يديعوت – مقال افتتاحي – 15/10/2012 ضربة في الجناح
بقلم: سيما كدمون
لا جدل في ان الليكود نالته أمس ضربة في الجناح. هل هي ضربة خفيفة أم ضربة قاسية – يتعلق الامر بمن تسألون. من المؤكد ان مقربي نتنياهو سيقولون انها ضربة خفيفة فالليكود هو بيبي لا كحلون ولا غيره. وصحيح اذا ان ليس من الطيب ان كحلون قد ترك وهذا مؤكد وقد أصبح الموضوع الاجتماعي هو الموضوع المركزي في المعركة الانتخابية. لكن هل نقول ان هذا سيغير اللعبة؟.
ربما من السابق لأوانه ان نحسب الخسارة من النواب، لكن من المؤكد انه يمكن الحديث عن خسارة. فالحديث عن حزب حاكم فيه شرقيان فقط بين وزرائه الـ 15 وهما كحلون وسلفان شالوم، وكلاهما يمثل على هذا النحو أو ذاك الشأن الاجتماعي. وليس هذا أمرا تافها بالنسبة لحزب 80 في المائة من مصوتيه من الطوائف الشرقية، والى ذلك كان كحلون عند كثير من مؤيدي الليكود هو الوجه الجميل لليكود: فهو ابن العجوزين نيسا كحلون من جفعات اولغا والذي ما يزال يهاتف أمه كل صباح كما حدثني عن ذلك ذات مرة في لقاء صحفي، “للحفاظ على التناسب”، وهو قصة نجاح بحسب كل معيار ممكن، وهو انسان متواضع ودمث الخلق، قام بغير قليل من الثورات من اجل المواطن البسيط من غير خشية لقوة أرباب المال وتأثيرهم.
قبل ست سنين فقط انتُخب للمكان الاول في الانتخابات التمهيدية في الليكود. وكانت المفاجأة كبيرة جدا بحيث شعرت بالعمود الصحفي الذي كتب في هذه الصفحة بحاجة الى تهجي اسمه. فقد كان الاسم ببساطة غير معروف على الاطلاق. ومنذ ذلك الحين أصبح كحلون علامة تجارية الى حد ان نتنياهو نفسه طلب ذات مرة من وزرائه ان يكونوا أكثر “كحلونية” أي ان يقوموا بعملهم بنفس الموهبة والنجاح اللذين يقوم بهما رفيقهم في الحكومة. ونشك في ان يكون شخص ما من هؤلاء الكحلونيين قد ذرف أمس دمعة واحدة على اعتزال واحد من أكثر الوزراء شعبية في حكومة نتنياهو. فالاطراء المتبادل ليس قيمة يؤبه بها في السياسة.
ما الذي جعل كحلون اذا يستقر رأيه على الاعتزال في هذا الوقت؟ تنقسم الآراء في ذلك. فهناك من يقولون ان شعبيته قد أثقلت عليه وانه كان في جميع قوائم التصفية قُبيل الانتخابات التمهيدية. ويقول آخرون انه شعر بأنه زال اعجاب نتنياهو به وأدرك انه لن يحصل في الحكومة التالية على الحقيبة الوزارية التي يطمح اليها وهي الحقيبة المالية. وهناك من يزعمون انه عُرض عليه اقتراح لا يمكن رفضه في قطاع الاعمال وكان هناك مسؤول كبير في الليكود زعم ان كحلون يريد ان يعتزل ليعود ولينافس في رئاسة الحكومة.
وعلى كل حال فان الحال على احتمال ان يعتزل ليس جديدا على اعضاء الليكود، فقد كان يتجول بينهم منذ زمن بعيد ويقول انه يفكر في ذلك. وقد ظل من جهة ثانية يتصل بالنشطاء ويحضر المؤتمرات ويطلب ان يساعدوه في المنافسة.
قال كحلون لأحد الوزراء اتصل به أول أمس ليلا وسأله عن الكلام على الاعتزال، ان هذا غير صحيح. بل انه أشركه في جميع أنواع الانشطة التي يقوم بها تمهيدا للانتخابات التمهيدية. ومع ذلك اعترف بأن العائلة تضغط عليه ليترك السياسة.
والسؤال الكبير هو ما هو مقدار إضرار اعتزاله بالليكود. لا شك في ان كحلون كان يمكنه ان يكون المقدِّم الاول في اذاعات الانتخاب لليكود. وهو الوزير الأكثر مماهاة في الشأن الاجتماعي، والذي بلغ الى انجازات حسنة في هذه الولاية مما يمكن التلويح به بازاء الأجندة الاجتماعية ليحيموفيتش ولبيد، والسؤال الكبير هو ما الذي ينوي كحلون فعله بكل ذلك. اذا قال انه يؤيد الليكود ونتنياهو كما فعل أمس مع اعلان اعتزاله، واذا كان نشيطا وشارك في الحملة الانتخابية لليكود، فسيكون الضرر ضئيلا نسبيا. واذا سمعنا منه في الفترة القريبة انتقادا لنتنياهو، واذا بدأت تتسرب اقوال يقولها معترضا على سياسة الليكود وعلى رئيس الوزراء قبل الجميع فقد يصبح الضرر كبيرا.
وعلى كل حال يمضي الى البيت أكثر الوزراء شعبية قبل ان يستقر رأي الكنيست على فضها في حين لا تتضح ظروف ذلك، وهذه هي البداية فقط. هل تذكرون ما قلناه قبل اسبوع فقط؟ توقعوا مفاجآت.