يديعوت: عندما يقول السنوار نعم
يديعوت 7/5/2024، ناحوم برنياع: عندما يقول السنوار نعم
السنوار نذل لكنه ليس غبيا: المقترح المضاد الذي بلوره يدخل إسرائيل الى جولة أخرى من المداولات الداخلية ممزقة الاعصاب، مع مخطوفين يذوون في الاسر، عائلات لا تعرف روحها، حكومة مفزوعة، منقسمة، غارقة حتى الرقبة في الشكوك المتبادلة وقيادة امنية مضروبة وضعيفة. السنوار معني على ما يبدو بالوصول الى المحطة النهائية، الى الاتفاق، لكن لا يقل عن هذا يستمتع بما يفعله بنا على الطريق. “السنوار اقام لنا مدرسة”، قالت لي يوخكا لفشتس في الليلة التي تحررت فيها من الاسر في غزة. وهو لا يزال يقيم لنا مدرسة.
أمس تحدث بايدن ونتنياهو هاتفيا. ليس من الصعب ان نخمن على ماذا تحدثا. نتنياهو وعد بان تكون العملية في رفح هامشية ومحدودة، رفح لايت، وبايدن اقترح ان يكتفي برفح زيرو. يمكن أن نفهم لماذا يؤيد الكثيرون في إسرائيل عملية عسكرية في رفح. تفكيك أربع كتائب متبقية هناك سيعطيهم إحساسا بان المهمة اكتملت: كانت 28 كتيبة وكلها فككت. لشدة الأسف، هذا وهم، صيغة عابثة.
الهجوم في غلاف رفح بدأ امس، في منطقة المعبر. قبل بضعة أيام شاهدت خريطة حديثة، رسمية، للسكان في رفح ومحيطها. الاكتظاظ الأكبر كان بالتوازي مع محور فيلادلفيا، على طول الحدود مع مصر. اقل اكتظاظا كان في غوش قطيف التاريخية، حتى خرائب نافيه دكاليم. الميل هو لتنفيذ تبادل: نازحون اقل في الجنوب، نازحون اكثر في غوش قطيف.
لكن مثلما تعلمنا في كل حروب إسرائيل، وبقوة اكبر في حرب غزة، فان ما يخطط له الجيش الإسرائيلي وما يحصل على الأرض هما قصتان منفردتان. الدخول البري الى خانيونس هو مثال واضح من الماضي القريب: التخطيط كان الهجوم على الغلاف، واساسا الاحياء الشرقية والاكتفاء بذلك. لكن عندما يتعرض الجنود المقتحمون المنطقة الى هجمات، يكون الزاما في ارسال القوات لاجل تصفية مصادر النار، والا فان تواجدهم هناك لن يكون آمنا. وهكذا، من حي الى حي، سيطرت قوات الجيش الإسرائيلي على المدينة وعلى محيطها. الثمن كان قتلى وجرحى في طرفنا، مراوحة طويلة في الميدان، ضربة قاضية للسكان المدنيين وهزيمة في الصراع على الرأي العام في الغرب. واليوم حماس تعود الى الأماكن التي احتلها مقاتلو الجيش الإسرائيلي بدمهم في خانيونس، مثلما تعود الى شمال القطاع ومعسكرات الوسط.
من الأسبوع الأول للحرب ورجال جيش في الماضي وفي الحاضر يحذرون من ان ليس لنتنياهو استراتيجية خروج. لنفترض اننا نجحنا في السيطرة على محور فيلادلفيا بثمن دموي متدن نسبيا. ماذا سيحصل عندها؟ لمن سنبقي ما احتللناه؟ باستثناء بضعة سموتريتشيين احد في إسرائيل لا يريد ان يكون هو او أبناؤه يخدمون في حكم عسكري في غزة. فماذا نعم إذن؟ ارسال المقاتلين الى معركة دون خطة لليوم التالي لها هو تسيب محظور التسليم به. معقول الافتراض بان السنوار يخادعنا: فهو يعرف بان الحكومة الحالية لا يمكنها أن توافق على المقترح الذي وضعه. ولارضاء الأمريكيين قد تبعث إسرائيل بوفد فني الى القاهرة. هذا هام لنتنياهو في الجبهة الداخلية أيضا: في الوضع الناشيء لا يمكن ان يسمح لنفسه ان يعتبر بانه يعرقل الاتفاق ويترك المخطوفين لمصيرهم، وهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان يعتبر كمن هو مستعد للاتفاق ويخون شركاءه من اليمين.
ليس لأول مرة يتهم الجناح المسيحاني في الحكومة وفي الاعلام بكل مشاكلنا الإدارة الامريكية. بالفعل، أمريكا تضغط. البيت الأبيض أوضح لنتنياهو بهدوء بانه اذا ما أمر بعملية واسعة في رفح فسيفرض حظر على ارسال السلاح الى إسرائيل. في بداية الحرب وعد بايدن بان يقف الى جانبنا في ا لحرب ضد حماس والان هو يعدهم وعودا من خلف ظهرنا، كما يشكو الناطقون بلسان اليمين.
هم ينسون بانه على هذا العقد يوقع طرفان. الامريكيون اوفوا بكل تعهداتهم، بما في ذلك 14 مليار دولار بمساعدات عسكرية وحماية إسرائيل من الصواريخ الإيرانية ومن المظاهرات في الجامعات. اما إسرائيل فلم تفي بتعهداتها: بعد سبعة اشهر هي عالقة في غزة وفي لبنان أيضا. هذه ليست إسرائيل التي تجند بايدن لمساعدتها.
امس، كأحد طقوس يوم الكارثة، قايس نتنياهو عدد القاضين نحبهم في الكارثة بعدد القتلى في 7 أكتوبر. “التقتيل في الكارثة يوازي 5 الاف ضعف ما حصل في 7 أكتوبر”، قال. ما الذي يريد نتنياهو ان يقوله لنا في واقع الامر؟ ان مسؤوليته عن كوارث الشعب اليهودي أصغر من مسؤولية هتلر؟ الا يخجل؟ لا، هو لا يخجل.