يديعوت: لنستغل الفرصة
يديعوت احرونوت – مقال – 15/4/2024، غيورا آيلند: لنستغل الفرصة
النجاح المبهر في احباط الهجوم الإيراني يسمح لإسرائيل بمرونة حول معضلة هل ترد أم لا. فضلا عن ذلك يمكن اتخاذ القرار بعد بضعة أيام أيضا وبعد تقويم جذري للوضع.
لامكانية عدم الرد توجد افضلية اذا ما، وفقط اذا ما، عرفنا كيف نستغل الفرصة كل نخلق واقعا استراتيجيا آخر. تنبع الفرصة من تداخل أربع تطورات: اثبات تفوقاتنا التكنولوجية (وتفوقات حلفائنا) على التهديد الإيراني؛ اثبات عملي بانه يمكن وجود تحالف لدول عربية مع الولايات المتحدة وبريطانيا ومع إسرائيل ضد ايران؛ سواء الهجوم الإيراني أم السيطرة على السفينة يخلقان غضبا دوليا ضد إسرائيل؛ نشأت أجواء مصالحة مع الولايات المتحدة.
هذا الوضع يمكن استغلاله لاجل محاولة تحقيق خمسة اهداف، أولها هو منع السلاح النووي في ايران. المنطقة والعالم كله يمكنه أن يفهم الان كم كبيرا سيكون الخطر اذا تمكنت اسرائيل، التي تملك صواريخ بمدى 2000 كيلومتر من أن تطلق معها أيضا سلاحا نوويا. ثمة احتمال لاستبدال وهن الغرب في هذا الموضوع بضغط سياسي واقتصادي يترافق وتهديد عسكري يحبط النية الإيرانية.
الهدف الثاني هو حمل العالم على أن يفهم بان حزب الله والحوثيين في اليمن ليسا منظمتي إرهاب بل شيء آخر – يدور الحديث عن وحوش مع أيديولوجيا متطرفة مزودة بقدرات عسكرية لدول كبرى وقوية لكنهما غير خاضعين لاي قانون دولي ولجم الدول. مجرد وجودهما يعرض السلام العالمي للخطر وعليه من الواجب تفكيكهما.
الهدف الثالث – والملموس اكثر – هو تغيير الوضع في حدود لبنان. على إسرائيل أن تعلن بانه ابتداء من الأول من أيلول 2024 الحياة في شمال إسرائيل ستعود الى مسارها. يمكن محاولة الوصول الى هذا الواقع باتفاق، لكن ان يخصص لهذا زمن محدود، واذا لم يحصل الامر – فان إسرائيل ستشن حربا في الشمال. من الصواب استغلال الروح الطيبة (نسبيا) في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة وفرنسا لاجل الضغط في هذا الموضوع، وواجب ان تفهم الولايات المتحدة وتدعم خطوة عسكرية في لبنان اذا ما فشلت المفاوضات. فضلا عن ذلك فان انتصارا إسرائيليا في هذه المعركة يستوجب ان تتجه أساسا الهجمات الإسرائيلية ضد البنى التحتية في لبنان والضاحية في بيروت: تدمير شديد في لبنان هو الامر الوحيد الذي يخيف نصرالله وتحقيقه هو الشرط الضروري لتحقيق النصر لزمن وثمن معقولين. من الحيوي ان تفهم الولايات المتحدة وتوافق على ذلك.
الهدف الرابع هو انهاء الحرب في غزة في ظل إعادة كل المخطوفين في اقرب وقت ممكن. الطريق الواقعي لتحقيق هذا لا تقوم على أساس “النصر المطلق” بل على أساس صفقة بسيطة: انهاء الحرب مقابل كل المخطوفين. ان ضرب قدرات حماس العسكرية، مثلما تحقق حتى الان مبهر ومرض منذ الان، حتى بدون إحلال رفح. واذا كنا نريد حقا اسقاط حكم حماس فمن الواجب قبول المبادرة التي وضعت امامنا قبل بضعة اشهر والموافقة على دخول قوات السلطة الفلسطينية يدعم من الدول العربية الى شمال القطاع. كان يمكننا ان نكون منذ زمن بعيد في وضع تكون فيه السيطرة المدنية في هذه المنطقة ليس لحماس، واذا كان ثمة شيء ما يمكنه ان يضغط السنوار فهو ليس الضغط العسكري بل وجود بديل سلطوي.
الهدف الخامس هو تحسين شبكة علاقات إسرائيل سواء مع الاسرة الدولية ام مع الدول العربية مع التشديد على الأردن. كل الأهداف الأربعة التي اشير اليها قبل هذا الهدف تؤيده والأردن أيضا يؤيدها.
تحقيق الأهداف الثلاثة الأخرى ممكن في الأشهر القادمة، واذا كان هذا ما سيحصل، فسنتمكن من التركيز على الهدفين الاولين، الأكثر أهمية في المدى البعيد.