يديعوت / ليس فقط كرة قدم – السياسة من خلف المونديال

يديعوت – بقلم أساف موند – 14/6/2018
مونديال 2018، الذي ينطلق على الدرب في روسيا اليوم، هو اكثر بكثير من مسابقة كرة قدم. كل من توقع انهيار الدولة القومية في القرن الـ 21 سيرى في الشهر القريب القادم ايضا كيف ان المنتخبات التي تمثل الدول تقاتل الواحد ضد الاخر على الملعب، فتثير نوازع قومية وتحمس توترات سياسية. قبل لحظة من صافرة البدء يمكن أن نشير الى خمسة اسئلة تختلط بكرة القدم، القومية، السياسية والثقافية – ولا كلمة عن ميري ريغف – ومن شأنها أن تشغل بالنا على مدى المسابقة.
هل ستتصرف روسيا بنزاهة؟ ان استضافة المونديال هي انجاز كبير للرئيس بوتين، ولكن روسيا تصل اليه بعد سلسلة من المواجهات مع بريطانيا والولايات المتحدة. وأكثر من هذا، فمنتخبها لكرة القدم ضعيف جدا، ورغم القرعة المريحة نسبيا من شأنها أن تستعيد الانجاز المشكوك فيه لجنوب افريقيا في 2010 لتصبح المضيفة الثانية في التاريخ التي لا تصعد من المرحلة الاولية الى ثمانيات النهائي. في ضوء كل هذا وفي ضوء السمعة التي لروسيا في مجال الحفاظ على الروح الرياضية، فان احدا لن يتفاجأ اذا ما شهدنا انحيازا في التحكيم في صالح المضيفة – مثلما حصل في الارجنتين في 1978 وفي اليابان وكوريا الجنوبية في 2002.
كيف ستؤثر العقوبات الامريكية على منتخب ايران؟ منتخب كرة القدم الايراني هو الوجه الجميل للدولة في العالم، وفي الغالب يوفر لحظات راحة نادرة للايرانيين الذين يعيشون تحت الحكم القمعي في بلادهم. في المونديال في فرنسا في 1998 سجل المنتخب الايراني الكفؤ لعلي داي ومهدي مهدبكية اتصالا تاريخيا 1:2 على خصمه الكبير الولايات المتحدة، ولكن هذه السنة أوقع الامريكيون على ايران ضربة غير بسيطة، حتى دون أن يصعدوا الى المونديال – في شكل الغاء الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية. وكنتيجة لذلك أعلنت مؤخرا شركة “نايكي” انها لن توفر الاحذية للاعبي كرة القدم الايرانيين للرياضيين في روسيا. اما منتخب ايران الحالي فليس قويا كسلفه – ولغرض التغيير، فان هذا المونديال لن يوفر للايرانيين ملاذا من مشاكلهم.
هل اسبانيا ستبقى موحدة؟ أحد ابطال الكفاح لاستقلال كتالونيا هو جيرارد فيكا، الدفاع في برشلونة ومنتخب اسبانيا. وكان فيكا اطلق صوتا واضحا في صالح الانفصال وضد شرطة اسبانيا، التي أظهرت العنف تجاه المتظاهرين الكتالونيين، ولكن اعلن أيضا بان المنتخب هو عائلته. انجاز على الملعب الروسي في 2018 – اسبانيا تعتبر واحدا من المرشحين للفوز، رغم اقالة مدرب المنتخب امس – يمكنه أن ينسي لزمن ما المواجهة الاسبانية الداخلية. ولكن الاقصاء في مرحلة مبكرة، حتى وان كان محتملا اقل، يمكنه بذات القدر ان يعيد الى السطح التوترات بين القوميتين المختلفتين في الدولة الممزقة وفي صفوف المنتخب، وفي سيناريو متطرف قد يسرع خطوة سياسية كبرى.
ماذا سيكون مصير المونديال في قطر في 2022؟ ان كشف اعمال الفساد في قيادة الفيفا خلف مكانا قليلا للشك بالنسبة لصحة التصويت في صالح روسيا في استضافة المونديال، ولكن احدا تقربا لم يتجرأ على الصدام مع بوتين. اما قطر 2022 فكفيلة بان تكون قصة مختلفة: لا شك ان قطر منحت ذلك بفضل الفساد والرشوة، والاصوات التي تدعو الى نقل المونديال الى دولة اخرى كفيلة فقط ان تزداد اذا ما ظهرت روسيا كمضيفة فاشلة وغير مناسبة. القطريون لن يسارعوا الى التنازل عن هذا الذخر الاستراتيجي والمواجهة كفيلة بان تحتدم أكثر قبل صافرة انهاء المونديال الحالي.
كيف سيتغير تراث ليونيل ميسي؟ النجم الارجنتيني ابن الـ 31، وهذا هو المونديال الاخير الذي يصل اليه في ذروة كفاءته. في البرازيل 2014 سار بمنتخب متوسط جدا حتى النهائي، حيث خسر لالمانيا، وفي هذا الصيف يريد أن يتخذ خطوة واحدة الى الامام ويحقق الكأس للارجنتين. الفرص ليست في صالحه، ولكن اذا نجح فان روسيا 2018 ستذكر في التاريخ بفضل تاريخ ثقافي واحد: منح الختم النهائي على ان ميسي هو لاعب كرة القدم الاعظم في التاريخ.