتاجون الى ميزانية أكبر شيئا ما من ميزانية مدرسة في تل ابيب؟.
لا تُكثروا الكلام في الثناء على قدرتهم على الصمود. أغلقوا الأفواه وافتحوا الجيوب.