يديعوت / كيف تنمنَ في الليل

يديعوت – بقلم عنات ليف ادلر – 22/11/2018
إن أيدي كل اعضاء وعضوات الائتلاف ممن صوتوا امس علنا ضد تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تفحص الى أين اختفت الاموال التي كانت مخصصة للخطة الوطنية للقضاء على العنف، ملطخة بالدماء منذ الان. هذه هي دماء المرأة التالية التي سيقتلها زوجها، وحتى ماء الحمض لن تشطف وصمة العار عن جبين من شطبوا عن جدول الاعمال هذا المشروع الحرج.
لماذا؟ لان الدولة تتنكر لمسؤوليتها وأحد من لابسي الكراسي في الحكومة غير معني بان يستوضح الى اين اختفى 250 مليون شيكل كان يفترض ان تمول الخطة للقضاء على العنف والتي يعلوها الغبار منذ اكثر من سنة ونصف. في واقع الامر، دعونا لا ندعي البراءة، فهذا المال لم يكن معدا اصلا لهذا الهدف. لماذا؟ لان قتل النساء هو موضوع يتيم احد ليس مستعدا لان يأخذه على عاتقه: لا رئيس الوزراء، لا اعضاء الحكومة وائتلافه والافظع من ذلك – لا عضوات الائتلاف مثل يفعت شاشا بيتون، تسيبي حوتوبيلي، شولي معلم، ميراف بن آري وهن لسن الوحيدات.
فهل يمكنكِ ان تشرحي لي، سيدتي وزيرة الثقافة ميري ريغف، كيف ستتمكنين من النوم في لليل دون ان تكون عينا الضحية التالية تلاحق افكارك او تلاحقك حين تذهبين لاحتساء كأس من الماء؟ فهذه باتت محددة، تلك المرأة التي ستفقد حياتها، فقط لانك انت ورفيقاتك بعثتن بها الى حتفها في مجرد هذا التصويت عديم القلب. فهل انت قادرة على ان تفهمي بان الحديث يدور هنا عن ارهاب بكل معنى الكلمة؟
آه، الكلمة ارهاب ايقظتك؟ خسارة اننا لم نسمي هذا ارهابا من قبل، فلعلنا كنا وفرنا بضع عائلات محطمة. وانتِ، سيدتي وزيرة العدل آييلت شكيد، كيف ستنظرين الى عيون اليتامى الذين ستخلفهن وراءها المغدورة المستقبلية التي بات اسمها مكتوبا على الحائط، حين ينظرون اليك من وراء عناوين الصحف ويسألوا لماذا؟ لماذا لم تنجحنَ في تفكيك سور عدم الاكتراث الائتلافي لديكن، لكي تبنين اسوار امل في المجتمع الاسرائيلي؟
وعندما يكون دم النساء سائبا مع ختم الحلال من الكنيست ماذا يفترض ان يفكر به الرجل سريع الغضب الذي باتت قبضته منذ الان مسدسا في ضوء نتائج التخطيط الذي ينعكس على شاشة التلفزيون. 58 معارضا للمشروع؟ ما الذي تعارضونه بالضبط بحق الجحيم؟ كيف يمكن ان تعارضوا منع العنف؟
ان العنف ضد النساء ليس موضوعا للرجل والمرأة وليس مشكلة جانبية للنساء اللواتي لعلهن يثرن ملل رئيس الوزراء، ولكنهن مغدورات دون ان تهمكن. هذا ارهاب بكل معنى الكلمة، موجه ضد النساء من قبل الرجال الذين هم ايضا ضحايا انفسهم ويحتاجون الى المساعدة والاصلاح. كل هذا يجب تمويله. رئيس الوزراء او وزير المالية عليهما فقط أن يقررا بان هذا على ما يكفي من الاهمية.