ترجمات عبرية

يديعوت: لنتعلم الصمود من الفلسطينيين

يديعوت 2023-07-26، بقلم: ناحوم برنياع: لنتعلم الصمود من الفلسطينيين

أمس، في الساعة الرابعة الا ربعاً، أمام الكنيست، وتحت الشمس الحارقة، فهمت، لأول مرة في حياتي، أنني تحت الاحتلال. تعديل القانون الأساس: القضاء، الذي أقرته الكنيست في تلك اللحظة بأغلبية 64:0، لم يكن في رأس اهتماماتي. القوانين، بما فيها القوانين الأساس، ليست مقدسة، ويمكن تعديلها، ويمكن تغييرها. عند استعراض الرائعين الـ 64 الذين صوتوا لصالح التعديل نفهم أنهم ليسوا مصنوعين من جلدة واحدة: يوجد بينهم مغتصبون، متزلفو انتخابات تمهيدية داخلية، وعديد من البيبيين في الشبكة الاجتماعية: يوجد بينهم جنود، يطيعون الأوامر – لا يهمهم أي دور تؤديه المحكمة العليا ولماذا تحتاج الى علة المعقولية؛ ويوجد آخرون، أولئك الذين تحركهم كراهية حقيقية من كل القلب لكل ما بنى هنا الرؤيا الصهيونية.

هم يكرهون القوانين، المؤسسات، قواعد اللعب، والتعقيدات. خذوا بن غفير أو روتمان أو كرعي أو ستروك: حتى قيام الحكومة الحالية نشروا أفكارا متطرفة، هاذية، مع علمهم ان هذه الأفكار لن تتحقق ابدا. الهذيان هو ترف الأقلية، هو سترتها الواقية في وجه الواقع.

عشية الانتخابات عرض روتمان وسموتريتش خطة الانقلاب القضائي خاصتهما في مؤتمر صحافي في كفار همكابيا. كان العرض وديا، بالهام منتدى كهيلت، وكان المضمون ديماغوجيا ومضللا ومحرضا. حين أنهيا قلت لهما انني لا اصدق بان أحدا سيأخذ الخطة على محمل الجد. أخطأت، بالطبع: العرض الفاخر ذاته كان لقطار يؤدي بإسرائيل الى هنغاريا. بالنسبة لليهود في المنفى كانت الدولة عدوا.

ما العمل الان؟ يسأل أناس استثمروا أفضل زمنهم في الاحتجاج. كيف نتصدى للخسارة، والى أين سنواصل من هنا؟

اقترح عليهم كلمة واحدة، إحدى الكلمات القليلة التي تعلمتها بالعربية: صمود. في وجه الاعصار الذي يهدد بسحق المعجزة الإسرائيلية هذه، ينبغي للجواب أن يكون: صمود.

سمعتها لأول مرة على لسان فلسطينيين، بحثوا عن سبيل للتصدي للاحتلال. معنى الكلمة حسب ويكيبيديا هو “الالتصاق بالأرض”، “الثبات”، “الوقفة الصلبة”. يوجد نوعان من الصمود: السلبي الذي أساسه الإصرار على البقاء في المكان، وحماية الأرض، وعدم ترك القرية، والمجتمع الأهلي، والبلاد؛ والفاعل، الذي أساسه بناء منظومة بديلة. يوجد، بالطبع، فارق شاسع بين احتلال واحتلال، بين عصيان وعصيان. أنا لا أشبه. وعلى الرغم من ذلك ثمة ربما ما نتعلمه.

أقترح على كل رجال الجيش الذين يعتزمون الا يتطوعوا بعد اليوم لخدمة الاحتياط ان يتراجعوا. فالعكس هو الصحيح، التصقوا بمناصبكم، بالمهام، وبالرتب. ابقوا هناك، لكن ذكّروا يوميا السياسيين بان كتب اعتزالكم لا تزال على الطاولة. اذا اعتزلتم، الآن، فستخففون فقط على الحكومة لان تحول وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي الى ميليشيا تأتمر بإمرة الحاخامين وستخففون فقط عليها ان تأمر بأعمال غير قانونية في الضفة؛ اذا اعتزلتم فإنكم ستسرعون مسيرة التدين في الجيش، وستقضون على خدمة البنات. الجيش الإسرائيلي هو جبهة مهمة في الصراع على الديمقراطية.

اقترح على الأشخاص المهنيين في خدمة الدولة أن يكافحوا في سبيل وظائفهم. مدير القطار مل الضغوط السياسية لميري ريغف وأعلن عن استقالته. هو أخطأ. خذوا قدوة من رئيس البريد، ميشآل فاغنن، ومديره العام، دافيد لارون، شخصين ممتازين أنقذا شركة حكومية بعد سنوات من إدارة سياسية فاسدة وفاشلة. شلومو كرعي، وزير الاتصالات، يبحث عن سبيل للتخلص منهما. اما هما فاختارا ان يقاتلا.

خذوا قدوة من المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، التي تتلقى السباب والشتائم من وزراء يطلبون رأسها. وعلى الرغم من ذلك تختار الالتصاق بمنصبها. خذوا قدوة من مديرة شبكة الشركات، ميخال روزنبويم، التي تتصدى بشجاعة لاستهتار وزيرها بالقانون والنظام.

اقترح على رؤساء المرافق الاقتصادية وكبار رجالات صناعة التكنولوجيا العليا ان ينتظروا قبل أن يطووا شركاتهم وأموالهم ويخرجوا من البلاد. توجد لكم قوة. كفاحكم هنا. لا تدعوا الحكومة تطردكم.

ولعل الأهم من كل ذلك، القضاة، أولئك الذين يتولون مناصب في العليا وأولئك الذين يتولون المناصب في الهيئات القضائية الأخرى: لا تتراجعوا. من تحت الهجمات الفظة للفين، إمسلم، والآخرين على السلطة القضائية يختبئ سياسيان فزعان، تأكلهما الكراهية، جائعان للقوة. لا تسمحوا لهما بالانتصار.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى