ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: لا يكفي الاكتفاء بتقليص قدرات النووي الايراني يجب ربطها بالمجال الباليستي 

يديعوت احرونوت 26/6/2025، آفي كالو: لا يكفي الاكتفاء بتقليص قدرات النووي الايراني يجب ربطها بالمجال الباليستي 

تصريح رئيس الأركان زمير أمس بان نتائج حملة “شعب كاللبؤة” تشير الى “ضربة شاملة” للبرنامج النووي تعكس الإنجازات الدراماتيكية للجيش والموساد في المعركة. هكذا أيضا جاء على لسان لجنة الطاقة الذرية، احدى الوكالات المعتبرة في العالم في مجالها، ان الهجوم على موقع التخصيب في فوردو “جعل المنشأة غير قابلة للاستخدام” وان البرنامج النووي تراجع “سنوات الى الوراء”.

لكن الى جانب الثناء على القيادة العسكرية، مقاتلي وضباط الاستخبارات والتنسيق بين القيادات في اثناء المعركة، من الصواب النظر الى الامام بعيون مفتوحة في ضوء علامات الاستفهام والتحديات الكفيلة بان تثور مع ترسب غبار المعركة.

ان عالم تخطيط المعركة يتضمن اهتماما بترجمة الخطوة العسكرية الى فعل سياسي؛ من تصريح رئيس الوزراء نتنياهو أول أمس كان واضحا ان الانشغال بالمنحى السياسي للمعركة لم يستكمل بعد. هذه فجوة إشكالية، إذ ان وقف النار لا يوجد في فراغ، وتطلع ايات الله الى النووي ايضا لا يقف وحده. المدرجات المرغوب فيها بعد الإعلان عن وقف نار هش، يجب في عالم سليم ان تمر عبر قرار لمجلس الامن يحدد تفاصيل وقف النار وحتى اتفاق بين القوى العظمى يعيد تعريف قواعد اللعب واليات الرقابة النافذة. اتفاق محسن للقوى العظمى مع ايران.

ان النقاش في مسألة عمق وطبيعة الاتفاق لتقييد البرنامج النووي هو نقاش ملتوٍ، لكن التركيز على النووي وحده كفيل بان يفوت صورة التهديد. وحسب دوائر في الغرب، تتطلع طهران لتوسيع اسطول الصواريخ الباليستية في السنوات القادمة الى اكثر من عشرة الاف (!) صاروخ؛ وتسعى الى انتاج صواريخ خرم شهر الجبارة، التي تعرضت منشآت انتاجها الى الهجوم في المعركة. قوة تقليدية بهذا الحجم الهائل يرتقي الى تعريف “تهديد وجودي” لدولة إسرائيل مع وحتى بدون ان يتزود الصاروخ الباليستي برأس نووي.

“اليوم التالي” للمعركة يشكل فرصة نادرة لاعادة تصميم مفهوم التهديد، من الداخل ومن الخارج. نظرة أولى الى نتائج المعركة تفيد بانه ينبغي تعديل التهديد المتوقع للصواريخ الإيرانية. والدليل هو أن “تقنين صواريخ الاعتراض” طرح علامة استفهام على عمق قدرة الصمود امام تهديد باليستي واسع النطاق مما يشكل دعوة لتسريع مزيد من الحلول بالليزر للصواريخ الباليستية بل وللجيل التالي من التهديد: صواريخ فرط صوتية.  هذه وغيرها تحتاج مزيدا من الدقة لنتائج “لجنة نيجل” لبناء القوة التي تبلورت قبل المعركة. من الخارج، التحدي لا يقل تعقيدا: يجب العمل والتجنيد لحلفائنا في الغرب وتأكيد إحساس الالحاح لمعالجة التهديد الصاروخي الإيراني في ظل عرض الارتباط الوثيق بينه وبين البرنامج النووي. تصوروا سيناريو رعب تطلق فيه على إسرائيل (او على أوروبا، موضوع سيصبح ملموسا في السنوات القادمة بغياب احباط مناسب). عشرات ومئات الصواريخ في وقت واحد، بعضها يحمل رؤوسا نووية.

حسب ميثاق الأمم المتحدة، فان واجب المؤسسات في المنظمة ضمان السلام العالمي. المعركة الحالية تدل كم هو التهديد الصاروخي الإيراني خطير، مدمر مقوض للاستقرار العالمي من الدرجة الأولى. على الاسرة الدولية ان تعيد احتساب المسار في هذا الشأن وان تحاول الوصول الى توافقات مع ايران في هذا الموضوع او ان تشدد العقوباتعلى القطاع الصناعي الإيراني وتحدد معايير لاستخدام القوة عند احتدام صورة التهديد الصاروخي. بمعنى انه لا يكفي تقليص القدرات في عالم النووي استنادا الى تفاهمات متجددة بل من الصواب ربط هذه الالتزامات بالمجال الباليستي أيضا. على إسرائيل ان تصر على تغيير جذري في النهج الدولي لفهم التهديد التقليدي من ايران – والا فان الامر كفيل بان يرتفع الى مستوى تهديد حقيقي على إسرائيل واصدقائها في الغرب.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى