ترجمات عبرية

يديعوت: للنظر في سياسة جديدة في شمال الضفة الغربية

يديعوت أحرونوت 15/9/2022، بقلم: غيورا آيلند

ثلاثة استنتاجات في أعقاب الحدث الذي قتل فيه الرائد بار بيلح، وعلى خلفية التصعيد العام في الضفة الغربية.

الأمر الأول، تعليمات فتح النار. قبل أسبوع دافع الناطقون الإسرائيليون عن أنفسهم أمام مسؤولين أمريكيين كبار مما ادعوا عقب موت الصحافية شيرين أبو عاقلة بأنها متساهلة جداً. أما الآن، بعد الحدث الأخير، فقد انطلق انتقاد داخل إسرائيل على أنها تعليمات متشددة جداً. أما الحقيقة فهي بسيطة: في ظروف أحداث عملياتية تقع في محيط مأهول، يمكن للجندي أن يرتكب واحداً من خطأين متعاكسين: أن يطلق الجندي النار، فيتبين بأثر رجعي بأنه أصاب شخصاً غير مشارك؛ أو أن يمتنع عن إطلاق النار وفي ذلك خطأ فتاك لا يقل عن ذلك، فتكون النتيجة مأساوية أكثر. المشكلة ليست السياسة أو التعليمات من فوق. تعليمات فتح النار في حملة مبادر إليها هي جزء من بند “الطريقة”، وهي تقرر من القائد الذي يقر العملية (قائد الكتيبة في هذه الحالة). فالقائد يقرر التعليمات وفقاً لصورة الوضع كما يقرأها، ومن شأنه هو وحتى جندي آخر أن يرتكبا واحداً من الخطأين المتعاكسين.

الأمر الثاني، ينفذ الجيش الإسرائيلي في جبهة جنين أعمالاً عديدة لاعتقال مطلوبين. يدور الحديث عن نجاح كبير، وليس فقط بسبب عدد الذين اعتقلوا أو قتلوا، بل بسبب قلة مبهرة سواء بالمصابين لنا أم بالمصابين من المدنيين غير المشاركين.

لو صودق للقوات على تنفيذ إطلاق نار مكثف بلا تمييز وقتل مئات المدنيين الفلسطينيين لكنا منذ زمن بعيد في مواجهة واسعة في الضفة الغربية . الواقع في شمال الضفة يتغير في الأشهر الأربعة الأخيرة – والمطلوب فحص متجدد للسياسة، بما في ذلك فرض الإغلاق على قرى معينة، لكن من المفضل لموضوع مثل تعليمات فتح النار أن يكون عنصراً في سياسة عامة وليس موضوعاً يتأرجح من هنا إلى هناك.

وثمة أمر ثالث، وهو التمييز بين الجبهات. عندما تنفذ عملية اعتقال داخل مخيم لاجئين، في جنين أو نابلس، فمن الحيوي إنهاء العملية بوقت قصير لأن المحيط معاد. كل دقيقة تمر ينضم إلى النار مسلحون آخرون يأتون من بعيد، ويكون احتمال التورط كبيراً. بالمقابل، فإن الحدث الأخير الذي وقع فجراً في منطقة مفتوحة وقريبة من الجدار الأمني، يجب اتخاذ نهج مختلف بشأنه. في العام 1992، قبل اتفاقات أوسلو، عندما كانت للجيش الإسرائيلي سيطرة عسكرية مطلقة في المدن الفلسطينية، جرى تنفيذ عملية “وعاء ضغط” في الخليل. حاصرت قوة للجيش الإسرائيلي بيتاً كان فيه مخربان على مدى يومين إلى أن صفاهما بواسطة دبابات وجرافات ونار من بعيد. في مؤتمر مع رئيس الأركان إيهود باراك بعد بضعة أشهر من ذلك، كان هناك ضباط ادعوا بأنه من العار أن يتجند “كل الجيش الإسرائيلي الكبير” على مدى يومين كي يقتل مخربين اثنين فقط. فرد باراك على النحو التالي: بالفعل، هناك أوضاع يكون فيها من الواجب العمل بسرعة وبالقوة المتوفرة فقط، لكن توجد أوضاع أخرى، مثل هذه الحالة في الخليل، وعندها هناك أمران مهمان فقط، إما القبض على العدو أو قتله، ومنع كل خطر على قواتنا.

الحكمة هي أن نعرف كيف نميز بين الوضعين، ونتصرف بموجب ذلك. الجيش الإسرائيلي يربي مقاتليه على “السعي إلى الاشتباك”. لا شك أن هذه القيمة تحققت بكاملها في الحديث الأخير، من مستوى قائد الكتيبة، عبر الرائد بيلح الراحل وحتى آخر المقاتلين، وعلى هذا يستحق تقديراً هائلاً. ولكن مثلما شرح سقراط قبل 2400 سنة، الشجاعة ميزة مناسبة جداً، ومن الصواب النظر متى وكيف تطبق هذه القيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى