ترجمات عبرية

يديعوت: لا توجد تسوية مع نصرالله ولا يوجد حسم مع نصرالله

يديعوت 7/6/2024، ناحوم برنياع: لا توجد تسوية مع نصرالله ولا يوجد حسم مع نصرالله

أحد أصحاب القرار المركزيين في إسرائيل سُئل عن الحرب في الشمال. فشبه الوضع هناك بساعة خربت. “نحن نحرك عقرب الدقائق”، قال. “عقرب الساعات لا ننجح في تحريكه”. تشبيه مشوق: هاجم أيضا بالنسبة للوضع في القطاع بعد ثمانية أشهر من بدء الحرب. الجيش الإسرائيلي يتعلم ويتحسن؛ حزب الله أيضا يتعلم ويتحسن؛ وكذا حماس. الواقع الفوضوي، الذي لا يطاق، الذي لا ينتهي، هذا لا يغير فيه شيء. 

المقاتلون في الشمال هم مثل رفاص مشدود. صبرهم ينفد: فإما ان يدخلوهم الى لبنان او يعيدوهم الى بيوتهم – كله الا حالة الدفاع التي لا تنتهي في أمر التجنيد 8. في 1967 استمر الانتظار ثلاثة أسابيع. وقد بدا هذا كالابد. ماذا يفكر الجنود الان، بعد ثمانية أشهر من المناوشات العقيمة مع نصرالله؛ ماذا يفكر النازحون.

حتى الأسبوع الأخير حرص نتنياهو على أن يشطب عن جدول الاعمال كل اقتراح لتغيير قواعد اللعب مع لبنان. المشاركون في المداولات وجدوا صعوبة في أن يفهموا ما الذي يقلقه اكثر- الخراب الذي ستجلبه الصواريخ من لبنان على مركز البلاد، الرد الإيراني، الرد الأمريكي او نقل القوات من غزة. فهو لم يحتل رفح بعد، لكن رفح احتلته. وعليه فلا توجد تسوية مع نصرالله ولا يوجد حسم مع نصرالله. 

هذا الأسبوع، بعد أن جسدت صور الحرائق من الجليل للاسرائيليين جميعا انعدام الوسيلة تغير الخطاب. في هذه الاثناء لم يتغير الا الخطاب. فقد هبط نتنياهو في كريات شمونا، التقطت له الصور وطار عائدا. من عدد سكان يبلغ 23 الف نسمة تبقى في المدينة 2500. نتنياهو اكتفى بنشيط ليكودي محلي وتجاهل كل الباقين. 

يئير غولان، الرئيس المنتخب لحزب العمل، زار يوم الثلاثاء مسغاف عام وكفار جلعاد. في نهاية الزيارة قال لي انه في الأسبوع الأول من الحرب كان سيسيطر على خط التلال، خط الدفاع الأول لحزب الله. وذكر أسماء كل الاودية وكل القرى التي كان سيحتلها. فهي محفورة في عقله منذ ان كان قائد المنطقة. عندما سألت محافل في الجيش قالوا ان حزب الله اليوم ليس المنظمة التي كان غولاني يعرفها. مطلوب الان فرق لاجل احتلال خط التلال. 

اللواء 796 في فرقة 91 مسؤول عن اصبع الجليل. منذ بداية الحرب قتل مقاتلو اللواء 40 من رجال حزب الله. من ناحية عسكرية هذا انجاز. لكنه لم يدفع نصرالله للتراجع. بمعنى ما فان الجيش الإسرائيلي هو قسم القوى البشرية لدى حزب الله. كل تصفية ناجحة تسمح بتقدم مخرب آخر، طازجا اكثر. رئيس مجلس المطلة دافيد ازولاي يعود ويسأل لماذا لا تقصف البيوت في الخيام من حيث تطلق صواريخ مضادات الدروع على المطلة. لماذا لا تدمر بنى تحتية. تقنين الذخائر، هكذا يجيبون في الجيش. رفح تأتي أولا. إضافة الى ذلك فقد قرر المستوى السياسي الا يدمر في لبنان بنى تحتية مدنية. 

الجواب القاطع هو ان الحل لن يكون الا عندما يجتاز الجيش الإسرائيلي الحدود الى داخل لبنان. المناورة ستحل مشكلة واحدة لكنها ستولد سلسلة من المشاكل الأخرى، التي لا تقل صعوبة. دمروا دولة لبنان، يقترح اللواء المتقاعد غيورا آيلند؛ جوعوا سكان غزة. هذه الأفكار المريضة تثير اشواقا لدولة بحثت عن حلول جراحية، إبداعية، وكانت تحذر من انتصارات مطلقة كما تحذر من النار. 

ضعفت قوته

مرتان اعلن رئيس الأركان هرتسي هليفي بانه يأخذ على نفسه المسؤولية عن القصورات التي أدت الى كارثة 7 أكتوبر. هذا الأسبوع كرر القول للمرة الثالثة. تحدث بصدق – ليس لاحد شك في ذلك. لكن اخذ المسؤولية لا يمكنه ان يبقى في الهواء. نهايته أن يرتبط بالأرض، باستخلاص الاستنتاجات. 

يوجد ثمن لاستبدال رئيس اركان في ذروة حرب. عندما يكون لمن يقرروا هوية رئيس الأركان طن زبدة على الرأس وطن مصالح شخصية، يكون الثمن مضاعفا.

من جهة أخرى، المشكلة في استمرار الوضع القائم آخذة في التفاقم. في الجيش مثلما في الجيش: عندما تكون هيئة الأركان عالقة، تكون المستويات تحتها عالقة هي الأخرى. لقد بلور رئيس الأركان سياسة تقول ان ضابطا يؤدي مهامه جيدا لا ينحى ولا يستبدل. اذا فشل في 7 أكتوبر، فستستخلص حوله الاستنتاجات بعد التحقيقات. رئيس الأركان هو رجل مستقيم. لا يمكنه أن يبحث في مصير ضابط كهذا حين يكون دوره هو نفسه في التقصير موضع البحث.

الثمن هو أيضا في الاضطراب داخل صفوف القيادة، في تسريب مداولات مغلقة وفي التهجمات منفلتة العقال على رئيس الاركان في جلسات الكابنت وآلة السم في الشبكة. لرئيس الأركان يوجد تأثير هام على القرارات، واساسا الأحاديث الثنائية مع نتنياهو، لكن قوته ضعفت. 

في تموز سترفع لعناية رئيس الأركان التحقيقات الداخلية التي تجرى في الجيش. وسيتعين عليه أن يحسم مصير الحياة المهنية لبعض من زملائه. هذا سيكون الوقت الصائب لحسم مصيره هو نفسه.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى