ترجمات عبرية

يديعوت: عن غياب البديل: رئيس الوزراء التالي

يديعوت 3/6/2024، عيناب شيف: عن غياب البديل: رئيس الوزراء التالي

حسب استطلاعين اجريا مع حلول نهاية الأسبوع الماضي في أخبار 12 وفي “معاريف” يقف بنيامين نتنياهو امام إنجازه السياسي الأعظم وعلى ما يبدو أيضا غير المسبوق على المستوى العالمي: في هذه اللحظة هو يبقى رئيس وزراء حتى بعد الانتخابات القادمة، رغم أنه في ورديته وقعت المذبحة الأخطر بحق اليهود منذ المحرقة، تقلصت أراضي الدولة في الشمال وفي الجنوب وهو لا ينجح في هزيمة منظمة إرهاب، جمعت معظم قوتها على مدى سنوات حكمه الطويلة. ليندون جونسون فاز في الانتخابات للرئاسة الامريكية في 1964 في 44 (!)  ولاية، لكنه تنازل عن التنافس على ولاية ثانية أساسا بسبب مراوحة الحرب في فيتنام في المكان. اما نتنياهو، في ولايته التي لا يدري احد كم هي، فلا يذكر إمكانية كهذه حتى ولا بالمزاح. 

حسب الاستطلاعات، يمكنه أن يخرج من الانتخابات مع حكومة موسعة أخرى برئاسته (“طواريء”) او  انتزاع جولة انتخابات أخرى. الحساب بسيط: طالما كانت الكتلة المضادة، في كل وضعية (مثلا حزب يمين مع نفتالي بينيت، يوسي كوهن وما شابه)، لا تحظى بـ 61 بدون الموحدة، فالمعنى هو انه لا احتمال لحكومة ليست برئاسة نتنياهو. حكومة بمشاركة الموحدة تفككت بسرعة، وكان هذا قبل حدث مصمم للواقع مثل 7 أكتوبر. فبعد 7 أكتوبر لا يوجد كائن حي كهذا، مثلما اعلن افيغدور ليبرمان. فضلا عن ذلك، فان نهج يئير غولان الهجومي وغير المعتذر يجر منذ الان حملة نزع شرعية من اليمين يصوره كـ “فوضوي”  كان ايتمار بن غفير هو مواطن قدوة. ومن يعول على الكلمتين الأكثر اثارة للشفقة في العالم – “تمرد في الليكود” مدعو لان يسجل ابناءه في مؤسسات التعليم في الشمال للسنة الدراسية القادمة. 

يحتمل أن يكون التحول يكمن في شخصية خارجية، مثابة أنبوب اسود ونظيف. سيكون من الغباء استبعاد مثل هذه الامكانية، لكن ينبغي الاعتراف بان المخزون محدود جدا: يخيل أن الجميع سبق أن جربوا وجُروبوا. وعلى أي حال، اجتازت كتلة نتنياهو تغييرا هاما: اليمين المتطرف لم يعد الذي الذي يهزه بل يشكل جزءا هاما من الامر ذاته. عندما قال يوآف غالنت “نحن مواصلو درب بيغن وليس درب بن غفير”، سألت النائبة تالي غوتليف: “ما الضير في بن غفير؟” وبن غفير نفسه عقب: “الغالبية الساحقة من الليكوديين… يؤيدون خطي الحازم”. وعليه، بالمناسبة، استطلاع اخبار 12 نرى أنه حتى اذا ما قام حزب يميني جديد، فان مقعدا واحدا فقط ينتقل من كتلة نتنياهو الى الكتلة المضادة”. 

يمكن أن نحلل السياسة التي من خلف هذا ومرة أخرى اتهام بيني غانتس. صحيح أن هذا جميل وصحيح بعض الشيء، لكن هذا أيضا جبن وانعدام استقامة. القصة هي الجمهور الذي يختار كيف يصمم مستقبله، بالتأكيد في نقطة زمنية حرجة لم يشهد لها مثيل منذ 1948. من الاستطلاعات، وكذا من حقيقة ان ذاك الانفجار في الشوارع الذي وعد به المرة تلو الأخرى خبراء شؤون مشاعر الشعب لا يأتي، ينشأ خياران: إما أن يكون نتنياهو لم يفشل وكل شيء على ما يرام أم أن نتنياهو فشل لكن هذا اقل أهمية من جوانب أخرى (مثلا حكومة بدون عرب). 

وبالاساس، يبدو أنه عندما يكون نصف الجمهور الإسرائيلي ببساطة لا يؤمن بتغيير الحكم (ومرة أخرى، ليس بين يمين واضح ويسار واضح) كقيمة بحد ذاتها، رغم كل الشواهد والأدلة على الفشل، التعفن والسأم. لعل إحساس الانتماء والتماثل اهم من اختبار النتيجة. لعل هذه هي الأجواء الخطيرة المتمثلة بـ “كلهم هم الامر ذاته”. هذا لا يهم: من السهل توجيه الاصبع لنتياهو، لابسطته، للقناة 14 وما شابه، ولكن في النهاية إسرائيل ستصل بالضبط الى حيث يأخذها الإسرائيليون والاسرائيليات. لا اكثر ولا أقل.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى