ترجمات عبرية

يديعوت: لعبة التفاوض على المختطفين: مرحلة خطرة عنوانها “مراوحة المكان”

يديعوت 29-3-2024، بقلم: ناحوم برنياع: لعبة التفاوض على المختطفين: مرحلة خطرة عنوانها “مراوحة المكان”

ما بدأ كانفجار صبياني، عديم الأساس، انتهى بتراجع صبياني. الفتى المراهق الذي ترك البيت صارخا يعود إليه صامتا، من الباب الخلفي، جائعا لما تبقى من وجبة العشاء. ليس خيرا أن البيت الأبيض يرى في رئيس وزراء إسرائيل عدوا. أسوأ بكثير، أكثر ضررا بكثير أن يرى البيت الأبيض فيه نكتة. عندما أوقف نتنياهو ديرمر وهنغبي في الطريق إلى الطائرة كتبت انهم في مجلس الأمن القومي في واشنطن استقبلوا الحرد بابتسامة. الضحك تواصل كل الطريق إلى التراجع.

بايدن أراد أن يفهم كيف تسعى إسرائيل لأن تهاجم كتائب “حماس” في رفح بينما هي تعرف أن مليونا ونصف المليون نازح ونحو 800 ألف محلي يكتظون فيها. هنغبي سيشرح: المرة الأخيرة التي خطط فيها عملية في رفح كانت عندما تسلق على برج في “ياميت” عشية السلام مع مصر وكذب بأنه يوشك على الانتحار. ديرمر سيشرح: تعليمه العسكري هو أنهاه في الجالية اليهودية في “ميامي بيتش”. تركيبة الوفد هي العقاب الحقيقي الذي أوقعه نتنياهو على البيت الأبيض.

للإهانة في واشنطن، توجد تداعيات غير طيبة على الجهد لإعادة المخطوفين. السنوار هو بلا شك النذل في هذه القصة. لكن ما يحصل في الجانب الإسرائيلي من القصة لا يعد بالخير – ولا حتى في نظر الوسيط الأميركي.

في يوم الأربعاء ليلا، انعقد “كابينت” الحرب مرة أخرى كي يبحث في المفاوضات وفي مدى التفويض الذي يعطيه للوفد الإسرائيلي. كما كان متوقعا، تم الاتفاق على الانتظار. لعل “حماس”، لعل الوسطاء، يطرحون اقتراحا جديدا.

في هذه الأثناء، يموت المخطوفون والجيش يراوح في المكان. آخر التقديرات تتحدث عن أن نحو نصف المخطوفين ليسوا بين الأحياء. هذا تقدير: آمل أن أكون مخطئا. لكن إذا كان ثمة احد ما في الجانب الإسرائيلي يلعب على الوقت فهو مجرم.

الوفد الإسرائيلي إلى المحادثات منقسم الآن إلى قسمين: رئيس “الموساد” دادي برنياع من جهة؛ اللواء نيتسان الون من جهة أخرى. كلاهما شخصان ممتازان، يريدان بكل قوتهما إعادة المخطوفين. أنا لا اعرف عن خصام شخصي بينهما. لكن التقديرات التي يسمعانها في مداولات مغلقة تشير إلى خلاف حاد، عسير على التسوية. من فوق هذا الخلاف تحوم شخصية نتنياهو، اللغز. في نظر الأول واعدة؛ في نظر الآخر مشوشة.

إذا كنت فهمت على نحو صائب، فإن برنياع (وليس لي به علاقة قربى عائلية) مقتنع بأن السنوار يلعب على الوقت. هو غير معني بالاتفاق. وكان برنياع توصل إلى هذا الاستنتاج قبل أسبوعين، بعد لقاء مع رئيس الـ”سي.أي.ايه” بيرنز ودون صلة بهذا اللقاء.

مبعوثو “حماس” اعربوا عن استعداد للتقدم، وإسرائيل لا يمكنها أن تقول لا، لا تجاه طلب الأميركيين، لا تجاه عائلات المخطوفين. نتنياهو زود برنياع بتفويض أوسع مما أعطاه “الكابينت” في الماضي. كان يمكنه أن يتفاوض على تغيير عدد السجناء الذين سيتحررون في الجولة القريبة، عودة النازحين إلى شمال القطاع (الكمية، العمر، الجنس) وعلى انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في أثناء وقف النار. “حماس” أصرت على إلغاء تام للتفتيش بين الجنوب والشمال، وقف القتال مع ضمانات دولية وخروج الجيش من كل غزة. وعلى أعداد السجناء أيضا أصرت “حماس” على العدد الذي ذكرته في بداية المحادثات، في اللقاء في باريس.

رئيس “الموساد” أمل بأن يلين الضغط العسكري الإسرائيلي مواقف السنوار. هذا لم يحصل، سواء لأن الجيش لا ينجح في هذه الأثناء في لمس النقاط الكفيلة بأن تؤثر على السنوار أم لأنه منيع على التأثير.

اقتنع برنياع بأن خطة السنوار هي اجتياز رمضان بدون اتفاق. اتفاق غير جيد لأسياده الإيرانيين وغير جيد له. لا مصلحة له في أن يفتح الباب للتطبيع بين إسرائيل والسعودية ولجبهة أميركية – سُنية – إسرائيلية تجاه ايران. هو يتفاوض مثلما في الشرق الأوسط” يبتز قليلا، يهدد قليلا ويلعب على الوقت.

إن فرضية من هو مشارك في هذا الفهم، هي أن نتنياهو معني بالاتفاق. والدليل: هو أعطى لرئيس “الموساد” تفويضا أوسع مما درج على الاعتقاد؛ سمح لأعضاء الوفد الحديث في المحادثات في القاهرة رغم أنه أمرهم بالاكتفاء بالاستماع، ورغم حقيقة أنه بعث معهم رجله بمثابة جليس أطفال (المستشار طلب منه أن يخرج في قسم من اللقاء). هو معني جدا باتفاق مع السعودية ومستعد لأن يدفع عليه بانفصال محتمل عن سموتريتش وبن غفير.

لكن في هذه الأثناء توجد له قاعدة وائتلاف وبالتالي فهو يخفي نواياه من خلف خطاب شديد، رافض.

النهج البديل اقرب إلى نهج نيتسان الون: السنوار معني بالصفقة. معظم الخبراء بالسنوار، إذا ما تبقى في إسرائيل خبراء به يؤيدون على ما يبدو هذا النهج. هو ثابت تماما: التغيير المهم الوحيد في شروطه هو أنه سمح لمندوبيه في باريس الموافقة على وقف نار متسع، بينما تبقى قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع.

وعندها طرحت مسألة التفويض. آيزنكوت ادعى بأن الطاقم لم يتلقَ تفويضا بالعمل. الطاقم لم يتلقَ لكن برنياع تلقى، كان الجواب. نتنياهو حظر عليه أن يقول لنظرائه إلى أن يصل الحبل الذي تلقاه.

حسب هذه الرواية، نتنياهو يعطي حبلا – لا يمكن القول إنه يعرقل الخطوة – لكنه يحرص على ألا يكون في الحبل ما يكفي لتقدم المفاوضات حقا. عندما خرج الوفد إلى الدوحة في بداية الأسبوع، أوضح أعضاؤه لنتنياهو بأن “حماس” ستعطي جوابا سلبيا. “سافروا وستروا”، قال لهم. بعد ليلة في الدوحة عادوا بخفي حنين. معظم الطاقم الفني عاد بعدهم. وهكذا، أول من أمس، اجتمع “الكابينت” مرة أخرى فقط كي يجتمع من جديد في الأيام القادمة ليعطي بعض حبل آخر ويأمل بالخير. “تخفيض زاحف”، هكذا سمى هذا شخص مطلع على المحادثات.

المراوحة في المفاوضات توازي المراوحة في غزة، المراوحة في لبنان والمراوحة في واشنطن. كل شيء عالق. من مراوحة إلى مراوحة تقل أوراق إسرائيل. في نظري، كان من الأفضل دفع ثمن كبير، إعادة المخطوفين كلهم والبدء من جديد. ليس نصرا مطلقا؛ بداية مطلقة. يوجد لهذا الكثير جدا من الأمور التي ينبغي عملها. لكن المسيرة تعمل بشكل مختلف، والزمن والمخطوفون.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى