يديعوت : “مذبحة غزة” – الكذبة تعمل كالسهم المرتد
بقلم : بن – درور يميني – يديعوت 21/5/2018
عندما تظهر كذبة “المذبحة” في المعركة الاولى، يظهر مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة في المعركة الثالثة، لمساعدة حماس. في المجلس، كما هو معروف، توجد اغلبية تلقائية من الدول الظلامية ضد اسرائيل. حتى لو كانت كل الدول الاوروبية تصوت ضد لجنة التحقيق الجديدة، التي استنتاجاتها معروفة مسبقا، فان القرار كان سيمر.
الموضوع هو ان مندوبي الدول الظلامية ليسوا وحدهم. “فالمتنورون” يوفرون لهم الذخيرة. “كم من الوقت، بعد مذبحة هذا الاسبوع سنبقى نتظاهر بان الفلسطينيين ليسوا شعبا”، سأل روبرت فيسك، محلل شؤون الشرق الاوسط في “الاندبندنت” البريطانية. لدى فيسك باتت هذه تقاليد. عندما اطلق الفلسطينيون الصواريخ، كان هناك كي يشرح بانه بالاجمال يذكرون العالم بانهم طردوا على ايدي اسرائيل. اذا تبنينا هذا المنطق، فان على الاوكرانيين ان يطلقوا الصواريخ على بولندا، لانهم طردوا من هناك. والالمان على تشيكيا، لانهم طردوا. والفنلنديين على روسيا، لانهم طردوا. واليونان على تركيا، لانهم طردوا. والاتراك على اليونان، لانهم طردوا.
ويمكن المواصلة. القائمة طويلة، ولم نذكر بعد اليهود، الذين حسب منطق فيسك كان يفترض بهم أن يطلقوا الصواريخ على المانيا، بل أن يمحونها من على وجه الارض في أعمال انتقامية. ومثير للاهتمام. شيء لم يحصل. واذا كان حصل، ما كان احد ليبرره. ولكن للعرب مسموح. هم هاجموا دولة اليهود التي ما كادت تقوم حتى هاجموها بهدف معلن لابادتها، في ظل خرق قرار الامم المتحدة. مؤامرتهم لم تنجح. بعضهم كما ينبغي الاشارة، أشفوا من تطلعهم للابادة. ولكن الحماسيين على انواعهم يصرحون علنا بان تطلعهم هو ابادة دولة اسرائيل. ولهم، بالذات لهم، توجد كتائب في الفيسكيين، بمن فيهم يهود واسرائيليون، يوفرون لهم المبررات.
هناك عدد لا يحصى من الصحافيين والاكاديميين الذين يكررون ذات الكذبة التي تقول ان اسرائيل ولدت في الجريمة وتواصل ارتكاب الجرائم بلا توقف. حملة الدعاية الاكثر سما تعود، مثلما هو الحال دوما، لـ “الجزيرة”. مشكوك أن تكون خمس دقائق في الاسبوع الماضي دون اطلاق كلمة “مذبحة”. والفيسكيون على انواعهم، في الاعلام وفي الاكاديمية وفي السياسة، يمنحون شهادة تسويغ للبث الشرير.
حملة التحريض هذه هي سهم مرتد. الهدف هو اسرائيل، ولكن التحريض يؤدي الى تطرف الجاليات الاسلامية في ارجاء اوروبا. لانه عندما يكون في اوساط المسلمين في القارة اجمال بان اسرائيل ارتكبت في الاسبوع الماضي مذبحة في غزة، فالنتيجة الواجبة هي أنه مسموح الرد بمذبحة. لا حاجة للالاف ان يردوا. يكفي افراد. اجواء عاطفة موجودة منذ الان. هكذا بحيث أن كل تلاعب اعلامي يجعل اسرائيل مجرمة – يضيف مؤيدين للتيارات السلفية الموجودة منذ الان في اوروبا.
قبل بضعة ايام فقط علم ان حيا في مدينة لا فيريير الفرنسية اصبحت معقلا سلفيا. هنا وهناك، بالفعل، يتخذ الفرنسيون قبضة حديدية ويبعدون أئمة ينشغلون بالتحريض. ولكن عندما يكون في بعض الاحياء “شرطة دينية”، اقوى من قوات الامن، فان العملية التالية هي مسألة وقت فقط. منفذو العمليات، ضد يهود او ضد دولة في اوروبا، سيهتفون بان هذا انتقام على جرائم اسرائيل. بالتأكيد، فهم يؤمنون من كل قلوبهم بهذه الصلة. والفيسكيون و “الجزيرة” أجروا لهم غسلا للعقل.
أحيانا، كما ينبغي التذكير، تضيف محافل اسرائيلية الزيت على شعلة الكراهية. صحيح أن حماس سبق أن اعترفت بان 50 من القتلى هم نشطائها، والجهاد يعترف بان له 3 شهداء في القائمة، ولكن هذا لا يجدي نفعا. فالادعاءات “بالمذبحة” اصبحت اجماعا في الدوائر التقدمية، في العالم وفي اسرائيل. هكذا ايضا العنوان الرئيس في “نيويورك تايمز”: الاسرائيليون قتلوا العشرات في غزة، مع صورة صادمة للجثث. كل انسان لا يعرف الحقائق كان سيغضب على ما يبدو له كجرائم ضد الانسانية. هذه ليست كذبة اخرى، لان معظم الصحافيين الذين يهتمون بالامر يعرفون بان حماس تبعث برجالها الى الجدار. يعرفون بان هذه ليست مظاهرة مدنية بريئة. ولكنهم يصرون على توفير حقنة التحريض. هم واردوغان واحد. هذا يجعلهم، في نظر أنفسهم، متنورين.
والنتيجة ستكون ارتفاع آخر في مستوى اللاسامية، اللاصهيونية، الكراهية والارهاب. وعندما يسفك دم، وهم سيسفك، سيواصل الفيسكيون الاندفاع في المرحلة المبكرة عرضوا اسرائيل كوحش يرتكب الفظائع. وعندما سيضرب الارهاب الغرب مرة اخرى سيشرحون بانه ينبغي تفاهم اولئك الذين يغضبون من الفضائع.